الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

معرض «إلى بيروت».. عدسة مصور ترصد انفجار المرفأ

يحتضن غاليري «أيام» في دبي معرضاً فنياً للمصور السوري الفرنسي عمار عبدربه يحمل عنوان «إلى بيروت» يرصد فيه عبر لقطاته الفوتوغرافية الواقعة الأليمة التي عاشها لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي.

وتكريماً للشعب اللبناني قرر عبدربه أن يذهب ريع 75% من أرباح صوره التي تعرض لتكون هبة لبيت البركة لإعادة البناء ومساعدة المحتاجين.

ويحفل المعرض المستمر حتى 12 نوفمبر المقبل بـ12 صورة فوتوغرافية، ذات أبعاد إنسانية مؤثرة تروي تفاصيل الحادثة التي تسببت في فقدان الأصدقاء، وتشتت العائلات عدا عن الإصابات والأضرار البالغة التي طالت سكان بيروت القريبين من المرفأ.

وتسلط الصور الضوء على اللحظات التي التقطتها عدسة عبدربه ومحاولاته تخفيف حدة الانفجار المفجع، إذ لا تظهر اللقطات ضخامة الكارثة بل إنها تجرد الموقف.

يرى عبدربه عبر صوره الكثيرة التي قدمها في مسيرته. بأن الصورة تبقى ذكرى توثق وتذكر بما حدث. تنتقل عبر الأجيال كشاهد عيان على ما دار في المرفأ. ورغم المأساة التي تظهرها الصور الخاصة بالانفجار، إلا أن المتلقي يجد فيها روحاً إنسانية ذات ألوان وكأنها مشاهد حية مباشرة من التلفاز.

لصور عبدربه روح إنسانية تحاكي الواقع المؤلم الذي عاشته بيروت ليس فقط على الحطام بل يذكر تاريخ تلك المدينة التي فقدت الكثير من الدماء التي حقنت بسبب الحروب والانفجارات التي تسببت في فقدان الأبناء الآباء والأصدقاء. وكان لعدسته سحر بديع في التقاط غضب الشارع اللبناني، شبابه الذين رفعوا أعلام موطنهم وأشعلوا النار حزناً على موتاهم إذ وصلوا إلى مرحلة اللاعودة عن الإصلاح.

لم يترك عبدربه مشهداً من الدمار إلا والتقطه فالحديد المتطاير والرمال التي اندثرت من أعماق البحر إلى الشوارع والمنازل التي تآكلت من ويلات الحروب ليكمل عليها انفجار المرفأ. إذ تظهر صورة المنزل اللبناني العريق وهو مدمر ورغم ذلك يقف شامخاً في وجه العذاب الذي فجر أعمدته. وللبحر الذي تأكل من كل النواحي الاقتصادية والإنسانية يرصد عبر عدسته الجسور المدمرة والسفن المحترقة التي دمرها الانفجار. وسط تساؤلات من المسؤول ومن الذي سيشفي جروح لبنان وبيروت الحزينة.

كما كتب في نهاية عرض الصور رسالة مؤثرة للبنان قال فيها: عزيزتي بيروت أتمنى من صميم قلبي أن تلتئم كل جراحك، وأن تتلاشى كل الندوب ويعاد بناء جميع المنازل وإحياء جميع الأعمال التجارية. وأنه من هذه المأساة تبقى الصور فقط.