الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

خريجات جامعة زايد يتجاوزن عقبات كوروناً بـ 52 عملاً فنياً

انطلق أمس الأحد معرض الخريجات، الذي تقيمه جامعة زايد سنوياً في حي دبي للتصميم، محتضناً 52 عملاً فنياً تراوحت بين الفنون البصرية والرسوم المتحركة والتصاميم الغرافيكية والداخلية، لطالبات كلية الفنون والإبداعات الصناعية، اللاتي قمن بتنفيذ مشاريع تخرجهن على مدار العام الدراسي الماضي 2019-2020.

وأكد الأكاديميون المشرفون على المشاريع، أن الطالبات قد بذلن جهداً مضاعفاً عن الدفعات الماضية هذا العام، لا سيما أنهن قمن بتنفيذ المشاريع خلال فترة الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا، كما أن المناقشة النقدية للأعمال والمشاريع قد جرت افتراضياً عن بُعد، وتأجلت إقامة المعرض المفترض تنظيمه في مايو من كل عام، بسبب جائحة كورونا.

وقالت د. أسماء بلحمر، أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة والصناعات الإبداعية لـ«الرؤية»: «قد تكون الظروف المحيطة بهذه الدفعة مختلفة عن كل عام، فهي التي أدت إلى أن تكون معظم الأعمال مسطحة على لوحات، على غير العادة التي تقوم بها الطالبات بتصميم أعمال ثلاثية الأبعاد تعتمد على النحت والفن التركيبي وخلافه، في ظل عدم توفر الإمكانيات والمواد الخام كونهم نفذوا المشاريع خلال فترة الإغلاق، إلا أنهن حظين بمناقشة مشاريعهن بمشاركة فنانين ونقاد من خارج الإمارات، خاصة أن المناقشة النقدية والتقييم جرى افتراضياً عن بُعد، والتي تعتبر فرصة رائعة للطالبات».

موضوعات متنوعة

وحول الموضوعات التي تناولتها الطالبات، أشارت د. العنود بوخماس، أستاذ مساعد بكلية الفنون والإبداعات الصناعية أن أعمال طالبات تصميم الغرافيك على وجه التحديد جاءت متنوعة المواضيع، حيث تناولت مواضيع اجتماعية، وشخصية يعانون منها من سنوات عبروا عنها بالفنون، إلى جانب قصص الجدات وذكريات الطفولة.

وقالت: «قيام جامعة زايد بتنظيم معرض الخريجات والذي يعد أول حدث على أرض الواقع بعد مدة انقطاع طويلة، يعتبر تحدياً للظروف التي يواجهها العالم، ومناسبة مبهجة للطالبات اللاتي فقدن حماسهن بسبب التخرج بعام أصيب العالم فيه بـ«كوفيد-19»، لاستعراض إنجازاتهن بحضور الأهل والأصدقاء والأساتذة، والذي سيبقى يوماً خالداً في ذاكرة الحياة الجامعية التي ودعنها هذا العام».

هوية وانتماء

عبرت طالبة التصميم الغرافيكي مريم المناعي، خلال تصميم جدارية بعنوان «أنت لا تنتمي إلينا» احتوت على وجه مشوش بالألوان يعبر عن التشويش الذي عاشته بانتمائها لهوية والديها العربية والفلبينية معاً، إلى جانب تصميم كتيب ذي صفحات سوداء الخلفية احتوى على مجموعة من الرسومات التي كانت تبحث من خلالها على هويتها.

انتقادات المجتمع

بينما نالت انتقادات المجتمع والقيل والقال اهتمام عدد من الطالبات اللاتي عبرن عنها بطرق مختلفة، فاستعرضت الطالبة نورة نجيب الزرعوني، مشروعها الهمسات وهو عبارة عن لوح خشبي تضمن شفاه وأصابع يد للناس الذين يتحدثون عن أعمالها الفنية التي صنعتها من المطاط، وهي إسقاط لما تعاني منه بحياتها وشعورها الدائم بأن الناس لا يتوقفون عن انتقادها، كما أضافت صوت همسات غير مفهومة للعمل، ما خلق انسجاما بين المحتويين البصري والسمعي للموضوع الذي تناولته.

