الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مطالب بتوجيه الخطابات الثقافية الافتراضية بـ«العربية»

مطالب بتوجيه الخطابات الثقافية الافتراضية بـ«العربية»

عبّر رواد وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من إهمال الكثير من الجهات الثقافية والفنية المحلية للمتحدثين باللغة العربية، وذلك عبر بث منشوراتهم الأساسية وخطاباتهم الرسمية وتوجيه دعواتهم للندوات والجلسات الفنية والأدبية الافتراضية وعقدها باللغة الإنجليزية دون غيرها.



وانتقد أولياء أمور ومثقفون عبر «الرؤية» استمرار نسبة كبيرة من الجهات الثقافية والمعارض الفنية على مستوى الدولة في تجاهل اهتمام الطلبة والأطفال واليافعين والشباب وكبار العمر العرب وخاصة المهتمين بالفنون والأدب والثقافة بوجه عام.



وأكدوا أن عدم استخدام اللغة العربية لغة رسمية أو أساسية للتواصل مع أبناء الإمارات سيعيق انتشار الثقافة وسيحد من الإبداع الفني والأدبي وسيؤخر من مواكبة أبناء الوطن لآخر ما توصلت إليه القطاعات الإبداعية والاقتصادية الثقافية في العالم.





وطالبوا بضرورة التزام الجهات الثقافية الأدبية والفنية بتوجيه الخطابات أو الرسائل الثقافية باللغة العربية، فضلاً عن توفير نسخة مترجمة منها باللغة الإنجليزية إلى جانبها، بما يسهم في وصول أصواتهم ورسائلهم إلى أفراد المجتمع كافة ولتعم الفائدة على الجميع.



ودعوا إلى ضرورة توفير ترجمة فورية في الفعاليات والندوات والقمم الثقافية المنعقدة افتراضياً باللغة الإنجليزية، ليتمكن المتحدثون والجمهور العرب من متابعتها والاستفادة منها على أكمل وجه، مؤكدين أن العديد من الشركات تقدم خدمات الترجمة الفورية بمبالغ زهيدة.



وأكد مثقفون وإعلاميون وأولياء أمور رفضهم الكامل وعدم رغبتهم أو قبولهم الحضور في تلك الندوات والمعارض الفنية والورش الافتراضية التي تقدم بالإنجليزية دون وجود ترجمة لها باللغة العربية.



ريادة العربية

من جهته، صرح رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم: «للمركز رؤية واضحة، تتمثل في أن تتولى أبوظبي ريادة اللغة العربية في المجالات الثقافية والإبداعية والتعليمية عالمياً، فيما نعمل حالياً عن كثب لتحقيق تلك الرؤية عبر خدمات وبرامج ومشاريع متنوعة سيقدمها مركز أبوظبي للغة العربية، كما سنعلن خلال المرحلة المقبلة عن عدد من الفعاليات والمبادرات المتخصصة التي تخدم كل هدف من أهداف المركز على حدة».

وتابع: «سنعمل على أن تتبنى الجهات المحلية العاملة في مختلف المجالات والنشاطات اللغة العربية، وسنحرص على تمكين إنتاج المحتوى العربي وتطوير التقنيات الرقمية المعنية باللغة العربية، ودعم البحوث العلمية التي تتناول تطوير اللغة العربية».

وأردف: «أعلنا مؤخراً عن تشكيل اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية وهو ما يشكل داعماً إضافياً يساهم في تحقيق أهداف المركز، وذلك عبر تقديم رؤية علمية شاملة ومتكاملة من شأنها تمكين المركز من دعم صناعة المحتوى العربي وتعزيز البحث العلمي في مختلف المجالات بالإضافة إلى إيجاد الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات التي تواجه اللغة العربية».



إتقان لغة الضاد

من جانبها، أكدت المديرة التنفيذية لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة موزة الشامسي، أن تأسيس مركز أبوظبي للغة العربية جاء لدعم اللغة العربية ووضع الاستراتيجيات العامة لتطويرها والنهوض بها علمياً وتعليمياً وثقافياً وإبداعياً، وتعزيز التواصل الحضاري وإتقان لغة الضاد على المستويين المحلي والدولي.

وقالت: «نحن نسعى إلى سد الفجوة بين الثقافة العربية وغير العربية في الوقت الراهن، على الصعيدين المحلي والدولي، ولا نشجع على فصل الثقافة العربية عن غيرها من الثقافات والتركيز على الفعاليات الثقافية العربية، بل نحرص على الدمج بينها جميعاً وضمان توفرها بعدة لغات لإتاحتها للجميع».

وتابعت: «رؤية المركز تستهدف أن تقود أبوظبي ريادة اللغة العربية في المجالات الثقافية والإبداعية والتعليمية عالمياً، ولهذا يحرص مركز أبوظبي للغة العربية والجهات التابعة له على توفير ترجمة فورية لأغلب الفعاليات الافتراضية التي ينظمها حتى يكفل أقصى استفادة ممكنة للحضور».





ثقافة وهوية

وذكرت الكاتبة والإعلامية ريم الكمالي أن اللغة هي الثقافة والهوية وعنواننا، لذا علينا أن نحافظ على استخدام لغتنا الأم والتحدث بها عبر كافة الفعاليات والندوات الرسمية والجهات الثقافية المحلية، حيث إن لجوء بعض الجهات الثقافية والفنية إلى بث محتوياتها باللغة الإنجليزية فقط دون ترجمتها يعود إلى سببين: إما التكاسل من قبل المديرين والمسؤولين في تلك الجهات أو التعمد الذي يضر بالهوية واللغة العربية.

وتابعت: «نحترم اللغات الأخرى ونتعايش معها ومنها نتعرف على الثقافات الأخرى، ولكن عندما نلغي لغتنا الأم في وطننا، هنا تكمن المشكلة، وعلينا أن ندرك أن مسؤولية نشر الدعوات الثقافية والفنية عبر منصات التواصل الاجتماعي أو في المؤتمرات والندوات والقمم الثقافية تقع على المديرين في تلك المؤسسات، وعليهم أن يوظفوا مترجماً لبث محتوياتها بالعربية».





ترجمة فورية

من جانب آخر، تطرقت الشابة مي خالد، التي تهتم بمتابعة الأخبار الفنية والثقافية، إلى أن الكثير من الجهات الثقافية والغاليرهات الفنية المحلية أصبحت تنشر نسبة كبيرة من محتوياتها الثقافية عبر منصات التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية فقط، دون ترجمتها إلى العربية؛ ما يتسبب في إيذاء مشاعرها.

وطالبت تلك الجهات الثقافية التي تعقد فعالياتها المهمة باللغة الإنجليزية، أن تتعاقد مع الشركات المختصة في مجال الترجمة، لتوفر ترجمة فورية لجميع فعالياتها حتى وإن كانت افتراضية، حيث لم يعد الأمر صعباً، كما توفر تطبيقات المحادثة عبر الإنترنت إمكانية وجود اتصال آخر للترجمة الفورية دون الإضرار بالاتصال الافتراضي الأصلي.