السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

نقاد وفنانون: نجاح الدراما في «التريند» وهمي.. والسوشيال ميديا مضللة



انتقلت المنافسة الدرامية الآن إلى ساحة أخرى، واتخذت شكلاً جديداً على «السوشيال ميديا» وصار «التريند» معيار النجاح والقبول الجماهيري، خاصة وأن هناك عدداً كبيراً من الممثلين وأبطال المسلسلات، أعلنوا تصدرهم «التريند» على منصات التواصل الاجتماعي، ومن أبرزهم الفنان مصطفى شعبان، وكذا مسلسل «موسى» للفنان محمد رمضان، و«هجمة مرتدة» للفنان أحمد عز والفنانة هند صبري، ومسلسل «المداح» بطولة الفنان حمادة هلال.

وأكد عدد من النقاد والفنانين أن نجاح الدراما في «التريند» وهمي.. والسوشيال ميديا مضللة.. فإلى الآراء.

التريندات ليست معياراً

ويعلق الناقد رامي عبدالرازق أن كل مسلسل يعلن صنّاعه أنّه تصدر التريند، وبعد يومين أو 3 نجد أن كل المسلسلات المعروضة خاصة في شهر رمضان أصبحت الأكثر مشاهدة، مشيراً إلى أن هذه التريندات مبالغ فيها تماماً ولا يجب الاعتماد عليها في تقدير الأفضل بين المسلسلات هذا العام، مؤكداً أنه لا يُمكن أن يتصدر أي مسلسل التريند طيلة الوقت، كما يعلن صناع هذه المسلسلات على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا أمر غير حقيقي تماماً وفيه تزييف للحقيقة.

تريندات المسلسلات وهمية

من جانبها، قالت الناقدة المغربية فاطمة بوناجي، إن أغلب التريندات وهمية ولا تعبر عن متابعة حقيقية للمسلسل، مشيرة إلى أنها تكون من صنع أصحابها أحياناً، نظراً لوجود فريق سوشيال ميديا متخصص لكل مسلسل، تتلخص مهمته في نشر أجزاء من الحلقات أو مشاهد بشكل كثيف في شكل هاشتاغ، ومن ثم يقوم فريق من المتابعين بتفعيل ونشر الهاشتاغ، وبعدها يكمل متابعو المتابعين المهمة، وهكذا ففي خلال ساعات قليلة ينتشر الهاشتاغ ويتحول إلى تريند سريعاً.

وأضافت بوناجي أن ذلك يتضح من خلال قلة التعليقات على التريندات، مشيرة إلى أن المنتجين يرصدون لعملية الدعاية على «السوشيال ميديا» ميزانية كبيرة، لعلمهم أنها قد تكون السبب في الفوز بنصيب كبير من الإعلانات، حيث إن هذا يوهم المعلنين بالشعبية الكبيرة للمسلسل.

تضليل

ويتعجب الفنان الإماراتي أحمد عبدالرزاق، من تضليل السوشيال ميديا، للجمهور، مؤكداً أنه تابع مسلسلات حظيت بتعليقات إيجابية كبيرة وردود فعل قوية على أرض الواقع عبر التواصل الهاتفي والتهنئة الشخصية، فضلاً عن الإشادات النقدية الواسعة من جانب النقاد، لكنه لم يجد لها صدى واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم توجد على قوائم التريند إلا فيما ندر، على الرغم من اتفاق الجميع على جودتها وقيمتها الفنية العالية وتميز الفنانين فيها.

واعتبر عبدالرزاق «التريند» وهماً كبيراً يحاول من خلاله بعض النجوم إظهار أن لمسلسلاتهم شعبية ما، بعد فشلها وعدم إقبال الجمهور عليها، خاصة في شهر رمضان الذي يتميز بالمنافسة الكبيرة بين المسلسلات والبرامج وبالتالي المنافسة على كعكة الإعلانات.

وتابع قائلاً: «هناك أعمال تحقق نجاحاً رقمياً فقط، ولا تحظى بالقدر نفسه من المشاهدة على التلفزيون، والعكس صحيح. وهناك من يمكنه النجاح على المستويين، وهذا يعتمد على الجيل الذي ينتمي له غالبية مشاهدي العمل، وعلاقته بالتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بالطبع يؤثر بشكلٍ مباشر على حركة التريند».

من جانبه، قال المخرج الإماراتي عبدالله الجنيبي إن التريند «شيء سخيف ووهمي، حيث لا توجد أي مؤشرات واضحة، قادرة على تحديد الأعمال الأكثر مشاهدة على القنوات التلفزيونية»، موضحاً أن ما يردده البعض حول تصدر أعمالهم لقائمة الأعلى مشاهدة قد يأتي من قبيل الأحلام والأماني.

التريند «بفلوسهم»

وأشار الناقد مصطفي الكيلاني، إلى أن البعض يرى أن تصدر مسلسل أو نجم لـ«التريند» دليل على أن العمل الذي يقدمه هو الأعلى مشاهدة، وهذا بالتأكيد غير صحيح.. "فالتريند منه ما هو إيجابي وما هو سلبي. وكذلك قد يشارك فيه من لم يشاهد المسلسل. إلى أن التريند يمكن شراؤه، وهذا ما يقوم به بعض صناع الأعمال، لذلك هو ليس معياراً لتحديد نسبة مشاهدة أي عمل درامي، لكن هناك وسائل تكنولوجيا تحدد الأعمال الأكثر نجاحاً، والتي من بينها التواصل مع الأقمار الصناعية التي تبث من خلالها القنوات العارضة للأعمال، والتي من خلالها يمكن أن تصدر أرقاماً دقيقة عن نسبة المشاهدة في توقيت عرض كل عمل».