الاثنين - 09 ديسمبر 2024
الاثنين - 09 ديسمبر 2024

فهد المعمري: رواد "الشارقة للكتاب" متعطشون لألق الثقافة..والمتواجدون بأروقته محبون مخلصون للكتاب

فهد المعمري: رواد "الشارقة للكتاب" متعطشون لألق الثقافة..والمتواجدون بأروقته محبون مخلصون للكتاب

الشارقة أثبتت بانطلاق الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن الثقافة تستطيع الانتصار على أي جائحة تواجه العالم، هكذا بدأ الكاتب الإماراتي فهد المعمري حديثه لـ«الرؤية» ، مؤكداً أن المعرض بات علامة ثقافية إماراتية تحقق للدولة أحد أهم ملامح القوة الناعمة فيها، كاشفاً أنه أطلق على الدورة الحالية للمعرض دورة «محبي الكتاب»، الذين يتوافدون على مقر إقامته بـ"إكسبو الشارقة"، من أجل اقتناء الكتب، رغم أن العالم بأسره لا يزال يعاني آثار الجائحة.

ورأى المعمري، الذي يشارك في عناوين الإصدارات المتوفرة بالمعرض، بدراسة للشعر النبطي الإماراتي عبر إصدار «السيارة.. تاريخ وأشعار» إلى أن الإقبال الجماهيري على المعرض ، في يومه الأول، في ظل التحديات التي خلفتها جائحة كورونا، جيداً، في حين رأى أن الكتاب الإماراتي عمومأً يشهد حالة انتشار وتواجد مؤثر على الصعيد العربي ، معتبراً أن الإعلام هو من قفز بالرواية إلى مقدمة اهتمام القُراء بعض النظر عن مستواها، خلافاً لسواها من أنواع النتاج الأدبي، والإبداعي.



* ما رأيك في انطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحالية؟

فقال: استقبلنا افتتاح هذه الدورة الاستثنائية التي تتحدى كل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، لنثبت من الشارقة أن الثقافة أقوى من أي جائحة، بفضل الإجراءات الاحترازية التي اتخذها القائمون على المعرض، من أجل نجاح الحدث الثقافي العربي والعالمي.

* وهل ترى اختلافاً في هذه الدورة عن الدورات السابقة؟

** الاختلاف الوحيد هو تحويل الفعاليات والندوات الثقافية إلى منصة الواقع الافتراضي، أما دور النشر، فهي موجودة من كل مكان في المعرض، ولا تشعر بأن هناك أي نقصٍ في عدد دور النشر، كما أن الكتب الجديدة متوفرة، وهناك إصدارات طُبعت من أجل هذا المعرض، وآلاف العناوين موجودة على رفوف المكتبات، وهذا يدل على قوة معرض الشارقة الدولي للكتاب.

الكتاب لا يموت

* وكيف ترى إقبال الزوار على المعرض في أول أيامه؟

الإقبال كان جيداً إلى حدٍ ما، خاصة أن الزوار حالياً من دون وجود طلاب المدارس والجامعات الذين كان لهم دور كبير في الدورات السابقة، أمَّا هذه الدورة فهي كما أسمّيها دورة «محبي الكتاب الذين يأتون من أجل اقتناء الكتاب، وهم بالفعل محبون مخلصون له، والإقبال الكبير الذي شهدناه يدل على تعطش الناس للثقافة والأدب والفكر، كما أثبت أن الحضور المميز الكتاب الورقي، لن يموت مهما تطور المجتمع، ومهما تطورت التقنيات في صناعة الكتاب.

- حدثنا عن رأيك في أهم إصدارات الكتب التي شاهدتها خلال جولتك بالمعرض في يومه الأول؟

الكتب جيدة، لكن هناك الكثير من الكتب الجديدة تتحدث عن كورونا، هذا الوباء الذي أصبح جزءاً من حياتنا، حتى إن الكتب ودور النشر أفردت له مساحات كبيرة، فهناك عناوين تتحدث عن كورونا وتأثيره الاقتصادي، وعناوين تطرح للمرة الأولى حول تأثير هذا الوباء في المجتمع.

- هل هناك إقبال على الكتب التراثية في المعرض؟

الكتاب التراثي له خصوصية كبيرة، فهناك كتب تتحدث عن التراث العربي الإسلامي القديم، وهناك كتب تتحدث عن تراث كل دولة على حدةٍ. فالقارئ الذي يبحث عن هذه الكتب التراثية، هو من يهتم بتراث الدولة أو دولته، وهذا عدد قليل جداً.

- لماذا يقل إقبال الشباب على اقتناء وقراءة الكتب التراثية؟

السبب هو الإعلام الذي شجع الشباب على قراءة الروايات، ووضع الرواية وكتب الخيال العلمي في الصف الأول من الاهتمام، سواء كان مستوى الروايات قوياً أم ضعيفاً، فالإعلام دائماً ينصر الرواية على أي كتاب آخر، لذا نرجو أن يكون هناك إعلام وأدوات قوية تهتم بالكتب والكتاب التراثيَّين، ببث الوعي لدى الشباب بهذا المجال من الكتب.

- هل لاحظت داخل المعرض أن الكتاب الإماراتي قادر على المنافسة مع الكتب الأخرى؟

الكتاب الإماراتي بالفعل في منافسة، وهناك منافذ خاصة بالكتاب الإماراتي، وقد استطعنا أن نجعل الكتاب الإماراتي في صفوف الكتب العربية الأولى، وهذا يرجع إلى اهتمام القيادة الرشيدة بالكِتاب والكُتاب الإماراتيين.

- وهل تشارك في المعرض بأي إصدارات؟

نعم لدي كتاب «السيارة.. تاريخ وأشعار» وهو دراسة للشعر النبطي الإماراتي، لأننا في القرن الـ20 دخلت السيارة في حياتنا بشكل لافت، فكانت هناك مصطلحات ومخيلات للشاعر الإماراتي عن موديلات السيارات من خلال الشعر الإماراتي في أدب السيارة، وهذا الكتاب يتكون من 10 فصول، وهو أول كتاب في منطقة الخليج العربي الذي يحتوي على مئات الأشعار من الشعر النبطي.

- ما سر اهتمامك بالتراث؟

كنت أهوى منذ الصغر قراءة الكتب المتعلقة بالتراث الشعبي، لأنه إرث الآباء والأجداد، وهو دليل الهوية العربية والهوية الإماراتية التي تمثل شعب الإمارات، فيجب علينا المحافظة عليها، وأن ننقلها للأجيال الجديدة، لذا سعيت في توثيق هذا التراث وتدوينه وحفظه من خلال مؤلفاتي.

- ما نصيحتك للكُتاب الشباب؟

الصبر والقراءة الجيدة، وعدم التعجُّل لصعود سلم الشهرة، فالوقت أمامكم كبير.