السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

15 جدارية تستحضر في المجمع الثقافي جماليات الفنون العربية بلمسة عصرية

يزهو المجمع الثقافي في أبوظبي بـ15 جدارية فنية مستوحاة من التاريخ لتعكس ذكريات الماضي وجماليات العمارة الإسلامية والفنون العربية ممزوجة بلمسة عصرية، تصطف بطريقة جذابة تخطف الأنظار والقلوب في معرض «جداريات التاريخ» الجماعي الذي دُشن مؤخراً ويفتح أبوابه للزوار خلال شهر رمضان الجاري وحتى 20 سبتمبر المقبل.

ويجمع المعرض 15 فناناً إماراتياً ومقيماً في الدولة ممن أبدعوا جداريات تعكس وجهة نظرهم الفنية المتفردة والتي استوحوها من تاريخ الفن العربي، فيما تزخر بالألوان وتدمج عناصر الفن العربي والإسلامي بأساليب إبداعية معاصرة.

ويبعث الفنانون برسالة تحية وتقدير للحركة الفنية العربية، ليؤكدوا أهمية استمرار وتقدم الإبداع العربي.





تناغم الألوان

أوضحت مدير البرامج المجتمعية بالمجمع الثقافي، الفنانة الإماراتية سمية السويدي، أن ما يميز المعرض هو استلهام الفنانين أعمالهم الفنية من تاريخ الفن في العالم العربي والفنانين التشكيليين المبدعين الذين وضعوا أسس الفن بالماضي، كما استوحى آخرون رؤيتهم الفنية من تصاميم المباني القديمة والخط العربي والأرابيسك والموازييك الذي يبدو واضحاً في التصاميم المعمارية الإسلامية.



وأشارت إلى أن المعرض يتيح للزوار فرصة الاستفادة من خبرات الفنانين عبر متابعة مقطع فيديو يلخص جهد كل من المشاركين في تصميم جداريته الفنية الخاصة.

وعن التصميم الداخلي والخارجي للمعرض، تطرقت إلى أن التصميم مستلهم من المساجد والعمارة الإسلامية القديمة، مشيرة إلى أن الألوان تتناغم سوياً وتتناسق كما كانت تبدو في الماضي، كما يتيح المعرض لزواره فرصة التقاط صور فوتوغرافية بين تلك التصاميم وفي ذلك المشهد الفني الآسر.

ويشارك في المعرض كل من حمد الشامسي ورفيعة حسين النصار وعبدالله الخييلي وريم المزروعي وسلطان الرمحي وسمرين ميهرا أجاروالا وشاه الحميد وعلاء الدين عابدين وعبدالرحمن عبدالله الدرك وعلي أحمد كشواني وغاري يونج وغانم مبارك وفاطمة الحمادي ومحمد خالد الجنيبي ومحمد قرشي.



جوهر الفن

ويعرض الفنان الإماراتي غانم مبارك لوحة فنية تحت عنوان «رجل الماضي» استعان فيها بأدوات فنية مختلفة، ويقول عنها «يرتبط الإنسان بالزمن ارتباطاً وثيقاً رغم علمه أنه لا يتوقف أبداً، وهذا ما يجعل التغيير المستمر جزءاً لا يتجزأ من معادلة الحياة».

أما العمل الفني الذي شارك به الفنان عبدالرحمن عبدالله الدرك، فجاء تحت عنوان «مفهوم رومانسي»، حيث يعبر عن رؤية الفنان الشاب لجوهر الفن الاستشراقي كما يراه مؤرخو الفن الحديث.



تراث شعبي

ويصور العمل الفني لعبدالرحمن الدرك، شابة إماراتية تضع البرقع مفعمة بالجمال وتسرح بخيالها في ماضي منطقة الخليج وحاضرها، ويستحضر العمل الفني حاسوباً محمولاً ليعبر عن الحداثة والقيود في آن، بينما ترمز طيور الوروار الأزرق الخدين والهدهد إلى الروعة والجمال والانعتاق، وخاصة أن العديد منها عاشت في الشرق الأوسط.



واستوحى الفنان الإماراتي الشاب علي أحمد كشواني لوحته الفنية «سيدة في السوق» من التاريخ العربي والتراث الشعبي، واعتمد نهجه على تقنيات الألوان المختلفة من مدارس الفن الحديث مثل الحركات الفنية ما بعد الانطباعية والتكعيبية.





صراع الهوية

فيما تستكشف الفنانة الشابة رفيعة حسين النصار من خلال عملها الفني «النمرة غلط» صراع فقدان الهوية، إذ ترى أن فقدان المرء معرفته بذاته يدفعه إلى البحث عن قيمته الذاتية لدى الآخرين، وفي ظل الحنين إلى ذكريات الماضي يشعر البعض بالرعب والخوف من طلب الرقم الخطأ للبحث عن الذات.

وأبدع الفنان علاء الدين عابدين «آية الكرسي» بالخط الكوفي المربع والحروف الخشبية ذات الطراز القديم على لوحة جدارية خارجة عن المألوف، بينما جاءت لوحة الفنانة الإماراتية فاطمة الحمادي تحت عنوان «شموخ» لتعبر عن شموخ الخيل العربي الأصيل وأصالة حروف اللغة العربية بلمسة راقية وبالاعتماد على أسلوب الفن التكعيبي.

واستوحى الفنان سلطان الرمحي عمله الفني من الخيوط الضامة التي تربط أفراد المجتمعات، فيما تتجاوز تلك الأشكال والخطوط الدين والطائفية والعصور والمجتمعات، وذلك ضمن رحلة بين الاندثار والنهضة.



جمال طاغٍ

وركزت جداريات أخرى عن معنى «الشقيقات» لتكريم المرأة العربية عبر القرون ولإبراز الجمال الطاغي للمرأة الشرقية والذي يبدو واضحاً من خلال اختيارهن الملابس الشعبية والإكسسوارات وملامحهن التي تمزج بين الرقة والقوة، بينما عبرت أخرى عن خفة ونقاء قلب المرأة العربية.

واستلهم الفنان حمد الشامسي جداريته الفنية من سحر منطقة النوبة في مصر، بينما قدمت الفنانة ريم المزروعي عملاً فنياً بعنوان «لعنة الذهب» لتعبر عن العوالم الملعونة والسكينة والأمل من خلال تجسيد سيريالي.