الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

العلاقات الثقافية الإماراتية السعودية.. جسور معرفية تعززها الروابط الأخوية

العلاقات الثقافية الإماراتية السعودية.. جسور معرفية تعززها الروابط الأخوية



العلاقات الثقافية الإماراتية السعودية ليست وليدة اللحظة أو حديثة العهد، بل ممتدة لعقود طويلة من الزمان، عبر جسور معرفية وتبادلات ثقافية وفنية وأدبية نوعية تعززها الروابط الأخوية التي تؤمن بوحدة المصير والهدف، فالإمارات والسعودية على قلب رجل واحد ويسيران في درب مشترك إلى مستقبل مشرق، تزداد فيه قوة ومتانة العلاقات الأخوية التاريخية في كافة المجالات والقطاعات، خصوصاً قطاع الثقافة والفنون، إذ تحرصان على المشاركة الفاعلة في المعارض والمهرجانات الفنية والتراثية والمؤتمرات الثقافية والأدبية المنعقدة في الإمارات أو السعودية.



والمتتبع للمعطيات التي من شأنها أن تعكس أصالة ومتانة تلك العلاقات، على أرض المشهد الثقافي والفني، يعجز بالفعل عن صياغة محتوى يستوعب ثراء وتنوعاً مبهراً، إلا أننا يمكن أن نقف هنا عند بعض أبرز الفعاليات والمعارض الأدبية والفنية والمهرجانات الثقافية والتراثية التي شاركت فيها كلا الدولتين، فعلى المستوى المحلي، تحرص الإمارات على المشاركة في المعارض والمهرجانات السعودية سنوياً، ومن بين تلك الفعاليات التي شاركت فيها الإمارات، المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية في السعودية»، الذي شهد في دورته الـ33 مشاركة 19 جهة إماراتية، حيث إن الجناح الإماراتي استقبل نحو 2.7 مليون زائر اطلعوا على الملامح التراثية الثقافية والشعبية وتعرفوا إلى أبرز الوجهات السياحية الإماراتية.





كما تشارك الإمارات بصورة سنوية في مهرجان سوق عكاظ المنعقد في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، حيث إن جناح الإمارات استقبل أكثر من 700 ألف زائر في دورة العام الماضي، فيما قدم عروضاً شعبية مثل الرزفة واليولة، الحرف اليدوية، الأكلات الشعبية المستوحاة من المطبخ الإماراتي، ومجموعة من الأنشطة الثقافية والتراثية التي يزخر بها تاريخ الإمارات.



وتحرص الدولة على المشاركة في سباقات الهجن ومهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وشاركت كذلك في فعاليات «مسك للفنون 2018» بالرياض، والذي تضمن عروضاً حية، وورش عمل قدمها فنانون ومبدعون سعوديون من مختلف المدارس والأساليب الفنية التي تتنوع بين الفن التشكيلي، الخط العربي، الزخارف الإسلامية، والفنون المعاصرة.



وتشارك السعودية في معرض الكتب المحلية بما فيها معرض الشارقة للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وتعد أجنحتها من أكبر الأجنحة المشاركة سنوياً في تلك المعارض، وتشهد مشاركة ما يزيد عن 26 جهة حكومية سعودية.



وقدم جناح السعودية في أحد دورات معرض الشارقة للكتاب 40 ألف عنوان إلكتروني وورقي، فضلاً عن تنظيم أكثر من 20 ندوة ثقافية قدمتها السعودية ضمن مشاركتها.





وفي المقابل، احتفى معرض الرياض الدولي للكتاب منذ عامين بدولة الإمارات عبر اختيارها ضيف شرف دورة عام 2018، والتي عقدت تحت شعار «الكتاب مستقبل التحوّل».



ومن بين الفعاليات الفنية التشكيلية المشتركة، معرض «إشراقات سعودية» الذي عقد في دبي بمشاركة 84 تشكيلية سعودية وضم 840 لوحة وذلك خلال عام 2016.



ومن بين المعارض الفنية التي تركت تأثيراً كبيراً لدى فناني البلدين، معرض «من أنتِ»، وهو معرض فني مشترك بين الإمارات والسعودية، عقد في دبي خلال العام الماضي بمشاركة 20 فنانة سعودية وإماراتية.





ويعد معرض «القصر الأحمر» الذي يعقد بالمجمع الثقافي في أبوظبي حالياً من أهم المعارض الفنية، فيما يعكس جماليات القصر الأحمر بالمملكة، وينظم بالتعاون مع الفنان السعودي الأمير سلطان بن فهد بن ناصر آل سعود.



وخلال جائحة كورونا، قررت سفارة الإمارات بالرياض تنظيم أول معرض افتراضي شبابي بمشاركة 24 فناناً شاباً من الإمارات والسعودية تحت اسم «بالفن أقرب».



ومن جهة أخرى، شاركت السعودية بأنشطة ثقافية وتراثية في نحو 10 نسخ من مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي، والذي شهد استعراض أبرز المنتجات والمأكولات التراثية والشعبية المميزة وغيرها من الأنشطة الترفيهية والثقافية.



وفي المقابل، تضمنت مشاركة الإمارات في فعاليات «المهرجان السعودي الإماراتي أبها» عام 2014، حضور أكثر من 50 جهة محلياً.





وفي العام الماضي، استضافت أبوظبي أنشطة ثقافية وفنية ودينية سعودية ضخمة ضمن مهرجان منظمة التعاون الإسلامي الذي تعد فيه السعودية أحد أبرز أعضاء المنظمة، وقدمت خلاله أنشطة دينية تثقيفية متميزة، ومنها طرق صناعة وحياكة وتطريز كسوة الكعبة.



ومن جهة أخرى، تحرص الشركات السعودية على تقديم الدعم لطلبة التوحد بالإمارات في المناسبات والأعياد محلياً، حيث إن الملحقية السعودية نظمت سحوراً لذوي الاحتياجات الخاصة في أحد المراكز بالإمارات خلال الأعوام الماضية.



وحرصت الملحقية الثقافية السعودية على التواجد في فعالية يوم الجاليات بجامعة عجمان في السنوات الأخيرة وقدمت أنشطة توعوية متنوعة للحضور، حيث إن الإمارات تحتضن أكثر من 1200 طالب وطالبة سعوديين ملتحقين بمؤسسات التعليم العالي الإماراتية.





من جهتها، أطلقت الإمارات أكثر من 8000 طلقة ألعاب نارية تجسد ألوان العلم السعودي، على كورنيش أبوظبي وجزيرة ياس في اليوم الوطني السعودي خلال العام الماضي واستقبلت المسافرين بالورود والهدايا الرمزية في مطارات الدولة، في حين تزخر الإمارات حالياً بالعديد من الفعاليات المحتفية باليوم الوطني السعودي الـ90، بما في ذلك دعوة المؤسسة الاتحادية للشباب بالإمارات أخيراً، الشباب السعودي والإماراتي لإعداد احتفالات اليوم الوطني السعودي الـ90، في حين تنظم مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة برنامجاً ترفيهياً متنوعاً.



وتعد تلك الفعاليات غيضاً من فيض المشاركات المتبادلة بين الإمارات والسعودية التي انعكست إيجابياً على المنجزات الثقافية والفنية والتراثية والأدبية، حيث إن التعاون في تلك المجالات يشمل مئات الفعاليات والمعارض والمؤتمرات المشتركة سنوياً، والتي تبرهن على متانة وعمق العلاقات الأخوية بين الإمارات والسعودية حكومة وشعباً.