السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«من سندريلا إلى سندباد».. روايات فنية لقصص عالمية في المجمع الثقافي

ينظم المجمّع الثقافي بأبوظبي معرضاً فنياً موجهاً للأطفال تحت عنوان «من سندريلا إلى سندباد.. كلاسيكيات ألمانية وعربية» على مدى 150 يوماً، حيث يطلعهم على بدايات وحكايات القصص الأدبية العالمية الخالدة وأبطالها ومؤلفيها عبر التاريخ.

ويضم المعرض، الذي يبدو فعلياً بمثابة روايات فنية، نحو 50 إصداراً أدبياً وعملاً فنياً ووسائط متعددة، من بينها حكايات رائعة من بردية «ويستكار» الأصلية بالخط الهيراطيقي، والمخطوطة الوحيدة لملحمة بني هلال الموضوعة على لائحة اليونيسكو للثقافة العالمية، كما يكشف عن حركة التبادل الثقافي والتأثيرات والأفكار والمفاهيم المشتركة بين العالم العربي وألمانيا عبر مجموعة الأعمال الأدبية والمخطوطات.





ويحتوي المعرض على كتابات بالخط العربي الأصلي للشاعر الألماني يوهان فولغانغ فون جوته، ومخطوطات وطبعات نادرة للأخوين الألمانيين جريم وقصص الليالي العربية «ألف ليلة وليلة».

ومن بين الأقسام البارزة في المعرض، قسم «القصص القديمة» والذي يستعرض قصتين ملهمتين، إحداهما حول ملحمة جلجامش والأخرى عن قصة «سنوحي»، والتي تمت كتابتهما في بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة، فيما تطرحان مفاهيم عالمية مثل المصير، الموت، الولاء، الاندماج الاجتماعي.

ومن بين الإصدارات الأدبية المميزة في القسم ذاته، بردية ويستكار القديمة المذكورة، وهي أقدم نص أدبي معروف في العالم مؤلف من قصص مختلفة، وفيها يروي أبناء الملك 5 قصص غريبة في محكمة الفرعون خوفو لنقده بأسلوب فكاهي وفي إطار شبيه بألف ليلة وليلة.





أما قسم نصوص «ألف ليلة وليلة» فيستعرض المجموعة التي تدعى أيضاً بـ«الليالي العربية في الأدب الأوروبي»، والتي خضعت لعملية طويلة من الترجمات والتكييف وإعادة التفسير عبر التاريخ بناءً على التأثيرات الثقافية والسياسية المختلفة.

ويمكن للزوار التعرف على تفاصيل متنوعة حول تلك المجموعة التي بدأت في الانتشار قبل أكثر من 300 عام، واستوحيت منها أشهر الحكايات والقصص الأخرى، مثل «علي بابا والأربعون حرامي» وحكاية «سندباد»، فيما حظيت المجموعة بترجمات عديدة.



وفي قسم «رحلة الأفكار» سيتمكن الأطفال الزوار وذووهم من التعرف على أبرز الرحالة في العالم كـ«ابن بطوطة»، وسيطلعون على أهمية ودور الترحال، ومسؤولي البعثات الدبلوماسية بما فيهم رفاعة الطهطاوي المولود عام 1801 عبر التاريخ الذين ساهموا في توثيق وانتشار تلك القصص ما أدى إلى تخليدها عبر التاريخ.

ويحكي قسم قصص «جريم الخيالية»، عن حكاية جمع وطباعة القصص والحكايات القديمة في ألمانيا والممثلة في مجموعات الأخوين جريم، والتي تعكس تحولاً من التقليد الصفهي لرواية القصص إلى أشكال مكتوبة من الحكايات بألمانيا.





وتتضمن أبرز المعروضات في ذلك القسم، كل من قصة «سندريلا»، «الأمير الضفدع»، «هانسل وجريتل»، «ذات الرداء الأحمر»، «الحسناء النائمة».

ويعكس قسم «المتنبي وجوته» تأثير العرب على الأدب الألماني، إذ استلهم الكتاب الألمان الكثير من الأعمال المهمة من الأدب العربي، حيث اعتمد الشاعر والعالم الألماني يوهان فولغانغ فون جوته اللغة العربية ونثرها وشعرها على نطاق واسع.





ويخصص المعرض قسماً بعنوان «روابط متعددة ومفاهيم مشتركة» يضم جزءين رئيسيين، أحدهما يدعى «الأبطال» ويضم نماذج للأدب الملحمي، ومن أبطاله عنترة بن شداد، الأمير حمزة، الأكثر شهرة بالعالم العربي، وكذلك «جحا».

أما الآخر، فيأتي بعنوان «الخير والشر» ليقدم للزوار مقارنة بين القصص والحكايات العربية والألمانية من حيث الروابط المتعددة والدوافع والمفاهيم المشتركة، كما تكشف نماذج القصص المعروضة عن دور الحيوانات المهم في تقاليد الثقافتين، ومنها على سبيل المثال قصة «ليلى والذئب».



وسيتمكن الزوار من الاستراحة في جلسة مستوحاة من القصص التاريخية الواقعية والخيالية لمشاهدة فيديو يحكي عن تقاليد رواية القصص في عصرنا الحالي.



وقالت القيّمة الفنية على المعرض، ريم محمد الهاشمي، لـ«الرؤية» إن (معرض «من سندباد إلى سندريلا» يتيح للزوار فرصة التعرف على إبداعات عربية مكتوبة بخط يد الشاعر الألماني يوهان جوته، ومخطوطات وإصدارات الأخوين غريم، وكلاسيكية الليالي العربية).



وتابعت أن «المعرض يقدم مكتبة عرض للمخطوطات تمثل التعاون البحثي القائم بين جهات ثقافية بارزة في العالم، كما يشكل المعرض فرصة نادرة للزوار للاطلاع على القصص القديمة عبر (بردية ويستكار)، المخطوطة الوحيدة لبدو بني هلال، والمدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي والإنساني غير المادي»، مشيرة إلى أن المعرض يعقد بتنظيم من السفارة الألمانية في أبوظبي ومركز أبوظبي للغة العربية بالشراكة مع المجمّع الثقافي، ومعهد جوته ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب.