الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

واسيني الأعرج: واجهت الموت في الطريق إلى «ليليات رَمادَة»

واسيني الأعرج: واجهت الموت في الطريق إلى «ليليات رَمادَة»

واسيني الأعرج

استضاف صالون الملتقى الأدبي، الذي تديره أسماء صديق المطوع، الكاتب الروائي الجزائري واسيني الأعرج في جلسة افتراضية لمناقشة، روايته الجديدة «ليليات رَمادَة» التي سترى النور مع نهاية الشهر الجاري، فيما كشف الأعرج أنه واجه خطر الموت فعلياً، في الطريق إلى إنجاز الرواية، تحت وطأة مخاطر انتشار "كوفيد-19".

وتكشف «ليليات رمادة»، التي كتبها الأعرج متكئاً على نتاج تفاعل افتراضي مع قرائه ومتابعيه، تفاصيل قصة حب بين الشابة «رمادة» والشخصية الاعتبارية الموسيقار العالمي «شادي»، وترصد الرواية الصراعات المختلفة الناجمة عن انتشار وباء كورونا والصراعات السياسية الأخرى في مدينة خيالية مستوحاة من الأحداث الواقعية في الدول العالمية. وتحول تلك الصراعات بين قصة حب رمادة وشادي وينقطع التواصل بينهما نتيجة الوباء، وتتداخل الأحداث والوقائع، وتتضارب المصالح، بينما تتعانق فيها العواطف والمشاعر الإنسانية التي تتأجج وتخبو فجأة وبصورة مؤلمة.

رواية الوباء

وتشكل «ليليات رمادة» العمل الأدبي الأول المستوحى من أزمة كورونا، والذي يقول الكاتب بأنه كتبها بوجدانه وليس بعقله، فالكتابة بالعقل تأتي بعد انقضاء الأزمات وفي أجواء من الهدوء والاسترخاء.

ويرى البعض أن الرواية تندرج تحت أدب الأزمات، وتحاكي قصص ألف ليلة وليلة، وتجمع بداخلها تفاصيل مستوحاة من القصص البوليسية والعاطفية وأدب الرسائل.

مطاردة بيكاسو

وخلال الجلسة الافتراضية كشف الأعرج عن وجود مشروع آخر شبيه بمطاردة «كورونا»، يمكن أن يحوله إلى عمل أدبي، إذ يطارد حالياً 7 لوحات لـ بيكاسو، رسمها الفنان عندما عاش في قرية تدعى «مدريسة» في الجزائر، يعتقد أن تلك اللوحات تم تهريبها إلى الخارج. ووجد الأعرج أن اللوحات التي اكتشفت في عام 2009 لم تظهر منذ ذلك الحين، وبعد 11 عاماً، خرجت وزارة الثقافة الجزائرية لتعلن أن اللوحات المكتشفة كانت غير أصلية، رغم أن مكتشفها تم توجيه الاتهام له وحكم عليه بالسجن، ولكنه اختفى أيضاً. وأجرى الأعرج تحقيقاً ميدانياً حقيقياً وما زال يطارد الأمر بحثاً عن الحقيقة لكشف الأمر أمام الرأي العام، ولكن الأمر بحاجة إلى خبير كما يقول.

بأمر القراء

وأعرب القراء والحضور عن إعجابهم بتفاصيل الرواية التي نشر الكاتب واسيني الأعرج بعض أجزاء منها عبر «فيسبوك» خلال الأشهر الأولى من جائحة «كورونا». وتساءل البعض إن كان الروائي كتب الحبكة الدرامية على سلم موسيقي بخيوط ذهبية، فهي تتمتع بجمالية السرد وقدرتها على تثقيف القارئ بمفردات الحب والحرية والموسيقى.

نتاج ورشة

من جهته، صرح واسيني الأعرج، «أن الرواية ستطرح نهاية الشهر الجاري، علماً بأنني كتبت تفاصيلها بوجداني ومشاعري، ضمن أكبر ورشة أدبية استمرت مع القراء والمتابعين افتراضياً على مدى 5 أشهر ومن ثم جمعتها وأعدت صياغتها وترتيب أحداثها لتنشر قريباً». وتابع «كنت أواجه الموت كغيري أثناء مواجهة كوفيد-19 ومنحني ذلك شعوراً باقتراب النهاية والموت، وواجهته بكتابة اليوميات في بادئ الموت، لكنني شعرت بأني سأكرر مشاهد الموت اليومية، فتوقفت عن كتابتها وقررت كتابة (يوميات رمادة)».

وأوضح «فكرت في كتابة نص وعرضته على القراء وأصبح بداية الانطلاقة في الرواية، وبدأت أكتب تفاصيلها بصورة يومية واتجهت إلى نشرها على فيسبوك فلاحظت تفاعل المتابعين ومطالبتهم لي بالإسراع في إنهاء النص وذلك بسبب الرغبة في الابتعاد عن التفكير في الموت».

وأوضح أن بطلة قصته «رمادة» تعمل في أحد مختبرات تحليل الدم، أما الموسيقار «شادي» المعروف كشخصية اعتبارية، فقد أنقذها من الموت في وقت سابق. «وتطرق الأعرج إلى أن الصراعات الخلفية في الرواية، والتي تجري في مدينة "تخيلية" مماثلة لما يمكن أن يحدث في مدن عربية مستقرة أو غير مستقرة، تؤثر بالفعل على الإنسان بحيث يتخيل القارئ إمكانية الابتعاد عن الموت».

وأكد الأعرج في نهاية الجلسة، أن الفيروسات رحيمة والأوبئة تعد فرصة للتأمل في الحياة والذات، والتسامح مع النفس والآخرين.