السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لطيفة الحاج: الواقعية قادت «نواقيس العزلة» إلى شطحات فانتازية

لطيفة الحاج: الواقعية قادت «نواقيس العزلة» إلى شطحات فانتازية

تسرد الكاتبة الإماراتية لطيفة الحاج في روايتها «نواقيس العزلة» الصادرة عن دار مداد للنشر عام 2019، قصة شابة تدعى مريم، تعرضت للإجهاض مرتين وتعيش أوهاماً وخيالات تجعل حياتها أشبه بدوامة روائية تتأرجح بين الواقع والخيال، هذه المرأة غارقة في تجاربها مع الحياة، ومع شخصيات الروايات التي تقرأها، وتستعيد من الذاكرة المكتظة بالخدوش، ذكريات من زمن طفولتها ومراهقتها، لتدمجها مع حاضرها الذي تعيشه مكبلة بقيود فرضتها عليها عائلتها المتحفظة.





تأمل الألم

تعج تفاصيل الرواية بأجواء الحزن والتأمل للآلام، لتسلط الأضواء فيها على قضايا فردية أنثوية، وتلامس من خلالها نمطاً اجتماعياً يصنع حزن المرأة، وتكتب عن ذلك: «الحزن المقدس، الشعور الفريد الأسمى، الكليشيه الأكثر تكراراً، والأكثر مللاً، لا أسهل من الكتابة عن اليأس والإحباط والانكسار، يمكن لأي أحد أن يرتدي معطف السوداوية، ويتحرك فيه، على طريقة الأشباح، لكن ليس سهلاً، أن يبتسم ويعبر عن فرح اعتراه، وأراد أن يخبر الناس عنه».



عزلة النفس

وتصبح العزلة في الرواية شرطاً كي لا يضع الإنسان بقدمه في هذا الزمن المتحول، فهي لن تقود صاحبها إلى جنون أو انطواء، ما دام أنه يُرفقها بالكتابة وتدوين ما يمر في مخيلته من قراءات سابقة.

ويعتمد العمل الأدبي على الجانب النفسي الذي تحكي تفاصيله (مريم) بطلة الرواية، وتضع القارئ أمام تخيلاتها وأفكارها وأوهامها ومخاوفها وشجنها، ضجرها وقلقها ومباهجها، معتمدة على طريقة مونولوغ السردي المستقل.





هواجس وفضفضة

تروي بطلة الرواية خلال الأحداث هواجس متتالية، وتحكي عن طفولتها وسنوات مراهقتها، مقاسمة القارئ كل المشاعر التي عاشتها والأفكار التي لم تكن تجرؤ على الإفصاح عنها، وكأنها رغبة منها للتخفف من ثقل، تستعيد على إثره ذاتها، وفي كثير من الأحيان يشعر القارئ بأنها تحكي وكأنها تفضفض مع نفسها، وكأنها تدون الأحداث والمواقف التي صادفتها في مذكراتها، تلك التي تعرف أن لا أحد سواها سيطلع عليها.

وتسترسل البطلة في السرد من الصفحات الأولى حتى نهاية الرواية، سرد ذاتها ووجعها وخيباتها في زوجها ووالديها وحياتها كاملة، غير آبهة بأحكام الآخرين ونظرتهم نحو صراحتها، مشرعة الباب أمام القارئ على الصدامات التي تتالت وتراكمت على عاتقها، دون توار أو خجل.





بطل محبط

وعن أحداث الرواية، قالت الكاتبة لطيفة الحاج إن أحداث الرواية تدور في منزل الزوجية الذي يقع في إحدى البنايات بمدينة العين، حيث تعيش مريم وزوجها الروائي راشد بن غراب، الذي تصفه بأنه راشد بطل الروايات الكلاسيكي، الذي يتحول إلى بطل حزين محبط، كثير الصمت، يشبه الأبطال الغرباء، أصحاب الشخصيات المُركّبة.

وأضافت أن راشد الذي اختار عالم الخيال ليمنح حياته التي توقفت عند ثاني إجهاض تتعرض له مريم الزوجة والحبيبة ليهرب منها إلى عالم الكتابة، ويغوص فيها مع شخصياته التي تتعاطف معها مريم وتبغض بعضها وتغار من أخرى.

وتابعت الحاج: «يتخلص راشد عبر كتاباته من هواجسه ومخاوفه مما عاشاه معاً وما يعيشانه كل يوم وما يمكن أن يحمله لهما المستقبل».



واقعية سحرية

وأشارت الحاج إلى أنها وظفت تقنية الواقعية السحرية لتشطح شطحات تكاد تكون فانتازية، وجاءت بعمل متشابك مليء بالعقد ما أضفى على الأحداث جواً مختلفاً مليئاً بالترقب والتشويق، ممزوجاً بقلق وألم الفجيعة الفردية التي مرت بها البطلة مريم وبنيت عليها أحداث الرواية بالكامل.