الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

العراق يعيد تخيل سفينة الطوفان في مشاركته الأولى ببينالي البندقية

يشارك العراق لأول مرة في بينالي البندقية للعمارة 2021 بمشروع الفنان والباحث رشاد سليم «إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة: الجناح الاستكشافي» بإشراف فني من «مشاريع سفينة»، وبدعم إرشادي من مجتمع جميل وCULTURUNNERS.

فكرة الجناح تهدف للعودة إلى أصول التراث المعماري العراقي، ليحتفي بأساليب العمارة الشعبية وتصميم القوارب والمراكب التي تجوب نهري دجلة والفرات، وأسس الإبداع ومبادئه التي انبثقت منها أساليب العمارة المبكرة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العام يصادف الذكرى المئوية لتأسيس دولة العراق الحديثة.

ومن خلال نقد وتجاوز صور الرافدين والخليج آنذاك النمطية والأوصاف المكتوبة والثابتة للسفينة وفق الأساليب الأوروبية لبناء السفن والقوارب، يضع سليم تصوره لبناء «سفينة تحاكي مكانها وزمانها»؛ ومن خامات طبيعية من بيئة العراق وتصميم مستمد من تقنيات البناء الشعبية في محاكاة وإعادة تخيل لسفينة نوح (ع) في عهد الطوفان القديم، وارتفاع في مستوى سطح البحر منذ حوالي 10 آلاف عام، نتج عنه ما يُعرف اليوم بالخليج.

يوظف «الفن الاستكشافي» لدى الفنان والباحث رشاد سليم مفهوم السفينة في مسعاه البحثي في تراث العراق الثقافي. ومنذ عام 2016، وقَد استعان مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة: الجناح الاستكشافي بالحرفيين من جميع أنحاء وسط وجنوب وغرب العراق بغرض إحياء وتوثيق ما تبقى من ممارسات بناء القوارب التقليدية وما يختص بها من هندسة معمارية وحرف يدوية. فقد شارف هذا التراث، المستمر عبر العصور ومنذ أقدم تاريخ مسجل، على الاندثار خلال العقود الأخيرة التي كانت مليئة بأنواع من الصراعات المدمرة والصدمات المجتمعية والبيئية.

وبتقديم مجسمات خارجية ومفردات رقمية، يتفاعل الجناح الاستكشافي بشكل ارتجالي مع موقعه، ليستكشف الروابط بين بيئة دلتا لوادي نهر بو الأراضي اللدنة في البندقية والتراث الملاحي المشترك في القوارب، وتلك الموجودة في البصرة والأهوار في جنوب العراق. فعلى نحو مماثل لما تعانيه البندقية، يواجه جنوب العراق الآن التحدي الحاسم المتمثل في الأنثروبوسين، وهو حدث مناخي (أي الاحتباس المناخي والارتفاع الحراري) يضاهي الفيضان القديم. وهكذا فإن مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة يتناول أزمات عصرنا من خلال إبراز العمليات التحويلية التي صاغت الثقافة الإنسانية وتبقى ذات صلة وثيقة بمستقبل ضبابي ينتظرنا والعمل لمواجهة التحدي.