الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«سماء وسبعة بحور».. رواية تؤرخ للقضية الفلسطينية بطريقة إنسانية

«سماء وسبعة بحور».. رواية تؤرخ للقضية الفلسطينية بطريقة إنسانية

ناجي الناجي خلال حفل توقيع راوية «سماء وسبعة بحور» في القاهرة.

جسد الروائي الفلسطيني ناجي الناجي المسؤول الثقافي في السفارة الفلسطينية بالقاهرة، القضية الفلسطينية في روايته الجديدة والتي حملت اسم «سماء وسبعة بحور»، وذلك بأسلوب إنساني مليء بالمعلومات والتفاصيل.

وصدرت هذه الرواية عن دار ابن رشد وتم توقيعها مؤخراً في القاهرة بحضور عدد من المثقفين الأدباء والفنانين والشعراء والسياسيين في القاهرة.

وأقرت هذه الرواية لتكون ضمن مقررات المناهج الدراسية لبرامج الدراسات العليا لطلبة لكلية التربية في جامعة عين شمس بمصر.





وتعتبر هذه الرواية نموذجاً من روايات أدب المنافي، والتي حرص الكاتب فيها على تجسيد الرمز الفلسطيني في كل التفاصيل الحياتية لشخوص الرواية والمزاوجة فيها بين اللحظة الراهنة والتاريخ بلغة أدبية بالغة التكثيف.

وتحكي الرواية قصة لاجئ فلسطيني وُلد في المنافي وهو يحمل فلسطين في قلبه ثم تمكّن من الوصول إليها رغم الاحتلال وكل الصعوبات ليحكي قصته مع هذا اللقاء ويكشف عن حقيقة اللجوء، راوياً قصة اللقاء الأول مجسداً حكايات الأسلاف والخرائط واللاجئين في شخوص وفي حجر وشجر، معيداً النص في تداخل وتجلّيات وتجارب المنافي وتأثيراتها في التكوين النفسي للفلسطيني.

ويستهل الكاتب روايته بتجربة تبدو للوهلة الأولى قريبة من الذاتية أو كتابة السيرة على لسان الراوي، ينعطف سريعاً إلى تصدير أبطال العمل والبناء التدريجي بين شخصيات وحكايات تمرّ بتداخل زماني ومكاني سلس.

ويبدأ الكاتب في اكتشاف يقين ما آمن به غيبياً منذ ولادته في المنافي حتى لقاء وطنه للمرة الأولى، رابطاً علاقة بين القارئ و«زياد» الطفل الذي يكبر خلال النص متنقلاً بين سوريا ولبنان وأوروبا وتونس ومصر، وصولاً إلى ذروتي الحبكة والأسلوب معاً والتي تمثلت في قدرة المؤلف على إحكام النص والربط بين الأزمة والأمكنة المتناثرة.



ويضع المؤلف القارئ بين مجموعة من الألغام الفكرية التي أحاطت بالقضية الفلسطينية والتي يزرعها الروائي بعناية بالغة طارحاً أسئلة حول الهوية واللجوء والمنافي وصمود الفلسطينيين في كل مكان.

واجتهد الكاتب في وضع أكبر قدر من التفاصيل على لسان شخوصها، ما يجعله وكأنه يؤرخ لتفاصيل القضية الفلسطينية بشكل إنساني.

ويتطرق الكاتب إلى العديد من المفاهيم التي أحاطت بالفلسطينيين في المنافي وتأثرهم وتأثيراتهم مع المجتمعات الأخرى، ونتاج تلك التفاعلات في تشكيل شخصية اللاجئ والمنفيّ والمغترب.

وحول لغة الرواية فقد تباينت ما بين السرد الذي يسير وفق الحالة الوجدانية للراوي، وصولاً إلى الانزياح إلى شاعرية اللغة في عدد من المواقع، مع قدرة المؤلف على الوصف.