يحتضن غاليري «جرين آرت» في دبي معرضاً فنياً للتشكيلية التركية هيرا بويوكتاسدجيان، يحمل عنوان «على الحجارة والبساط»، تطرح من خلاله قضية حول كيفية تحويل المناظر الطبيعية.
ويحفل المعرض، الذي يستمر حتى 7 نوفمبر المقبل، بمجموعة من الأبسطة المنسوجة باللون البني الفاتح، عكست فيها رؤيتها في ترجمة المواقع الجغرافية المتقلبة التي أصبحت مجرد ذاكرة، حيث فقدت اهتمامها عند البشر، وبالنظر إلى التقسيمات الإقليمية والتمزقات التاريخية في مدن مختلفة عبر الزمن، فإنها تكشف عن هذه المساحات غير المستقرة عبر سلسلة من الرسومات والمنحوتات والفيديو.
وعمدت الفنانة التركية إلى إحياء المباني والأحجار وخرائط المدن، لتبرز رؤيتها حول كيفية اتصال الحواس مع الذكريات الشخصية للمساحات التي كانت ذات أهمية في زمن ما، مسلطة الضوء على التاريخ العريق وآثاره التي حفرتها على الأبسطة، لتحولها إلى لوحات بصرية، نقشت عليها رموزاً تدلل على اندثار التاريخ وفقدان الهوية.
تستكشف هيرا بويوكتاسدجيان عبر أعمالها متعددة الوسائط مفاهيم مختلفة حول العلاقات المتناقضة بين التقدم على حساب التاريخ العريق، وإعادة البناء بين الماضي والحاضر، مستحضرة عبر مجموعة الصور، التي أضافت إليها لمسات فنية، ذكريات الزمن الجميل، وكأنها تلوح بيدها للمدن التراثية العريقة التي هُدمت وشُيدت مكانها أبراج ومدن حديثة.
كما تنقب بويوكتاسدجيان، عبر معرضها التشكيلي، في الروايات التاريخية والزمنية المختلفة، إذ تعرض فيلماً وثائقياً بعنوان «تخيلات من غابة تحت الأرض»، الذي تم عرضه لأول مرة في مهرجان بينالي تورنتو عام 2019، ويستعرض الفيلم الغابات وأحواض الأنهار الخاصة بالشعوب الأصلية التي تم تدميرها ونسيانها في بناء مدينة تورنتو أوائل القرن الـ19.
ويتمكن الزائر لمعرض «على الحجارة والبساط» من رؤية بصمات الزمان والمكان، التي أعادت هيرا بويوكتاسدجيان تشكيلها وتجريدها، وهي ترمز إلى الوجود الراسخ والغياب القريب في لغتها للأشكال المادية، كما تتحدى القراءات أحادية اللون وتاريخ الصدمات عبر الشقوق والطبقات غير المرئية.
