السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

اختصاصيون نفسيون وصحيون: رمضان بوابة الفرص الاستثنائية.. وهذه هي الأسباب

اختصاصيون نفسيون وصحيون: رمضان بوابة الفرص الاستثنائية.. وهذه هي الأسباب

وصف خبراء نفسيون واجتماعيون وصحيون، صيام شهر رمضان بالمنحة الذهبية وبوابة الفرص الإبداعية الاستثنائية في مختلف المجالات، وذلك نتيجة لأسباب وعوامل نفسية وصحية وجسدية عديدة، مشيرين إلى أنه يساهم في إعادة إنتاج خلايا جديدة تقوي من الجهاز المناعي وتزيد من الشعور بالطاقة والحيوية، ومنوهين بأنه يؤدي إلى الكثير من التغيرات البيولوجية التي تمنح الإنسان الفرصة لزيادة الإنتاجية والإبداع.

وأكد اختصاصيون نفسيون واجتماعيون لـ«الرؤية» أن روحانيات الشهر بمثابة مصنع لطاقة معززة للشعور بالإيجابية، لافتين إلى أن الصحة العقلية والنفسية ترتبط عادة بالعادات الغذائية والنشاط الجسدي ومعدل النوم، وجميعها تتغير بطريقة فعالة خلال اليوم الرمضاني، الأمر الذي يمنح الإنسان القدرة على الإبداع لا سيما أن العقل يصل لأعلى درجات صفائه عندما تكون المعدة خاوية.

في الوقت نفسه، أكد فنانون ومبدعون أن للإبداع في ظلال الشهر الفضيل، طاقة استثنائية تمنح صاحبها قدراً هائلاً من الصفاء الذهني والتأمل، منوهين بأن رمضان يعتبر شهر الإبداع بامتياز، حيث يمنحهم مساحة كبيرة للإبداع والكتابة بشكل يومي.



منجم طاقة

وصفت الطبيبة العامة، الدكتورة آلاء خزام، الصوم، بمنجم الطاقة، إذ يسهم في تحسين قوة الجهاز المناعي بوجه عام، ويزيد من هرمون النمو، ويرفع من نسبة «الميكروبيوم» في الأمعاء والتي تسهم في الحفاظ على وظائف الأعضاء الجسدية وكذلك إنتاج الطاقة بمعدل أكبر بما يعزز من الشعور بالنشاط والرغبة في العمل.

وأشارت إلى أن الصيام يؤدي إلى انحصار نسبة «السيتوكينات» في الجسم وبالتالي تتراجع معدلات حدوث الالتهابات فينعكس ذلك على إبداع ونشاط الفرد، كما يسهم كذلك في إنتاج مضادات الأكسدة التي تحسن من الصحة الجسدية والعقلية الإجمالية للفرد.

وأكدت خزام أن عدداً كبيراً من الدراسات أثبت أن للصيام فوائد جمة، ففي إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، توصلت إلى أن الصيام بمعدل 16 ساعة في اليوم يسهم في إعادة إنتاج خلايا جديدة تقوي من الجهاز المناعي وتزيد من الشعور بالطاقة والحيوية، منوهة بأنه وبصورة عامة يؤدي الصيام إلى الكثير من التغيرات البيولوجية التي تمنح الإنسان الفرصة لزيادة الإنتاجية والإبداع.





صحة عقلية

ترى الباحثة الاجتماعية، آية برقجي، أن شهر رمضان يبعث طاقة روحانية تعزز من الشعور بالإيجابية وراحة النفس، فضلًا عن أن الصحة العقلية والنفسية ترتبط عادة بالعادات الغذائية والنشاط الجسدي ومعدل النوم، وجميعها تتغير بطريقة فعالة خلال اليوم الرمضاني.

وأشارت إلى أن نشاط الإنسان الذهني والنفسي مرتبط بحالته الصحية والجسدية، والصيام يعزز من توازن الصحة النفسية والجسدية ويسهم في تخليص الجسم من السموم الضارة، الأمر الذي يجعل الإنسان أكثر قدرة على الإبداع في هذا الشهر.

