السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فنانون تشكيليون في غزة يحولون حظر كورونا إلى لوحات تحتفي بالحياة

حوّل فنانون تشكيليون فلسطينيون فترة فرض حظر التجول على قطاع غزة للحد من انتشار كورونا، إلى ورشة عمل لإنتاج لوحات تحتفي بالحياة، وتواجه الوباء بالطاقة الإيجابية، مستخدمين في ذلك ما جادت به الظروف من أدوات، حيث اضطرت فنانة إلى استخدام قلم الآيلاينر بديلاً للريشة لعدم توافرها.

وعلى الرغم من أن الجحر في المنازل يكون صعباً في قطاع غزة نظراً لعدم توفر الخدمات الأساسية من كهرباء وخطوط إنترنت بالتزامن مع ارتفاع كبير درجات الحرارة، إلا أن ذلك لم يَحُل دون إتمام هذه اللوحات المبدعة لتكون هذه الظروف عوامل مساعدة ومحفزة لهم وليس العكس، بحسب فنانين التقتهم «الرؤية».





غزّة تُحبُ الحيَاة

ودعت الفنانة سُمية دبابش فناني غزة إلى استغلال حظر التجول المفروض منذ أسبوعين في رسم لوحات معبرة تحكي عن حب أهل غزة للحياة حتى وإن لم يمتلكوا أي أدوات رسم.

وقالت دباباش: «رغم حالة البؤس التي يعيشها أبناء قطاع غزة إلا أنهم ما زالوا يحبون الحياة، وهذا يجب أن يظهر من خلال لوحاتنا التي نعبر عنها حتى لو بأقلام الكتابة المتوفرة لنوصل رسالتنا للعالم».

وأشارت إلى أنها رسمت لوحة لطفل يحمل الطبلة فرحاً، مستخدمة أقلاماً جافة حيث استغرق هذا العمل معها ساعات طَويلة على مَدار أسبُوع.

وقالت دبابش التي درست هندسة الديكور: انطلاقاً من هذه اللَوحة أدعو الفنانين، لإدهاشِنا بإبداعاتِهم في رسمِ لوحات تعبيرية تحمل عنوان (غزّة تُحبُ الحيَاة)، كلٌ مِن حجره الصحي في منزِله.



رسائل فنية

وتقول الفنانة زينة الشرفا (19 عاماً) وهي طالبة ترجمة تخصص لغة إنجليزية «إن الرسم بالنسبة لها موهبة حيث إنها تعشق الرسم منذ كانت صغيرة».

وأضافت: «حينما فرض نظام منع التجول قبل أسبوعين قررت أن أستغل هذه الفترة في الرسم وكثفت كل جهدي في رسم لوحات تعبر عن واقع المجتمع الفلسطيني لا سيما العنف الذي يمارس على المرأة كونها المخلوق الأضعف».

وأشارت إلى أنها تمكنت من رسم 4 لوحات خلال فترة حظر التجول وأرادت من خلالها إيصال رسالة ضرورة وقف هذا العنف ضد المرأة.

وأوضحت الشرفا أنها استغلت فترة حظر التجول لتقوية موهبتها في الرسم وتجريب عدة طرق جديدة من أجل تطوير نفسها كي تصبح فنانة متمكنة من أدواتها.





لوحات معبرة

وأكد الفنان ضرغام قريقع (23 عاماً) أنه تمكن خلال فترة حظر التجول من إنجاز 20 لوحة معبرة.

وقال قريقع: «كنت أستغل فترة حظر التجول كي أحبس نفسي مع مرسمي وأظل أرسم اللوحات التي أريد».

وأضاف: «كل يوم أختار موضوعاً معيناً لأرسمه حتى لا تضيع أفكاري سدى».

وأشار قريقع إلى أنه ينتظر رفع نظام منع التجول من أجل رسم جداريات كبيرة وتوعوية لحث الناس على الالتزام بإجراءات السلامة للوقاية من كورونا.





تطوير الموهبة

أما الفنانة جنان الجرجاوي (18 عاماً) والطالبة في كلية الفنون الجميلة تخصص هندسة ديكور وتصميم داخلي، فقالت: «في فترة حظر التجول قررت أن أتعلم رسم الأشخاص والطبيعية الصامتة وطورت نفسي فيها، حيث كنت قبل منع التجول قد شاركت في دورة حول هذا الأمر».

وأشارت إلى أنها اختارت تخصصها لأنه يعتمد على الإبداع، وليس فيه أي قيود، ومن خلاله يدعم موهبتها في الرسم ويحرر أفكارها وتستغلها للإبداع.

وأضافت الجرجاوي: «خلال فترة حظر التجول شاركت في دورة أونلاين في رسم الشخصيات الكرتونية والرسم بالألوان».

وأكدت أنها تهدف من هذه الرسومات لأن تنمي موهبة الرسم لديها وتوصيل الأفكار التي ترسمها وتفريغ الطاقة لديها واستغلال الوقت بشيء مفيد.





منحة

أما الفنانة إيناس الفيومي (22 عاماً) وهي خريجة كلية التربية فأكدت أنها لا تحب الجلوس في البيت، ولكن اضطرت للالتزام بنظام حظر التجول لذلك قررت الاستفادة من كل ثانية.

وقالت الفيومي: «أحرص على عدم إضاعة وقتي في عمل لا جدوى منه، لذلك كنت أرى مصلحتي في عمل يحقق أهدافي فكان رسم عدد من اللوحات المعبرة».

وأضافت: «قد يظن البعض أن الحجر الصحي هو بلاء، إلا أنني قررت أن أحوله إلى منحة أطور فيها مهاراتي في الرسم».

وأشارت إلى أنها كانت تتابع عدداً من الفنانين الكبار في الوطن العربي واجتهدت على نفسها لإتقان الرسم خلال فترة منع التجول.



5 لوحات

أما الفنانة يسرى سعدات (20 عاماً)، وهي طالبة آداب إنجليزي فأكدت أنها تمكنت خلال حظر التجول من إنجاز 5 لوحات فنية رغم عدم امتلاكها فرشاة للرسم.

وقالت سعدات: «حظر التجول شكل لي تحدياً كبيراً بإنجاز لوحات فنية كنت أتمنى إنجازها دون أن يكون لدي وقت قبل فرضه».

وأشارت إلى أن حظر التجول خلق لديها إبداعاً كبيراً في رسوماتها وتعبيراتها، منوهة إلى أنها استعاضت عن عدم وجود فرشاة رسم لديها باستخدام ألوان جواش وقلم الآيلاينر لرسم الشجر والطبيعة.





رسم المشاعر

وحولت الفنانة غدير زيد (27 عاماً) التي درست العلوم المالية والمصرفية، مشاعرها إلى لوحات، فجزء منها يعبر عن الحزن الذي وصلنا له جراء هذا الوباء، وجزء آخر يحكي عن الحب في زمن الكورونا حيث جعل هذا الوباء العالم يقف على قدم واحدة.

وأشارت إلى أن «كورونا» منحها فرصة لإعادة التفكير في تغيير سلوكها وأسلوبها في الرسم، وهو ما انعكس على لوحاتها خلال حظر التجول.

وقالت: «هذه المرحلة من كورونا أثبتت أن للفن في زمن كورونا رسالة قوية».

وأضافت: «حرصت على مواجهة كورونا من خلال لوحاتي المعبرة لحماية المجتمع ووقايته من هذا الفيروس».

وأشارت زيد إلى أن أدوات الرسم كانت متوفرة لديها من قبل حظر التجول وهذا ساعدها في إنجاز لوحاتها.