الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

حوارية "المنتدى" و"الندوة" تستعيد "ذكريات" آسيا جبار في 120 دقيقة

حوارية "المنتدى" و"الندوة" تستعيد  "ذكريات" آسيا جبار  في 120 دقيقة

آسيا جبار

عقدت ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع صالون المنتدى الثقافي جلسة حوارية لمناقشة السيرة الذاتية للروائية الكاتبة الجزائرية آسيا جبار، في محاولة لتقديم تحليل ودراسة عميقة حول شخصية الكاتبة الراحلة، انطلاقاً من روايتها بوابة الذكريات التي قدمت فيها سردية عن فتاة في أسرة جزائرية نشأت في قرية ثم سافرت إلى العاصمة وتبدلت حياتها بين عالمين.

شارك في الجلسة، المترجم التونسي القدير الدكتور محمد آيت ميهوب، والإعلامية والشاعرة بروين حبيب والكاتبة زينة الشامي ونخبة من المهتمين، فيما أدارت الجلسة الكاتبة عائشة سلطان.

وعلى مدار نحو 120 دقيقة، قدمت الجلسة سرداً لأهم الأحداث والظروف التي شكلت وعي الكاتبة الراحلة، والتي كانت كاتبة روائية لامعة وأكاديمية بارزة، عرفت في جميع أنحاء العالم بسبب آرائها الأنثوية والمناهضة للاستعمار في المجتمع الجزائري، وكانت هذه الآراء أساس جميع رواياتها.





سيرة كاتبة

وخلال مشاركتها في الجلسة، قدمت الكاتبة زينة الشامسي السيرة الذاتية للكاتبة آسيا جبار، قائلة: «ولدت جبار ـ واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء ـ في عام 1936 وأمضت سنوات مراهقتها في ذروة أحداث حرب الاستقلال الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، فقضت سنوات الحرب وهي تجري مقابلات مع اللاجئين في المغرب وتونس لإظهار الآثار السلبية للاستعمار للعالم».

وكانت جميع رواياتها، بحسب الشامسي، تجسد هذا الموقف المناهض للاستعمار والمناهض للسلطة الأبوية، وقد اعتمدت الكاتبة الجزائرية اسم الشهرة «آسيا جبار» لتخفي كتاباتها عن والدها المحافظ، ومنذ صدور أول رواية لها صارت جبار بمثابة صوت «تمكين» المرأة، وسيرتها المهنية طويلة حافلة بجوائز مهمة وهو ما جعلها واحدة من أهم الكاتبات في القرن الـ20.

وأوضحت الشامسي أن «من أشهر أعمالها (العطش) التي كانت أول رواية تنشرها امرأة جزائرية خارج الجزائر، وهي تتحدث عن الخيانة والإغواء داخل الطبقة العليا في الجزائر، أما روايتها الثانية (القلقون) فخرجت إلى النور في عام 1958، وكانت تركز على الأمور الداخلية التي كانت تحدث في الطبقة العليا في الجزائر، وفي عام 1962 نشرت رواية (أطفال العالم الجديد)، وصورت فيها دور المرأة التي لعبته في حرب الاستقلال الجزائرية ضد فرنسا، ثم نشرت عام 1967 تتمة لرواية (أطفال العالم الجديد) بعنوان (القبّرات الساذجة)، وهي رواية تركز على صعود الحركة النسوية في الجزائر».



مثيرة للجدل

من جهتها قالت الشاعرة بروين حبييب إنها «اطلعت على بعض الآراء الجزائرية حول الكاتبة الروائية الراحلة آسيا جبار، ووجدت أن الآراء بين أفراد المجتمع الجزائري تنقسم حولها، ولكن ما يتفق عليه جميع نساء الجزائر هو أنها تعد من أبرز النساء اللاتي تطرقن لمناهضة السلطة الأبوية في مجتمعها ما جعلها في موقع المثيرة للجدل».

وأضافت أنها «عندما خاضت تجربة القراءة في رواياتها شعرت أن الكاتبة رغم أنها كتب بلسان فرنسي ولكن كلاً من الروح والرؤية عربية، وتتميز بأسلوب أدبي قائم على الرقة والنعومة، وأن الجلسة أتاحت لها أن تدخل إلى صندوق الذاكرة».





رواية عن نمو الوعي

وقال المترجم المعروف محمد آيت ميهوب إن «من يقرأ رواية (بوابة الذكريات) ينتابه شعور يقوده إلى التساؤل: إلى أي من أنواع الروايات تنتمي وهل هي سيرة ذاتية أم مجرد عمل أدبي للكاتبة تلمح من خلاله إلى رؤيتها لهذا الوجود؟ ولكن ما يتفق عليه الجميع هي تلك اللغة المهموسة، الحادّة والرهيفة كالشفرة التي تعتمدها الراحلة في روايتها، لتحدث جروحاً صغيرة في جلد ذاكرتها، لتقترب، وهي تعيش مسرّات الاكتشاف، أو بالأحرى إعادة الاكتشاف، والاعتراف، من ذاتها، عقلاً وجسداً وروحاً. أن تعرف كيف حصل الأمر عبر حسّها المغموس باستعارات اللغة وكناياتها، المتبّل بالشعر، والمعروض في صور تثير الفضول وتعطي وعوداً بمتعٍ خارقة».

وتابع: «هي رواية عن نمو الوعي وتكونه، فوعي الأنا ينبثق على مهل، مع كل تجربة عابرة، مع كل مغامرة صغيرة أو كبيرة، مع كل انتهاك لنواميس ومواضعات مجتمعية قارة، فثمة مسحة إيروتيكية للكتاب، قشرة خفيفة وامضة، لكنها مهذبة، مثقفة، هادئة، غير منفّرة، غير متطلبة بإفراط، طبيعية جداً، متسائلة أحياناً، مفعمة بالرقّة، ببعض الخشية في أحيان أخرى».