السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عفراء السويدي: أداوي آلام الضحايا بالفنون

تداوي الفنانة التشكيلية الشابة عفراء السويدي، (29 عاماً)، آلام النساء والأطفال الذين تعرضوا للاعتداءات الجسدية وكانوا ضحايا للتحرش الجنسي بالفن، وتطمح إلى إطلاق مشروع فني بالتعاون مع الجهات المعنية بحقوق المرأة والطفل لمساعدتهم على تجاوز أزمتهم النفسية وذلك بالعلاج بالفن.

وتستوحي الفنانة الشابة أعمالها الفنية عادةً من القصص الواقعية في المجتمع المحلي والمجتمعات العربية، وتعبر عن التحديات والمشاكل التي تحيط بالكثيرين من أفراد تلك المجتمعات.

وترى أن الفن أداة للتعبير عن المواضيع الإنسانية أكثر من كونه أداة ثقافية، لذا تحرص على تسليط الضوء على المضطهدين في مجتمعاتهم سواء الصغيرة أو الكبيرة.

كما تنظر إلى الفن كوسيلة للخروج عن الصمت، خاصة أن العديد من الاعتقادات المجتمعية بما فيها العادات والتقاليد تشكل خطوطاً حمراء وقيوداً تعيق الكثيرين وخاصة النساء والأطفال من التحدث عن مخاوفهم وآلامهم بحرية.

وتعد عفراء السويدي من مواليد أبوظبي، وتبلغ من العمر 29 عاماً، وتحمل درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة زايد عام 2016، وتطمح إلى إكمال دراسة الماجستير في المجال بالخارج.

وتستخدم الفنانة الشابة الجبس والبلاستر في أعمالها الفنية بصورة واضحة، كما تبحث عن أدوات فنية جديدة، بما فيها الخيوط والأقمشة (ومنها الكندورة والغطرة والأوراق) وألعاب الأطفال لتساعدها في التعبير عن مواضيع وأفكار معينة.

واستطاعت تجاوز أزمة كورونا عبر العمل عن بعد ومن خلال اختبار الأدوات الفنية الجديدة، كما أتاحت لها الجائحة الفرصة لتنتج أعمالاً فنية مبتكرة في أجواء من الهدوء والسكينة النفسية.

كما أجرت بحثاً متعمقاً عن موضوع الاعتداءات الجنسية أيام الرومان وقبل الإسلام، وذلك عبر القراءة ومشاهدة الحوارات المسجلة لتساعدها للتعبير عنها بنظرة فنية.

وأفادت عفراء السويدي «الرؤية» «إن اهتمامي بالفن بدأ منذ طفولتي، وكان البعض في المنزل يعتقد أنني انطوائية، ولكنني كنت أفضل الجلوس مع أدواتي الفنية وألعابي لأبدع وأبتكر منها نماذج فنية جديدة».

وتابعت عفراء السويدي «حولت غرفتي الخاصة بالمنزل إلى مرسم، فكنت أقضي فيها معظم وقتي، كما عملت على إلصاق أوراق المجلات على الجدران، وفي كثير من الأحيان كنت أحول الأسطح الخارجية للمكيف إلى لوحات فنية برسوماتي وألواني، فكانت غرفتي كالاستوديوهات الفنية».

وذكرت «شاركت في العديد من المعارض الفنية في أبوظبي والشارقة وخارج الدولة بأعمالي الفنية، علماً أن أبرز إنجازين لي خلال العام الجاري، هما المشاركة في معرض فن أبوظبي، والآخر، هو انضمامي إلى المجمع الثقافي بأبوظبي ضمن فريق برنامج الإقامة الفنية».

وأعربت عن حزنها نتيجة عدم تمكنها من الالتقاء المباشر والتواصل مع الجمهور في الدورة الحالية من معرض «فن أبوظبي» نتيجة لجائحة كورونا التي كانت سبباً في إطلاق نسخة رقمية من المعرض لأول مرة.

من جهة أخرى، لفتت عفراء السويدي إلى رغبتها في إطلاق مشروع فني كمؤسسة غير ربحية لمساعدة النساء والأطفال الذين تعرضوا إلى الاعتداء الجنسي للتعبير عن أنفسهم وللتغلب على آلامهم وشعورهم بالقهر أو الخوف ولاستعادة روحهم المسلوبة.

وتطرقت إلى أن الفكرة تتضمن إطلاق المشروع بالتعاون مع مؤسسات المرأة والطفل والإيواء في الإمارات والتي تساعد النساء على تجاوز أزماتهن النفسية بطريقة سليمة دون التعرض إلى اتهامات خارجية من المجتمع يزيد من معاناتهن الفكرية.

ونوهت أن التحرش بالأطفال يسرق منهم طفولتهم وروحهم وراحة بالهم والضوء الذي بداخلهم، ما يستدعي توفير علاج نفسي لهم يمكن أن يكون بالتعاون مع متخصصين في المجال النفسي والفني.

من جانب آخر، أوضحت عفراء السويدي «أن الفنانين الشباب بالإمارات بحاجة إلى مزيد من الاستوديوهات الفنية وبرامج الإقامة الفنية المماثلة للبرنامج الذي يقدمه المجمع الثقافي في أبوظبي للفنانين الشباب».

وتابعت «أن المجمع الثقافي بأبوظبي يشكل مجتمعاً فنياً فريداً غير متناهٍ يتيح فرصة النقاش مع الفنانين الآخرين أو حتى مع الزوار والغرباء، بما يسمح بتبادل الأفكار الفنية وتعزيز حضورها على المستوى المحلي والعالمي».

وشاركت السويدي في العديد من المعارض المحلية والعالمية، بما فيها عرض أعمالها الفنية في مركز روتشستر للفن المعاصر في نيويورك عام 2015، ومعرض «ليسيدرا السنوي للفن العالمي» في العاصمة البلغارية صوفيا، وفي عام 2017، شاركت في معرض «إيماجو ماندي» في مدينة تريفيزو الإيطالية.

واستعرضت عفراء السويدي أعمالها بالإمارات في كل من معرض الرابطة الفرنسية في أبوظبي، وفي متحف جوجنهايم أبوظبي ضمن فعالية «اصنع الفن، اصنع ذلك الآن!» التي استضافتها منارة السعديات عام 2017، كما شاركت في النسخة الـ35 من المعرض السنوي لـ«جمعية الإمارات للفنون التشكيلية» في الشارقة.