السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أمل الكعبي: تمزيق ديوان نزار رسم لي ملامح طريق الإبداع

أمل الكعبي: تمزيق ديوان نزار رسم لي ملامح طريق الإبداع
حوّلت الكاتبة الإماراتية أمل الكعبي شغفها بالكتابة من هواية شخصية تمارسها بدافع المتعة، إلى مشروع أكثر جدية للاحتراف، مؤكدة أن خوضها تجربة النشر، رسم لها ملامح الطريق نحو عالم الكتابة والإبداع، الذي بدأ مع تمزيق المدرسة لديوان من دواوين نزار قباني كانت تنوي قراءته مع زميلة لها.

وتميل أعمال الكعبي الأدبية إلى الفانتازيا الواقعية، إذ ترى أن الإلهام يأتي من الحياة، وكل ما يحتاجه الكاتب هو الخيال، منوهة بأن الحياة غنية بالقصص والمواقف، وقد تكتب قصة متكاملة مستلهمة من معزوفة، أو حتى من غرباء تقابلهم مصادفة.

دخلت الكعبي عالم الكتابة بروايتها الأولى «موربيتفل» في عام 2016، التي صدرت خلال معرض الشارقة للكتاب، ثم أتبعتها بمجموعة قصصية بعنوان «بيريه عسكرية» في عام 2018، خلال برنامج دبي الدولي للكتابة. وتقول الكعبي لـ«الرؤية»، إنها بدأت الكتابة في المرحلة الإعدادية، وكانت تكتب القصة القصيرة، لافتة إلى أن جمال القصة يكمن في التكثيف، وسرعة إيقاع الأحداث للوصول إلى النهاية، على العكس من الرواية التي تحتاج إلى الكثير من الصبر والتركيز على التفاصيل.


وعن بدايات شغفها بالأدب والقراءة، تقول الكعبي: «كنت مولعة بمكتبة والدي في طفولتي، وأكثر ما كان يلفتني تلك المجلدات الكبيرة ذات الأغلفة الجلدية التي منعت من قراءتها، لأنها لا تناسب عمري، ووضعت في الرفوف العليا بعد محاولاتي للتسلل إليها».


وأضافت: «كنت شغوفة بالشعر في تلك المرحلة، وفي إحدى المرات اكتشفت مدرسة التربية الإسلامية أنني وزميلة لي في الصف نقرأ ديواناً لنزار قباني في الفسحة، فعاقبت زميلتي، ومزقت الديوان، حيث كانت قراءة نزار في ذلك الوقت تعتبر «عيباً» و«قلة أدب»، ما دفعني إلى كتابة الشعر الغزلي في بداية مشواري».

وأكدت أن الكتابة كانت هواية تمارسها، قبل خوض تجربتها الأولى في عالم النشر، مشيرة إلى أن الكتابة عملية ممتعة لكنها مرهقة، «خاصة أنها تعزلك عن محيطك خصوصاً عند كتابة الرواية».



التأمل والفلسفة


وقالت الكعبي إنها تحب الأسئلة والتأمل والفلسفة، لذلك تجد معظم شخصيات قصصها ورواياتها تتساءل وتبحث عن أجوبة، كما أنها تهتم بقضايا المرأة بشكل خاص، ولكنها تكتب في كل ما يشغل الإنسان، وإن لم يكن يمسها شخصياً.

وحول أبرز إنجازاتها خلال الفترة الأولى من جائحة كورونا، قالت: «أنهيت رواية على أمل أن تجد طريقها إلى القراء، كما أتنقل حالياً بين كتابة القصص القصيرة ورواية جديدة خيالية تعني بالمكان والبيئة وتوثق فترة معينة من تاريخ مدينة العين».

أما بالنسبة لمجموعتها القصصية «بيريه عسكرية» التي صدرت في عام 2018، فهي تناقش طيفاً واسعاً من القضايا الإنسانية، قصة تدور أحداثها في أحياء مصر البسيطة، وقصة أخرى تحكي قصة طفل سوري لاجئ في فرنسا يلتقي مسنة إماراتية تعاني الزهايمر، وأخرى تدور أحداثها ما بين بنغلاديش والإمارات.



النشر


وتحدثت الكاتبة الإماراتية عن واقع النشر، قائلة: «بعيداً عن كل الدعم المقدم من الحكومة والمؤسسات الأدبية، لا يزال النشر صعباً خصوصاً للكاتب الشاب، لأن دور النشر تهتم فقط باسم الكاتب ومكانته في السوشيال ميديا».

ولفتت الكعبي إلى أن دور النشر تفضل نشر الرواية لأنها الأكثر طلباً في السوق، ولكن هناك جهوداً وكتاباً مخلصين للقصة القصيرة، مشيرة إلى أنه في الآونة الأخيرة وبفضل برنامج دبي الدولي للكتابة، تم إحياء أدب القصة القصيرة عبر ورش القصة القصير التي كانوا يطرحونها بين فترة وأخرى.