الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

فيصل الملك: «مشهد للكرواسون» بوح فني من ذكريات الطفولة

تسيطر الكثير من المواقف والمشاهد التي يمر بها البعض على جزء كبير من الذاكرة، الأمر ذاته تكرر مع الفنان والمصمم الشاب فيصل الملك، 32 عاماً، الذي قرر أن يحاكي مشهداً واقعياً مر فيه أثناء طفولته المبكرة ليستعيد جانباً من ذاكرته وهويته عبر عمل فني تركيبي يدعى «مشهد للكرواسون».

ويتخصص الفنان التشكيلي فيصل الملك في مجال الأزياء، ولكنه أراد أن يدخل إلى عالم الفن التشكيلي عبر إحدى المبادرات الفنية المحلية، ليعبر فيها عمّا تمر به روحه من مشاعر الاغتراب والشتات أحياناً.

قال الملك لـ«الرؤية»: «اخترت تصميم ذلك العمل الفني الذي يضم عدداً من اللوحات الفنية وعرض أدائي وتصاميم تركيبية من المنحوتات، للتعبير عن ذلك الشعور بالشتات وعن إحدى الذكريات التي دفعتني للشعور بالغربة».

وأوضح فيصل الملك أن «العمل الفني يختزل تفاصيل مستوحاة من مشهد واقعي مر به عندما كان يبلغ من العمر 4 أعوام، حيث جلس مع والديه في أحد المقاهي الداخلية بمطار كندا لتناول الكرواسون، وحينها مر بجانبهم أحد الموظفين ولفت نظره أن طفلاً في عمره يتحدث 3 لغات، وكان ذلك أول موقف أشعر فيه بالشتات وافتقاد الهوية، ليكون العمل بمثابة بوح فني من ذكريات الطفولة».

وتابع: «بالرغم من أن ذلك العمل شخصي للغاية ويعكس مشاعر الشوق والصيرورة حتى انعدامها، إلا أنه يتعلق بتجاربنا المبكرة في التعبير اللفظي، ويحمل العمل صورة خاصة بي كنت أرتدي فيها وشاحاً أصفر تحيط به أجواء شتوية موقعة بالاسم باللغة الإنجليزية بشكل مقلوب بحيث تظهر كأنها كتبت باللغة العربية».

وقال فيصل الملك: «لا يمثل الجسد سوى موقع تنقيب وبحث عن الذكريات والتي تظهر في الترجمات الفنية من الرسم إلى الفيديو والأنماط إلى المنحوتات، فالأصوات والحركات عبارة عن خيوط سينوغرافية تنذر بحالة نزوح وتشرد سابق والتي تظهر جلية في مشهد للكرواسون».

وتابع «أن ذكريات الطفولة تتحول إلى رسم تضج فيه الحياة في مسرح فارغ، ثم يستعرض الفيلم مستوى آخر من النزوح، أما الصوت فهو ترانيم الأطفال باللغة العربية التي تبعث فيها الحياة خلال محادثة مع والدة الملك، والتي تتسلل بحزن إلى حركاته (5 ايقاعات ارتجالية).»

ونوه إلى استعانته بالطلاء الزيتي والسيراميك المزجج والألوان الخشبية والجص على الورق، وذلك عند تصميم العمل الفني.