واستعرضت الطالبة ميثاء الديسي، في مشروعها «تلفون خربان» وهي لعبة اعتادت لعبها بالمدرسة، توحي بالثرثرة اللفظية التي يعاني منها الناس بحياتهم والقيل والقال، وعبرت عنها بفيديو مركب برسوم كرتونية وأصوات ثرثرة، إلى بوسترات تضمنت عبارات متداولة مثل «للسيف حدان ولكن للسان 200 حد».

وعبرت الطالبة مريم حسين، خلال ما أطلقت عليه «هيئة الحفاظ على السمعة» وهي هيئة افتراضية تعبر عن الارتباط الوثيق بالعادات والتقاليد المجتمعية بشكل فكاهي، وتمنح الناس الذين يرتكبون بعض الأخطاء في صب القهوة ومسك الدلة والفنجان مخالفات، لعدم التزامهم بآداب المجالس والتي تغيرت كثيراً مع الجائحة.

تنوع ثقافي

وعبرت الطالبة مريم المداوي، عن التنوع الثقافي الذي تشهده أرض دولة الإمارات التي تحتضن ما يزيد على 200 جنسية مختلفة، خلال لعبة ورق «أرض المعارف» مكونة من 50 بطاقة، والتي تهدف للتعرف على ثقافات وذكريات بعضنا البعض.

استدامة

ونالت الاستدامة اهتمام معظم طالبات التصميم الداخلي، حيث قامت الطالبة مريم طاهر عبدالرشيد، بتصميم وير هاوس للعمال وذوي الرواتب المتراوحة ما بين 500 إلى 1500 درهم، والذي يسع 96 شخصاً، يمكن فصل كل منهم بغرفة مع حمام منفصل.

وأعادت الطالبة خلود غانم، تصميم مسكن عمال بمنطقة حديقة دبي للاستثمار، لحل بعض المشكلات التي يعاني منها العمال في السكن وتلبية حاجاتهم كتوفير مساحة مخصصة للتواصل مع ذويهم أو تناول الطعام أو مشاهدة التلفاز.

رمستنا

واستعرضت الطالبة أحلام المازمي في مشروعها «رمستنا» مجموعة من الكلمات الإماراتية التي لا يستعملها الشباب كثيراً، والتي صممتها خلال كتيب بالعربية والإنجليزية لتعلم اللهجة الإماراتية، إلى جانب 4 بوسترات تضمنت أمثالاً شعبية.

بلا مذاق

وعبرت الطالبة هديل الشعلان، خلال مشروعها «بلا مذاق» عن تأثر الناس بمحتوى سوشيال ميديا الزائف وصور الطعام المتداولة خلال مائدة من حلويات بلاستيكية صنعتها من موارد متاحة بالمنزل مثل بلسم الشعر والنشا وقشور الكاكاو ومادة الرزن وصبغ الأكريليك، والتي توحي بجمالية المظهر دون أية نكهة.

الارتباط بالجدات

وعبر عدد من الطالبات عن ارتباطهم بذكريات وحكايات الجدات، فصممت الطالبة موزة الفلاسي، قصة مصورة بعنوان «امرأة المنزل» وهي قصة مستوحاة من حياة جدتها التي سُميت على اسمها، والتوقعات التي يتوقعها العائلة منها باكتساب صفات جدتها.

وعبرت الطالبة شيخة محمد السبوسي، خلال مشروعها «إرث الأسلاف» عن التراث الفلكي بالإمارات المعروف باسم «الدرور» وهو الحساب الفلكي الذي قام به الأجداد لتقسيم السنة لأربعة فصول، والذي يبدأ مع ظهور نجم سهيل، لافتة إلى خبرة جدتها بهذا الحساب، وقيامها بزراعة وحصد محاصيل زراعية معينة كل موسم.

وقد عبرت عن ذلك بقطعة قماش قطنية، اعتمدت عليها جدتها في تغطية كل ما تخشى فساده، ورسمت على كل شيلة رسمات للنباتات التي كانت تزرعها، فالرمان وسعف النخيل خلال الخريف، وزهر الليمون والنعناع وطلع النخيل بالشتاء، والفاصوليا والبصل واليقطين بالربيع، والتمر والتوت بالصيف.