الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أمين معلوف: «التنمية البشرية» تهيمن على اهتمامات الشباب.. وحضور الشعر يتوارى أمام القصة القصيرة

أمين معلوف: «التنمية البشرية» تهيمن على اهتمامات الشباب.. وحضور الشعر يتوارى أمام القصة القصيرة

على الرغم من ملازمته مكتبه واعتباره ظروف الإغلاق خلال جائحة كورونا جزءاً من حياته الروتينية، يؤمن الكاتب اللبناني الفرنسي أمين معلوف بأن الجائحة قد منحت الأدب فضاءً افتراضياً أكثر اتساعاً، ساهم بتنقله بين معارض الكتب دون التكبل بمتاعب السفر وإدارة الوقت.

وأكد معلوف، في حواره مع «الرؤية»، أن عمله الروائي الأخير «أخوتنا الغرباء» يحمل تفاصيل كثيرة مما عايشناه خلال الجائحة، إلا أنه انتهى من كتابتها قبل الجائحة، مضيفاً أن حاجة العصر تقتضي منح القارئ جرعة دسمة من الأحداث بعيداً عن الإسهاب الطويل في وصف الصورة البصرية.

ويفضّل الكاتب اللبناني أن يكون عمله محصوراً على النطاق الأدبي، مبيناً أنه ليس سياسياً بل مراقباً للحالة السياسية، مشدداً أنه على المثقفين الترفع عن الصراعات السياسية والاكتفاء بالمراقبة.

ويرى معلوف أن إصدارات «التنمية البشرية» أصبحت تهيمن على اهتمامات الشباب، في حين يتوارى حضور الشعر أمام الاهتمام الذي تحظى به حالياً القصة القصيرة، والكتابات الإبداعية المقتضبة عموماً.

وأشار إلى أن الجائحة منحت الكتب الإلكترونية والصوتية أهمية كبرى، كما أنها لن تغيّر واقع معارض الكتب والمهرجانات الأدبية، موضحاً أن الدراما المستندة على روايات تغني العمل مرئياً وبصرياً.

واعتبر معلوف الكتابات القصيرة التي يميل لها الشباب، من قصص قصيرة وكتابات بالتنمية والتحفيز ترجمة لحاجة العصر للنصوص القصيرة وصفياً، وغنية بالمعنى والمضمون.. وتالياً نص الحوار:





*باعتبارك مهتماً بالسياسة والعلوم الاجتماعية وغيرهما، هل تعتقد أن للمثقف دوراً خارج عمله الإبداعي؟

بلا شك من الصعب تعميم دور المثقف على جميع المثقفين، ولكنني شخصياً أفضّل أن يكون عملي محصوراً على النطاق الأدبي، وأعتقد أن المثقف عندما ينتقل لعالم السياسة هناك إمكانية بأن يُستغل لصالح أغراض سياسية حزبية إلى حدٍ ما، على الرغم من أن اهتمامي بالسياسة كبير جداً، فإنني أعتبر نفسي مراقباً فقط، وعلى المثقف الترفع عن الصراعات السياسية، وأعتقد أن دوره يعتمد على المراقبة ومنح رأي متجرد قدر الإمكان.





*كيف ترى كتابات الشباب في الشعر والقصص القصيرة ونصوص تطوير الذات؟

هناك اهتمام في معظم الدول من الشباب تجاه تلك الكتب التي تعرف بكتب التنمية البشرية وتحفيز الذات، ولكن لا أعتقد أن الشعر لا يزال محافظاً على مكانته كالسابق في معظم البلدان، فمكانة الشعر حيث أقيم في فرنسا، ليست كما كانت منذ 40 عاماً على سبيل المثال، وآمل أن يستعين الشعر مكانته في الأدب.

أما القصة القصيرة والنصوص القصيرة عامةً فتتماشى مع متطلبات العصر الحالي، خاصة أن القدرة على التركيز على النصوص القصيرة أصبحت أكبر، ففي الماضي لم نكن معتادين على رؤية الصور، والآن الصور بأذهاننا على أي حال، ولسنا بحاجة للوصف، بل بحاجة لمضمون وخلاصة الأحداث.





*ما مدى قدرة النص الروائي على ملامسة الواقع وإحداث تغيير فيه؟

أعتقد أنه على الكاتب ألا ينتظر من أعماله إحداث تغيير في الواقع خاصة بالمجال الروائي، فعلى المدى الطويل قد يكون هناك تأثير، فالكاتب يستمد أفكاره والصور من الواقع بلا شك، ولكن التأثير المباشر على الأحداث محدود جداً.





*حدثتنا عن توقعاتك لمستقبل الأدب في مرحلة ما بعد كورونا.. هل ستندثر الكتب الورقية أو تنتهي معارض الكتب؟

كل شيء سيتغير بلا شك، فربما الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية قد تتخذ أهمية أكبر بعد الجائحة، ولا أعتقد أن معارض الكتب والمهرجانات الأدبية ستتغير، فلقاؤنا هذا عبر الشاشات يعتبر تطوراً للقاء الكاتب بجمهوره وقد يستمر، لا سيما أن له فوائد كثيرة، فقد سمحت لي الجائحة بالمشاركة في 3 معارض بكندا ومعرضين بالولايات المتحدة والمكسيك وأماكن أخرى، والتي لم أكن سأشارك فيها إن كنت سأسافر من دولة لأخرى، فالإنسان لا يمكنه الانتقال بالطائرة من معرض لآخر طوال العام.



*ما الذي يشغلك في الفترة الأخيرة؟

عمل أتممته قبل الجائحة، ولكنه يحمل تفاصيل كثيرة مثل القرب لما عايشناه خلال الجائحة، وسيصدر قريباً جداً باللغة العربية «أخوتنا الغرباء»، وهي رواية تتحدث عن عالم على حافة الكارثة، فيتوقف فجأة وتحدث نقطة تحول مفاجأة تساهم بإحداث تغيير.





*ما تقييمك لتجربة الأعمال السينمائية والدرامية المستندة على كتب وروايات؟

أعتقد أن كتابة سيناريو أو مسلسل بناءً على كتاب أكثر متانة وصلابة من غيره من الأعمال الدرامية أو السينمائية، لا سيما أنها تغني العمل من الناحية المرئية والبصرية، والعالم الحالي علاقته بالمرئي مختلفة فهو عالم نظرة الناس فيه للوقت مختلفة عما سبق.



*ما الذي تعنيه لك الجوائز الأدبية ككاتب؟

بلا شك الجوائز تشكل قيمة لدى الكاتب، وعليه الإعراب عن امتنانه للجوائز والميداليات، وأن يستمر بالتركيز على عمله الأدبي دون انتظار قدوم الجوائز.