الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تشكيليون: السوشيال ميديا خطفت رواد المعارض الفنية

تشكيليون: السوشيال ميديا خطفت رواد المعارض الفنية



أرجع فنانون تشكيليون عزوف الجمهور العربي والإماراتي عن المعارض الفنية التشكيلية إلى عدة أسباب، أبرزها تفشي سوشيال ميديا وهيمنتها على وقت واهتمامات رواد هذه المعارض، فضلاً عن غياب الكتيبات التعريفية باللغة العربية، ما يعزز من عزوف الحضور العربي للمعارض، وينعكس سلباً على الساحة الفنية.



وأشاروا لـ«الرؤية» إلى أن كثرة المهرجانات والعروض الكرنفالية والفنية الترفيهية ساهم في استقطاب حضور المعارض الفنية أيضاً، ودفعهم إلى تفضيل حضورها عن تذوق الفنون التشكيلية التي يمتد تاريخها ومدارسها المختلفة لآلاف الأعوام.





إقبال متزايد

قال مدير إدارة الفنون التشكيلية في هيئة الثقافة والفنون بدبي خليل عبدالواحد، إن الهيئة تسجل إقبالاً متزايداً على معارض الفن التشكيلي التي تقوم برعايتها أو تنظيمها، وذلك بفضل التنوع السكاني الذي تمتاز به الإمارة، إضافة إلى ذلك.. الحملات الإعلانية التي تسبق كل معرض.

وأضاف عبدالواحد: «إذا أردنا تشجيع الناس على ارتياد مثل هذه الفعاليات، يتعين على مؤسساتنا التعليمية والأكاديمية كالمدارس والمعاهد والجامعات لعب دور توعوي، وأن يتم الترويج للفنون في المناهج الفنية، وتثقيف الطلاب من خلال تخصيص ورش في الفنون التشكيلية، وذلك لزيادة الوعي في المجال الفني وخصوصاً الفن التشكيلي».

وعن دور الهيئة في دعم الفنون التشكيلية المحلية، أكد أن الهيئة تحرص على دعم الحركة الفنية التشكيلية من خلال عدة جوانب، منها إقامة المهرجانات والمعارض الفنية، مثل معرض سكة الفني الذي يعد الحدث الرئيسي لموسم دبي الفني، المبادرة السنوية الشاملة التي تحتفل بالمواهب والإبداع والابتكار والتنوع الثقافي، وتستمر طوال شهرَي مارس وأبريل من كل عام.





مبادرات تشجيعية

وتابع عبدالواحد: «توجد برامج ومبادرات كثيرة لتشجيع الفنانين المواطنين والمقيمين والزوار في دبي، نذكر منها برنامج (الفنان المقيم)، لدعم وتطوير مواهب الفنان والترويج لها، وهناك أيضاً مبادرة موقع (كريتوبيا)، وهي أول منصة افتراضية حكومية مخصصة للمجتمع الإبداعي في الإمارات، إضافة إلى تبني المواهب ودعمها من خلال إقامة معارض خاصة بها محلياً ودولياً.

وحول اشتراطات الهيئة فيما يخص وجود كتيبات باللغة العربية، أوضح مدير إدارة الفنون التشكيلية في هيئة الثقافة والفنون بدبي: «تقوم الهيئة بتنظيم ورعاية ودعم الكثير من المعارض في الإمارة، ومن خلال علاقتها مع هذه الأحداث، فإننا نبدي أعلى درجات الحرص على تعزيز اللغة العربية ودعمها، إدراكاً منا لأهمية اللغة العربية، وتقديراً لزوار المعارض من الناطقين بها».





حضور محدود

وقال الفنان التشكيلي البحريني عقيل الدرازي، إن تراجع حضور المعارض الفنية التشكيلية له عدة أسباب، منها اعتماد الفنان على إدارة تنظيم المعرض التي ترسل دعوات الحضور عبر البريد الإلكتروني للجهات الإعلامية، ويتمركز فيها الحضور المحدود على اليوم الأول فقط، إضافة إلى سيطرة سوشيال ميديا على وقت جمهور المعارض، حيث أصبحت أولوية بالنسبة للكثيرين، ما أثَّر سلباً على حضورهم للفعاليات التشكيلية.

وأضاف الدرازي أن الثقافة التشكيلية بدأت تغيب عن الساحة الفنية، وكأنها مكان ممل لا يوجد فيه المرح والتسلية التي يبحث عنها الجمهور، الذي يفضل الكرنفالات والسينما والمهرجانات الفنية، وهذا الأمر سيدفع التشكيلين العرب لهجرة المعارض العربية والتوجه إلى الدول الأوروبية التي ينتظر قاطنوها المعارض الفنية بفارغ الصبر.





غياب الوعي

بدورها، أكدت الفنانة التشكيلية أميمة السيسي أن ضعف وغياب الوعي الثقافي لدى الجمهور وعدم إدراكهم لأهمية الدور الذي يلعبه الفن التشكيلي في إثراء الثقافة بشكل عام، أثر بشكل كبير على عزوف الجمهور عن المعارض الفنية.

وأشار إلى أن عدم وجود دليل تعريفي باللغة العربية يساعد في حدوث فجوة بين الفنان والمتلقي العربي، ويجعله يبحث عن أماكن تقدم معلومات باللغة العربية مثل السينما والكرنفالات الصامتة.

وذكرت أن صالات الفنون التشكيلية تقدم خدمة طباعة الكتيب مجاناً للفنان على أن يدفع قيمة إيجار الصالة بالمدة التي يريد أن يستعرض أعماله فيها، لذلك ليس لديهم سياسة طباعة دليل باللغة العربية.