الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

معن حمادة: فيديو "مطار براغ" غير بوصلتي الموسيقية

معن حمادة: فيديو "مطار براغ" غير بوصلتي الموسيقية
اعترف عازف البيانو اللبناني معن حمادة، بأن لسوشيال ميديا دوراً كبيراً في شهرته بعد ان انتشر له مقطع فيديو من ساحة مطار براغ عندما وجد هناك آلة بيانو، فنسي موعد الطائرة وأخذ في العزف وقدم ساعتها معزوفة واحدة، كانت كفيلة بتغيير مجرى حياته، وتحويل شغفه بالموسيقى إلى عمل حقيقي.

وقال الفنان اللبناني الذي نجح في ترويض عمله في مجال استشارات هندسة الأنظمة في دبي وشغفه الموسيقي، في حواره مع «الرؤية» إنه يقرأ النوتة ويعزفها بحواسه الخمس ويشعر بها ثم يسمعها ويتخيلها ومن ثم يترجم عبرها ما بداخله من أحاسيس على الآلة.

وصف حمادة البيانو بنقطة ضعفه الجميلة، مؤكداً أن هذه الآلة غيرت مسار حياته وساهمت في صقل شخصيته فأينما يكون البيانو يشعر بأنه بحاجة ماسة إلى العزف.



*سئلت كثيراً عن مقطع فيديو في مطار براغ، كيف دفعك نجاح المقطع لممارسة موهبة العزف احترافياً؟

**الصخب الذي حققه الفيديو دفعني فعلياً إلى إعادة حساباتي، عن الوقت والأهمية التي أعطيها للموسيقى. إذ كانت ممارسة الموسيقى بالنسبة لي مجرد هواية أشغل بها أوقات الفراغ وأزيل بها الضغط النفسي، لكن بعد النجاح الذي حققه المقطع الذي تداولته حسابات كثيرة على السوشيال ميديا أصبحت الموسيقى أكثر من مجرد شغف وهواية، بعد أن وضعت لها استراتيجية خاصة.

وبعد أن انتشرت مقاطعي على جميع المنصات الرقمية، تعرفت إلى بعض الموسيقيين الذين أصبحوا أصدقاء مقربين، وشكلنا فرقة موسيقية صغيرة، ولدينا معايير عن الحفلات التي نشارك فيها، وصار لي هدف بمشاركة فرحتي بالعزف على البيانو مع الجميع.

*يشعر من يراك وأنت تعزف بأن روحك تداعب مفاتيح البيانو وكأنه حديث بين عاشقين. كيف وصلت إلى هذه الحالة من الانسجام؟

**منذ الطفولة ولدي عشق لسماع الموسيقى.. وكنت أستمع إليها لكي أعزفها بعد ذلك، ولو بشكل ارتجالي وليس تطبيقاً لنوتة مدونة.

وما يحدث معي أنني أقرأ النوتة وأعزفها بكل حواسي إن صح التعبير.. وأشعر بها ثم أسمعها مرة أخرى وأتخيلها وأترجم عبرها ما بداخلي من أحاسيس على الآلة.

وهكذا تدور الدائرة أستمتع بالعزف ثم أسمعه وأشعر بها مرة أخرى بطريقة مضاعفة، هذا ما يحصل معي عندما أرتجل العزف الموسيقي وليس غريباً أنهم قالوا في الأثر إن الموسيقى غذاء الروح.



*وما سر ارتباطك بالبيانو؟

**في الأصل أنا عازف «أورغ» و«كيبورد». كنت أعزف الموسيقى الشرقية في لبنان، وأثناء إقامتي في دبي وبعد انتشار الفيديو، قررت العزف على آلة البيانو. وتأتي كلمة بيانو اختصاراً لكلمة بيانو فورت، وهو مصطلح إيطالي يعني الرقة أو اللين. والبيانو كما نعرفه هو آلة وترية والجميع يعرف أن الآلات الوترية لا تعطي رونقها هكذا بسهولة للعازفين مثل الآلات الإلكترونية الحديثة.

