الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«الطبق الطائر» يستعيد طابعه وينطلق بـ «لا مكان أقل من الآن 3»

بتصميمه الفريد المستمد من مزيج استوعب تأثيرات الهندسة الوحشية، وعصر الفضاء، اللذين هيمنا على فترة منتصف السبعينيات، وقبته الدائرية الواسعة التي تطفو على حلقة مؤلفة من 8 أعمدة، ومظلته التي تلقي بظلالها على واجهة بانورامية مزججة بالكامل، فتح مبنى «الطبق الطائر» في الشارقة أبوابه أمس (السبت) بمعرض للفنانين ليندسي سيرس وكيث سارجنت يحمل عنوان «لا مكان أقل من الآن 3».

ويشكل المبنى، التابع لمؤسسة الشارقة للفنون، جزءاً من النسيج الجمالي والوجداني لقاطني الشارقة، حيث شيّد في منتصف السبعينيات وافتتح عام 1978، وخضع لسلسلة من التحولات الوظيفية والتصميمية على مدار العقود العديدة الماضية، بعد أن صمم بداية ليكون متجراً مستوحى من الطراز الفرنسي، ثم مطعماً للوجبات السريعة حيث أجريت تعديلات على هندسته من خلال دمج ملحق، وأقسام داخلية، وسقف مستعار أخفى القبة الخرسانية وهيكل السقف من الداخل، كما غُطيت الأعمدة بألواح الألمنيوم الفضية.





ترميم المبنى

وخضع المبنى لعملية ترميم واسعة مؤخراً، استعادت طابع المبنى الأصلي، تحت إشراف مؤسسة الشارقة للفنون واستوديو «سبيس كونتينوم» للتصميم المعماري الذي تديره منى المصفي، مع إضافة مساحة عامة جديدة في الهواء الطلق، ومساحة مجتمعية في الطابق الأرضي تضم مقهى ومكتبة ومرافق للأنشطة، بحيث يشكّل المبنى وموقعه مساحة حضرية للمؤسسة والإمارة بشكل عام.





زيارة مجانية

وقالت مديرة مؤسسة الشارقة للفنون الشيخة نوار القاسمي إن مبنى الطبق الطائر يعد أحد أهم المعالم المعمارية في الشارقة، وخضع لسلسلة من التحولات الوظيفية والتصميمية على مدار العقود الماضية، متوقعة أن يشهد المبنى إقبالاً كبيراً من قاطني الإمارة، لزيارته بشكل مجاني لمختلف شرائح وفئات الجمهور، ولكن سيجري حجز موعد الزيارة عبر الموقع الرسمي للمؤسسة مراعاة للإجراءات الاحترازية في ظل فيروس «كوفيد-19».





مكتبة فنية

وأضافت القاسمي أن المبنى يضم مجموعة من الخدمات التثقيفية ومنها أكبر مكتبة متخصصة في الفنون، ومساحة عامة مفتوحة مصممة لتستضيف الفعاليات الاجتماعية والعروض والأعمال الفنية التركيبية في الهواء الطلق، خاصة مع اعتدال الطقس في الفترة المقبلة.

وتابعت: «هناك مساحة تحت الأرض تضم منطقة الفوهة الخضراء وهي فناء دائري مليء بالنباتات المورقة والضوء الطبيعي، إلى جانب محطة المقهى، وغرفة للحرف، وقاعة للفعاليات، وغرفة للاجتماعات ومحطة العمل، كما أنها تتيح الفرص للأسرة التي يشترك أفرادها في المواهب الفنية في إقامة ورشهم داخل المبنى».





إرث قاتم

وأشارت القاسمي إلى أنه تزامناً مع افتتاح مبنى الطبق الطائر، انطلق معرض «لا مكان أقل من الآن 3» للفنانين ليندسي سيرس وكيث سارجنت، ويتضمن عملاً متعدد الحلقات، يتناول الإرث القاتم الذي خلفه الاستعمار البريطاني ورحلة ليندرسي سيرس في التاريخ بحثاً عن الحقيقة.

وأوضحت أن الفنانة ليندرسي سيرس استخدمت في عملها الذي تشارك به في المعرض العناصر المعمارية الفريدة للمبنى، لتروي قصة هبوط سائح فضائي وافتتانه بالقوى التي تدفع البشر للتحرك استجابة لنبضة أو إيقاع.

وأضافت: «تعتمد سيرس في أعمالها الفنية على استخدام السيرة الذاتية من أجل الكشف عن حياة الأفراد مقابل السرديات التاريخية الكبرى، ويتضمن هذا العمل التركيبي مجموعة متعددة من الوسائط، ومنها فيلم يكون فيه الراوي الرئيسي الذي يتتبع المشاهد سيرته الذاتية راقصاً، لتسليط الضوء على دور الرقص وربطه بالاستعمار».





رحلة الفضائي

وأوضحت القاسمي أن العمل التركيبي يعتمد على عكس رحلة الفضائي ومحاولته لاستيعاب الحياة على الأرض مستعيناً بعلم الهندسة والإيماءات والحركات ويراوده طيلة الوقت سؤال وهو مدى القدرة على إيجاد طريقة يتم من خلالها تجاوز اللغة، والانتقال إلى فكرة أعمق والسمو على التنميط الثقافي البيولوجي، وإعادة ترتيب الزمن بشكل غير خطي، بحيث يصبح الحاضر راسخاً ومستقبلاً.