تزامناً مع اليوم العالمي للشعر، الذي يصادف 21 مارس من كل عام، أكد مجموعة من الشباب الذين استطلعت «الرؤية» آراءهم، أن الشعر ما زال محتفظاً بقيمته الأدبية، على الرغم من أنهم يعيشون في عصر الرواية، كما يحظى بنصيب كبير من قراءاتهم بين الحين والآخر بشتى أنواعه، فهو زاد الأجيال في كل الأزمان وحامل رسائلهم والمعبر عن دواخلهم وأحلامهم.
بينما أشار شعراء إلى أن محاولات الشباب في كتابة الشعر اتخذت صوراً جديدة عما عهده الشعر في الماضي، حيث يعود الفضل في ذلك إلى معطيات العصر السريعة، خصوصاً منصات السوشيال ميديا التي جعلت القصيدة المسجلة صوتياً أو بالفيديو أكثر انتشاراً من الدواوين الشعرية.
تقويم ونقد
قال الشاعر جابر الخلصان إن اهتمام الشباب بالشعر يأتي بنسب متفاوتة على حسب نوع الشعر ودرايتهم باللغة، إلا أن الشعر المحكي أقرب للحالة الشعورية لدى الشاب الشاعر، مؤكداً أن محاولات الشباب في كتابة الشعر جادة إلى حد ما، فالبوادر كأساسيات النظم والقواعد الشعرية موجودة ولكنهم يحتاجون للنقد البناء والتقويم الأولي وكيفية صياغة الأفكار والالتزام بالقواعد الشعرية من ناحية القوافي.
صور حديثة
بينما ذكر الشاعر خالد البدور: «حياتنا في العصر الحديث تغيرت عن العصر الماضي، فعلى الرغم من أن الاهتمام بالشعر كلغة مجاز ورمز قل، مقارنة مع الاهتمام بالسرد القصصي للرواية، إلا أننا نجد الاهتمام بالشعر اتخذ صوراً مختلفة عن الماضي فدخل في الصورة والرسالة النصية ومقاطع الفيديو والأغاني، ويعود الفضل في ذلك لوسائل التواصل الاجتماعي».
وأضاف أن هناك جيلاً من الشعراء في هذا العصر اتخذوا من السوشيال ميديا، منصة للتواصل مع الجمهور وقراءة الشعر، إلى جانب المواقع الإلكترونية، واعتماد أسلوب المدونات بدلاً من الكتب والدواوين الشعرية المطبوعة.
دعم الشباب
بدورها، أشارت الشاعرة نجاة الظاهري، إلى أن الاهتمام الأكبر لدى الشباب متجه نحو الكتابة أكثر من الاطلاع على القضايا الشعرية ومتغيراتها بين الماضي واليوم، قائلة: «ما زال الشباب في الإمارات قيد مرحلة التجربة في كتابة الشعر الموزون والنثر، إلا أنهم مجيدون لذلك ولهم بصمتهم الخاصة في الكتابة، وأعتقد أنه يجب على المؤسسات دعم الشباب الناشئين في كتابة الشعر».
فنون الخطابة
إلى ذلك، قال الشاب حمد العيدروس، إنه يميل للشعر الفصيح، والعمودي تحديداً، الذي يركز على القيم ومكارم الأخلاق كأشعار الإمام الشافعي ونجيب محفوظ وأحمد شوقي، مؤكداً أن الشعر إرث عربي مهم وصالح لكل الأزمان، مهما مرت عليه السنوات زادت قيمته.
وتابع: «لا أعتقد أن هناك منافسة بين الشعر والرواية، فلكل مجال جمهوره، وأعتقد أن أبيات الشعر من الأشياء الجميلة التي احتفظت بها ذاكرتي من أيام المدرسة، كما أن العديد من المتحدثين يستندون إلى بعض الأبيات الشعرية ويعتبرونها أحد فنون الخطابة لشد انتباه الجمهور».
رسائل مجتمعية
فيما لفتت الشابة هبة الشريف، التي تميل لقراءة الشعر بمختلف أنواعه العمودي والوجداني لشعراء عدة، إلى أن الشعر وسيلة لإيصال المشاعر والأحاسيس بطريقة مختلفة، مضيفة: «لا نستطيع إنكار أن الإقبال على الرواية أكثر من الشعر، ولكن يبقى هناك جمهور محب للشعر مثله مثل أي فن آخر، والشعر من أكثر وأقرب الفنون القادرة على إيصال أي رسالة للمجتمع».
أدوات شعرية
أما الشابة بسمة نايف، فقالت: «بالرغم من اهتمامي بالروايات والدراسات أكثر من الشعر، لكن يحظى الشعر بنصيب كبير من قراءاتي بين الحين والآخر، خاصة الشعر الموزون، لا سيما أشعار المتنبي»، مضيفة أن اهتمام الشباب بكتابة الشعر الحر أو شعر التفعيلة أكثر من قراءته، ما جعل الغالبية منهم غير مقيدين بالقواعد الشعرية، ما يستدعي ضرورة دراسة الشعر أكاديمياً مع تكثيف القراءة، لإتقان الأدوات الشعرية المطلوبة.