يرى الكاتب الإماراتي الشاب حمدان جمال الشميلي أن قرار «رفض النشر» من قبل بعض دور النشر والتوزيع من أكثر الكوابيس التي تواجه الكتّاب الشباب، حيث يصيبهم ذلك بحالة من الإحباط وفقدان الثقة بأنفسهم.
ورغم أن بروز كتابات الشيملي كروائي شاب جاء عبر بوابة معرض أبوظبي للكتاب إلا أنه يقول بصراحة.. «إن ظاهرة الحضور الكبير للكتّاب الشباب في معارض الكتب تحت مسمى دعم الشباب ليست ظاهرة صحية تماماً، فكثرة هؤلاء الشباب في المعارض لا يعبر بالضرورة عن النجاح أو التقدم»، مشيراً إلى أنه غير مقتنع تماماً بأن إصدارات جميع الكتّاب حالياً وخاصة من الشباب تستحقُ النشر.. «أخشى أن يؤدي هذا الحال إلى اندثار المتميزين والمثقفين، فظاهرة الكتّاب الشباب والمراهقين باتت منتشرة بكثرة من دون مستوى جيد أو محتوى هادف يُقدمونه للقراء».
تحديات الشباب
ولفت الشميلي إلى أن الكتاب الشباب يواجهون عدة تحديات، في مقدمتها الوصول إلى «الفكرة» المتميزة والملهمة، وهو أمر يراه صعب المنال، بالنسبة للكثيرين منهم، أحياناً.
وتابع :«التحدي الثاني الذي يواجه الكتاب يتمثل في عملية النشر، فعدم قبول طرح وتوزيع الإصدار من قبل دور النشر يتسبب في وقف طموح الكثير من الشباب الحالمين، ويدفعهم إلى فقدان الثقة بأنفسهم».
قصتي مع الكتابة
وعن بدايته مع عالم الكتابة قال «حينما بدأتُ القراءة كنت أنفعل. بشكل مبالغ فيه، عند مطالعة الكتب، ووصل الانفعال إلى مناقشتي لكتّاب الإصدارات عن سبب اختيارهم لتلك القضايا وأسلوبهم في عرضها ونهايات الكتب، وبت أشرح لهم ما أراه من نقص في إصداراتهم».
وأردف «وجدتُ أنني بت أتغلغل وسط كلمات ليست لي وازداد شغفي بإعادة صياغة أفكارهم وعناوينهم وقضاياهم المطروحة، وكان ذلك السبب الأول لاتجاهي إلى عالم الورق، ورغبتي في طرح الأفكار التي تجول في عقلي، ولأعبر عن المشاهر التي تحوم في قلبي».
اكتشف الكاتب الشاب موهبته في الكتابة منذ الصغر واهتم بتطويرها، «في كل فرض مدرسيّ يختص بالكتابة والتعبير، كنتُ أنالُ المركز الأول دون منافس على مدى طيلة السنوات السابقة، فعزز ذلك ثقتي في مهارتي... وكبرتُ وكبرت كتاباتي، ونضجت أفكاري، وتكاثر حبرُ قلمي، فنثرتُ ما في جعبتي من مشاعر وشخوص وقضايا و كتبت أول عمل روائي لي بعنوان (اعتزلت براءتي)، ثم طرحت بعدها رواية (حاضر بخبر كان)».
وقد حصل الشميلي على المركز الثالث على الدولة في مسابقة تحدي القراءة، العام 2019، كما حقق المركز الثاني على الدولة في مسابقة أبدع وابتكر «فئة المقال» عام 2018.
اعتزلت براءتي
يسلط الشميلي الضوؤ في رواية (اعتزلت براءتي) على عدة قضايا مهمة يعاني منها عالمنا في الوقت الحالي، ورغم أنها رواية خيالية الا أنها لا تبتعد عن الواقع وتدور أحداثها في الصين قبل قرن من الآن، عن بطلة تُدعى (ميونغ). وتتبع الرواية مجرى أحداث حياة البطلة منذ صغرها، وتكشف لنا عن معاناة الشعب آنذاك مع الحكم الملكي الظالم، متمثلاً في عائلة (جيسانغ) آلتي تمثل معظم العائلات الصينية المستدة والتي كانت تسعى لنشر الكراهية والتفرقة وتمارس العنصرية ضد الآخرين.
حققت الرواية نجاحاً مبهراً لم يكن متوقعاً بالنسبة للشيملي، حيث كانت على قوائم الأكثر مبيعاً في معرض أبوظبي الدولي للكتاب فور طرحها عام 2019، ونالت استحسان القراء وكانت التعليقات إيجابية محفزة، ما دفعه إلى تأليف روايته الثانية (حاضر بخبر كان).
بخبر كان
يتناول الشميلي في روايته (بخبر كان)، حكاية خمسة أشقاء أكبرهم في سن الـ13 عاماً، عانوا من القحط والمرض والاحتلال والعديد من الصعوبات، وتسلط الضوء على خاطر البالغ من العمر 13 عاماً الذي استطاع أن يحمي إخوته الصغار، بعدما فقدوا كل كبار العائلة.
كما تعالج الرواية الغربة التي يعاني منها أبناء العديد من الشعوب في الوقت الراهن بسبب الحرب والمجاعات والكوارث الطبيعية وغيرها من المشكلات، وقد تم طرح الرواية قبل أشهر في معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وحول كيفية اختياره لأفكار رواياته، قال الشميلي «أؤمن بأن الحكاية لا تحتاج لبذل مجهود ساحق من أجل الحصول على فكرة، فلست كغيري ممن يقتبس بعض الأفكار ويبلورها بطابع مختلف بسيط ويقدمها بكل فخر حاملةً اسمه، وأيضاً لست ممن يجاهدُ بشدة وسط حرب الأفكار لكي يقدم شيئاً جديداً على الساحة».
متعدد المواهب
حمدان الشميلي، الذي يعتزم الذهاب بعيداً في مجال الدراسة الأكاديمية للعلوم السياسية، في جامعة زايد، متعدد المواهب فبالإضافة إلى موهبة الكتابة حصل على شهادة إبداع في مجال تصميم المجوهرات كصاحب أكثر قلادة تم بيعها من تصميمي لدى محل (Malabar) العالمي عام 2017.
كما شارك كممثل في مسرحية (العائلة السعيدة) بجانب نخبة من فناني الإمارات في الشارقة في العام 2016، كما عمل كـعريف ومقدم لعدد من الحفلات الرسمية المهمة والبارزة في الدولة.