الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

مريم الشحي لـ «الرؤية»: أنا «ابنة الرواية البارة»

مريم الشحي لـ «الرؤية»: أنا «ابنة الرواية البارة»

مريم مسعود الشحي

يسري في عروق الكاتبة الإماراتية مريم مسعود الشحي شغف الكتابة وتأليف الإصدارات الأدبية منذ 20 عامًا، وتلقب نفسها بـ «ابنة الرواية البارة» لشغفها الكبير وحرصها على تحويل أفكارها إلى روايات مشوقة مستوحاة من واقعها.

ورغم عمل الكاتبة الإماراتية في مجال التمريض، إلا أن شغفها بالأدب دفعها نحو الكتابة والتأليف، فصدر لها رواية «أنثى ترفض العيش» في العام 2009، وكذلك «فراشة من نور» في العام 2013، بالإضافة إلى نصوص «صباحات مريم» عام 2015.

وطرحت مريم الشحي أخيرًا رواية جديدة تحت عنوان «فنتليتور» عن دار الفارابي اللبنانية، والتي تقول عنها: «أبناء القرى لا مهرب لهم من ذلك التوحد مع القبيلة والأرض، لا مهرب لهم من ذلك التناسخ الذي يحدث داخل أرواحهم.»





تدور أحداث الرواية في غرفة العناية المركزة، حيث يجتمع الطبيب طارق والممرضة روز ماري وكومار وغيرهم لرعاية المرضى وإنقاذ حياتهم، كما تكشف الرواية عن الهواجس والشغف والآمال المتناثرة في البدايات والنهايات.

وتعد مريم مسعود الشحي قارئة نهمة، حيث تحرص على قراءة ما لا يقل عن ثلاثة كتب شهريًا، فيما تستوحي تجاربها الأدبية عادةً من تفاصيل واقعية وحقائق عايشتها. ويبدو ذلك واضحًا في كل من شخصية بطلة رواية «أنثى ترفض العيش» والتي تعمل بطلتها في مجال التمريض، كما تشابهت شخصية البطلة «رهف» في رواية «فراشة من نور»، مع جوانب حياتية بارزة في حياة المؤلفة.





تقول الشحي «إن إنجازاتي لا تقف عند السرد الإبداعي فقط، فـلوحاتي التشكيلية المعلقة على بعض الجدران في مختلف أنحاء الدولة تدفعني للشعور بالفخر والاعتزاز، حيث أنني رسامة أيضًا.»

وعن شغفها بعالم الأدب وكتابة القصص والروايات والتأليف بصورة عامة، قالت «كنت في الثامنة عشرة حين جلست للمرة الأولى وانزويت لأكتب، إذ كتبت حينها الكثير من التفاصيل والأحداث ولم أضع لها عنوانًا، كما لم أنشر ما كتبت، وتركت تلك التفاصيل معلقة في ذاكرتي وذكرياتي.»



وأضافت «كنت دائمًا ما أنزوي داخل الكتابة وكأنها حضن دافئ يحيط الخوف داخلي،ويربت على عقلي المتخم بأسئلته ودهشته، فالكتابة تعتبر الطريقة المثلى بالنسبة لي للتعبير عن مخاوفي وقلقي ودهشتي ورهبة الوقت، وكذلك لحظات الفرح وجميع مشاعري، إذ كنت كالممثل الذي يعبر عن دهشته عبر تعابير وجهة لتصل فكرتة، وما زلت أركض للقلم والورقة وأكتب لأفرغ ما يدور في خلدي.»

نشرت الشحي لاحقًا أول أعمالها التي وجدتها سائغة وصالحة للنشر في عام 2009 تحت عنوان «أنثى ترفض العيش»،

مشيرة إلى أن إصداراتها عُرضت في عدد من المعارض الأدبية على مستوى الإمارات وبعض دول الخليج والوطن العربي، فيما صدر من بعضها أكثر من طبعة ومنها رواية «فراشة من نور» و«أنثى ترفض العيش»، علمًا أن الأخيرة وصلت إلى الطبعة الثالثة.

وعن مدى شغفها بالكتابة والرسم، قالت الكاتبة الشابة «كنت دائمًا أحكي لمن حولي أن هناك أصبعا سادسا قد نبت في يدي اليمنى لالتصاق القلم وفرشاة الرسم بها، إذ لا أستغني عن الكتابة أو الرسم وعندما أتوقف عن أحدهما أبدع في الأخرى.»

وحول أبرز إنجازاتها خلال جائحة «كوفيد – 19»، قالت «كنت كممرضة، أواجه وزملائي في خط الدفاع الأول نواجه الفيروس الخفي، كما كنت مثل زملاء المهنة ننفد توجيهات قيادتنا الرشيدة، ونزرع الحب والأمل ونرسم الابتسامة على وجوه المرضى وذويهم ونردد مقولة لا تشيلون هم. وكنا نقدم الرعاية الطبية لمن يحتاجها ونربت على قلوب الآخرين، ولكن ذلك لم يمنعني من الكتابة.»

وحول مشاريعها الأدبية الجديدة، قالت الشحي إنها تعمل حاليًا على عمل سردي جديد «رواية»، سيتم الكشف عن تفاصيلها عند الانتهاء منها خلال الأشهر المقبلة.

من جانب آخر، ذكرت الكاتبة الإماراتية أن التحديات التي تواجه القطاع الأدبي والثقافي كثيرة، خاصة ما تصفه باستعجال بعض الكتاب بالنشر دون مراجعة أو تقييم كاف لأعمالهم الأدبية، أو دون أن تتضمن فكرة حقيقية تؤطر العمل.

وتابعت: «إن الكثيرين اتخذوا من فكرة أو عملية النشر واجهة اجتماعية للتباهي، فبالتالي المنجز الأدبي يصبح دون أركان حقيقية، كما نجد أن بعض دور النشر تتهافت عليها لتغرق المعارض والمكتبات بتلك الأفكار الضحلة من أجل التربح المادي.»

وعلى مستوى التحديات التي تواجه الكتاب، قالت الشحي إنه لا يوجد دعم حقيقي للكاتب المبدع والصاعد، إذ يسعى وحيدًا بحثًا عن فرصة أو باب للنجاح، "علمًا بأن عملية البحث تعد مرهقة للكاتب في كثير من الأحيان، وخاصة عندما يتحمل على كاهله مصاريف الطباعة والنشر والتوزيع، ومن المهم أن يتم إنشاء دور نشر أو هيئة محلية تأخذ المنجز الأدبي وتتولى عملية طباعته وتوزيعه دون تدخل من الكاتب، على أن يتحمل الكاتب مسؤولية الإبداع بالكامل”.