ولذلك فإنني عندما أعزف البيانو أقدر مدى استجابة البيانو لمشاعري وهذا يجعلني أعزف بإحساس.



*لقيت مقطوعاتك نسب مشاهدة كبيرة، فكيف ترى استقبال الجمهور لمعزوفاتك؟

**المشاهدون أحبوا نمط الموسيقى التي أقدمها وتفاعلي معها عندما أعزف. وردود فعل الجمهور كانت ولا تزال سبباً أساسياً لاستمراري، وتجعلني أكثر حماساً لمشاركة موسيقاي مع العالم.



*كم ساعة يومياً تقضيها في العزف على البيانو؟

**نصف ساعة إلى ساعة في أيام الأسبوع وساعتين أو أكثر في عطلة نهاية الأسبوع، وهذا بسبب انشغالي في عملي الأساسي. وليست لدي طقوس معينة عندما تأتي فكرة ما أجلس أمام البيانو وأعزفها، أو عندما نقرر تسجيل موسيقى جديدة وإطلاقها.



* ما هو عملك الأساسي؟ وهل يخطفك من الموسيقى؟

**أعمل في مجال استشارات هندسة الأنظمة في دبي منذ العام 2012. وهذا هو شغفي الآخر.

والجميع يقولون لي إن مجال الاستشارات يتطلب الكثير من ساعات العمل، وإنها بعيدة عن مجال الموسيقى ولكن كل شخص يمكنه أن يجد التوازن الذي يلائمه.

* من هو ملهمك؟ وهل لديك مقطوعات خاصة بك؟

**العازف العالمي اليوناني «ياني»، من الأشخاص الذين أتطلع إليهم، مع أني لم أعزف له أي مقطوعة بعد، لكنني سأفعل ذلك. وهناك أيضاً بعض الأحداث التي مرت بحياتي سعيدة كانت أو حزينة كانت مصدر إلهام لي.

لدي مقطوعات خاصة بي، مثل «Only Piano» وهي مقطوعة سجلتها بلقطة واحدة. لم أحضر لها، بل كانت مرتجلة في لحظة التسجيل والتصوير. ولدي مقطوعة أخرى اسمها «My Promise to You»، وهي مستوحاة من اسم زوجتي «وعد».

وأنا أغير وأضيف على الألحان عند عزف أي أغنية أو موسيقى مشهورة، بحيث أصنع موسيقى خاصة بي في كل موسيقى أسجلها.



*هل يمكن أن نعتبر أن آلة البيانو هي نقطة ضعفك الجميلة؟

**نعم لأنها الآلة التي غيرت مسار حياتي، و ساهمت في صقل شخصيتي. فأينما يكون البيانو.. أشعر أنني بحاجة ماسة إلى العزف.

* ما أكثر مقطوعة موسيقية أتعبتك حتى تمكنت من تأديتها على طريقتك الخاصة؟

**في عام 2015 دعيت إلى بودابست للاحتفال بوضع بيانو للعامة في قاعة المطار. ومطار بودابست مسمى على اسم البيانيست المشهور فرانز ليست. رغبت أن أحول إحدى مقطوعاته للنمط الذي أعزفه، فاخترت مقطوعته الشهيرة «الهنغارية رابسودي رقم 2». وقد أتعبتني كثيراً كي أحولها لنمطي الخاص، لكن في النهاية كانت ناجحة جداً وكان احتفالاً مميزاً.



* وما الآلة المسموح لها أن ترافق البيانو في عزفك؟

**غالباً ما نرى حفلات كلاسيكية يكون فيها عازف بيانو منفرداً. أما الآلات الموسيقية التي تصلح لمرافقة البيانو فهي الكلاسيكية مثل الوتريات وآلات النفخ وأهمها التشيلو. وإذا نظرنا إلى عالم موسيقى الفيوجن يمكننا إضافة الآلات الإيقاعية الوترية كالغيتار.