وأكدت أن الحكمة من الصيام في رمضان لا تقتصر على الامتناع عن تناول الطعام، بل يعتبر فرصة للابتعاد عن الأحاديث والسلوكيات السلبية بما فيها الغيبة والنميمة والمشاحنات والتي عادة ما تزيد من شعور القلق والخوف والتردد في الأيام الأخرى.

ولفتت إلى أن شهر رمضان فرصة لاعتزال الفرد عن ضوضاء الحياة، حيث يخلق الشهر الفضيل أجواءً إيمانية وروحانية خاصة تساعد على تطهير النفس من الطاقة والأفكار السلبية، كما تساعده على التفكير بإيجابية.



حافز ذهني

ترى خبيرة التغذية، الدكتورة منى مبارك، أن الصوم يمثل حافزاً كبيراً للدماغ على الإبداع، مشيرة إلى أن الدماغ يرفع مستوى الذكاء بشكل جزئي، من أجل البحث عن مصادر للطعام، وفي الوقت نفسه يضعف الدماغ دور «الأنا الأعلى»، وهي المنطقة المسؤولة عن المبادئ والقيم والأحكام، الأمر الذي يسهم في منح الشخص حرية في التفكير بإيجابية، حيث يلجأ الدماغ إلى حيل عدة لتلافي الشعور بالجوع، ومعظم هذه الحيل تقوم على الاستغراق في النشاط الذهني على حساب النشاط البدني، ما يسهم في تحقيق مناخ إبداعي.

واعتبرت شهر رمضان الوقت الأنسب للإبداع، خصوصاً في نهار رمضان، حيث تكون عمليات الاستغراق لدى الشخص في وقت الصيام أكثر حرية من أي وقت آخر نتيجة ضعف دور «الأنا الأعلى» التي لربما قد تعيق بأحكامها استغراق المبدع، فضلاً عن النشاط الذهني الكبير الذي ينتجه الجوع.



هدوء نفسي

ترى اختصاصية علم النفس والاجتماع، أمينة محمد، أن الحالة الروحانية والإيمانية التي تصاحب الفرد خلال شهر رمضان، تساعده على تجاوز العديد من التحديات والصعاب في حياته، وتدفعه إلى التركيز على تطوير ذاته وإبداعه، والرغبة في أن تعم الفائدة والخير على الجميع من حوله.

وذكرت أن للصيام فوائد عدة من بينها الشعور بالراحة والهدوء النفسي واكتساب الطاقة الإيجابية، التي تنجم عادة من تقليص مدة ساعات العمل الرسمية لدى جهات العمل المختلفة وكذلك في المؤسسات التعليمية وذلك بمعدل ساعتين في اليوم، لافتة إلى أن العمل عن بعد في رمضان يمنح الفرد حرية تخصيص وقت مناسب للإبداع خلال اليوم الواحد.



طاقة استثنائية

وصف الفنان الشاب إبراهيم المنصوري، الإبداع في ظلال الشهر الفضيل، بالطاقة الاستثنائية التي تمنح صاحبها قدراً هائلاً من الصفاء الذهني والتأمل، كما أن رمضان يعتبر شهر الإبداع، مؤكداً حرصه على التواجد في الدراما الرمضانية، لافتاً إلى أنه يشارك حالياً في مسلسل «بنات مسعود».

واعتبر المنصوري، رمضان، محفزاً على الإبداع، حيث تدفع روحانياته كل شخص إلى بذل قصارى جهده في عمله؛ لأنه يعلم جيداً أن الجميع يشاهدون الأعمال الدرامية في رمضان، في ظل منافسة شرسة، مؤكداً أن هذا الشهر كان دافعاً له لتحقيق طموحاته الإبداعية.



