الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مركز أبوظبي للغة العربية يناقش دور مجامع اللغة في تطوير لغة الضاد

تحت عنوان «مجامع اللغة العربية والنهوض بلغة الضاد» نظم مركز أبوظبي للغة العربية ندوة افتراضية اليوم الخميس، بحضور نخبة من الخبراء والمختصين باللغة العربية في الإمارات والعالم العربي، لمناقشة الجهود التي تبذلها مجامع اللغة العربية للارتقاء بلغة الضاد.

عقدت الندوة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية -الثامن عشر من ديسمبر - وتناولت عدة محاور، منها دور مجامع اللغة في تعريب المصطلحات، وتعزيز انتشار العربية عالمياً، والتحديات التي فرضتها الرقمنة، ودور مركز أبوظبي في تطوير اللغة العربية ضمن رؤية مؤسسية جديدة، ومعاجم اللغة العربية في الماضي والمستقبل.

مصطلحات حبيسة

وقال الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة إن «المهمة الرئيسية لمجامع اللغة العربية هي تطوير اللغة، وتهيئتها لاستقبال مواليد العلم والفكر والثقافة، وليست هذه المواليد سوى المصطلحات، لأن اللغة هي جهاز الفكر، ولا يستطيع الإنسان أن يفكر بغير اللغة».

وأضاف أن العقبة التي تواجه مجامع اللغة العربية، هي أن المصطلحات التي تنجزها لا تأخذ طريقها السهل إلى الجهات والمؤسسات الثقافية المعنية، والجمهور المستهدف من هذه المصطلحات، حيث إنها تظل حبيسة دوائر مجامع اللغة العربية.

وأشار إلى الجهود التي بذلها مجمع القاهرة وأقرتها مجامع اللغة العربية، ومنها نشر 21 معجماً متخصصاً في العلوم المختلفة، بالإضافة إلى معاجم اللغة العربية، مقترحاً أن تستخدم مجامع اللغة العربية الوسائل الحديثة لنشر وتوظيف جهودها بشكل عملي وملموس.

التنسيق ضرورة

ومن جهته تحدث محمد صافي مستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، عن عدة تحديات تواجه المجامع اللغوية في زمن الرقمنة، قائلاً: «لا بد من التنسيق بين المجامع اللغوية، التي يعمل كل منها بشكل منفرد»، مؤكداً أن المجامع اللغوية ضرورة حضارية، تحتاج إلى تطوير وتنسيق الجهود لردم الفجوة بين التنظير والتطبيق.

تحديات الرقمنة

ودعا مستغانمي إلى إنتاج مصطلحات وعدم الاكتفاء بتعريبها فقط، كما أشار إلى أن الكثير من المجامع فقيرة بالجانب التكنولوجي (الحوسبي) الذي يساعد في توثيق التراث العظيم للغة العربية.

أما الدكتور خليل محمد الشيخ خليل، المستشار بمركز أبوظبي للغة العربية ومدير الجلسة، فأكد ما جاء به الدكتور فضل حول إشكالية التواصل العلمي بين مجامع اللغة والمؤسسات الثقافية، وقدرة هذه المؤسسات والمثقفين على الاستفادة من جهود مجامع اللغة العربية.

وتساءل الدكتور خليل عن تدريس العلوم بالجامعات باللغات الإنجليزية والفرنسية في مشرق ومغرب العالم العربي، في ظل التدفق العالمي الهائل للمصطلحات، لافتاً إلى أن المجامع اللغوية العربية تطلع على الأساسي والجوهري من هذه المصطلحات، لتأخذ منها ما يحتاج إليه الإنسان العربي في حياته، وفي المؤسسات التعليمية والثقافية.

سياسات لغوية غائبة

وفي مداخلته، قال الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، «إن العالم العربي يفتقر إلى سياسات لغوية تحدد فلسفة الدول العربية تجاه اللغة العربية أو تمكنها من وضع تشريعات لحمايتها. ما نراه اليوم في الغالب لا يعدو كونه نصوصاً عامة لا تجمعها رؤية واضحة.»

وأضاف أن المركز انطلق في عام مليء بالتحديات التي طالت اللغة العربية ومعظم لغات العالم، تسببت فيها العزلة التي فرضتها الجائحة، والتي تطلبت بذل جهود كبيرة في مجال النشر الإلكتروني والرقمنة.

نشر العربية

بينما تبرز قضية دور المجامع اللغوية في نشر اللغة العربية عالمياً، ويوضح الدكتور صلاح جرار أستاذ زائر بجامعة الشارقة، ووزير الثقافة الأردني السابق، أن «دور المجامع قائم، ولكنه غير مباشر، ولا يخضع لتنسيق بين مجامع اللغة العربية أو برنامج محدد، وإنما يقوم على مبادرات واجتهادات خاصة بكل مجمع».

وأكد أن تعليم العربية في دول العالم يتيح فرص تدفق العلوم والمعارف المختلفة، ويساعد في مشاريع النهضة والتقدم، ويسهم في تحصين الهوية الثقافية، مشيراً إلى أن نشر اللغة العربية دولياً مدخل مهم لتعريف العالم بالثقافة والحضارة العربية في المجالات المختلفة.

اليوم العالمي

وقد أطلق مركز أبوظبي للغة العربية أجندة شاملة من الفعاليات الافتراضية تمتد على مدى شهر ديسمبر الجاري، وذلك احتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام.

وتشتمل الأجندة على مجموعة متنوعة من الندوات والمحاضرات وحلقات النقاش والورش، بحضور نخبة من الخبراء والمختصين باللغة العربية في الإمارات وحول العالم،

لتعزيز تبني اللغة العربية وتطويرها وتمكينها في مختلف المجالات الفكرية والعلمية والثقافية.