تأثير إيجابي

ترى المخرجة الشابة دانة المراغي، أنَّ لفصول السنة المختلفة تأثيراتها على مزاج المبدع من خلال التغييرات التي تحدث في الطقس، وهو ما يظهر جلياً لدى البعض، مشيرة إلى أن هناك كذلك رابطاً بين المواسم والمناسبات الدينية والإبداع بشكل أو بآخر، موضحة أنها ترى أن لأمسيات رمضان الجميلة أثرها الإيجابي في هذا الجانب؛ لأنها تساعد على الاندماج مع شخصيات من أصحاب الخبرات في مجالات مختلفة، الأمر الذي يمنح الشخص فرصة سانحة للتعلم وزيادة مهاراته وبالتالي يظهر ذلك جلياً في إنتاجه الإبداعي.

وأشارت إلى أن الأمسيات الرمضانية سواء كانت على أرض الواقع أو افتراضية تولد لديه القدرة على ابتكار أفكار جديدة، مشيرة إلى أن فكرة فيلمها الأول «شوكة في عيون العالم» رأت النور في شهر رمضان.



مشروعات أدبية

رمضان بالنسبة للروائي المصري ناصر عراق، مساحة للإبداع والكتابة بشكل يومي، وهي عادته مُنذ 20 عاماً التي لم يتنازل عنها.

ويُضيف: «رمضان بالنسبة لي ذكرياته عامرة، وقد تجاوزت الستين فأذكر رمضان منذ أكثر من 55 عاماً في مصر، منذ كنا نجتمع حول الراديو للاستماع لمُسلسلات رمضان لفؤاد المُهندس وفوازير رمضان التي كانت تُقدمها أحياناً فاتن حمامة أو صلاح جاهين، فرمضان شهر الصيام والبركة والفن والجمال، وعلاقة المصريين برمضان كلها فن وإبداع».

ويستطرد عراق: «أما على المُستوى الشخصي فعلاقتي برمضان علاقة متكاملة ما بين الصلاة والصيام وفي المساء تلقي الفنون والإبداعات والموسيقى والفن والمسلسلات، أكتب بشكل يومي وفي رمضان هذا العام أنهيت روايتي الجديدة (الأنتيخانة) وستصدر في معرض الكتاب القادم».

ويتابع: في رمضان الماضي عند بداية حصار «كورونا» أكملت روايتي واستثمرت روايتي «أيام هيستيرية» أثناء إقامتي بدبي وستصدر خلال أسبوعين عن دار الشروق بالقاهرة.



لا ينضب

يعتقد الكاتب والمُذيع المصري محمد موافي أن الإبداع في رمضان لا ينضب، مؤكداً أن رمضان شهر القرآن والقراءة، حيث يستغله في تنويع القراءات في كتب التراث وغيرها.

وأشار إلى أنه انتهى في رمضان الماضي من قراءة الأعمال الكاملة لمحمد عبده وتفسير المنار لمحمد عبده ومحمد رشيد رضا، أما في رمضان الحالي فسينتهي من قراءة النصوص الكاملة لرفاعة الطهطاوي، إلى جانب اختياره نصوصاً لتسجيلها صوتياً.

ويقول «إلى جانب ذلك أعمل على اختيار نص من النصوص البديعة لتسجيلها صوتياً ومنها الحكم العطائية لابن عطاء السكندري والتي حققت انتشاراً كبيراً وصيد الخاطر لابن الجوزي، إلى جانب كتابة أكثر من حلقة عن نوادر رمضان ومواقف العرب قديماً مع رمضان خاصة الأدباء الظرفاء مع رمضان».

ويُضيف: «حالياً أراجع روايتي الرابعة (شاهد عيان) التي ستصدر قريباً، حيث أخصص لها ساعتين يومياً لمُراجعتها، وتحكي عن شبه الجزيرة العربية ومصر والعالم قبل الإسلام بمئتي عام».

ووصف رمضان بأنه شهر كتابة الخواطر، مستشهداً بمقولة ابن الجوزي: وميزة شهر رمضان أنه يفتح الخواطر في القراءة لذا لا بد من كتابتها، مؤكداً أنه كل رمضان يخرج بتأملات كثيرة يستغلها في كتاباته في ما بعد رمضان.