الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

التكنولوجيا فرشاة الفن الحديث ولوحته

أصبحت التكنولوجيا الرقمية الحديثة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وقد أسهمت في ابتكار أنواع جديدة من الفنون الحديثة من خلال إضافة تقنيات الفيديو بمؤثرات الصوت والصورة والإضاءة على العمل الفني.

وحدد مجموعة من الفنانين خلال استطلاع رصدته «الرؤية» 3 مكاسب لتوظيف التكنولوجيا الرقمية في الإبداع الفني، تشمل معايشة تجارب من الماضي بواقع معزز حديث، وفتح مدارك ومداخل جديدة للفنون تبرز المواهب الشابة، وشد انتباه الجمهور بتقنيات الصوت والصورة بالمتاحف والمؤسسات الثقافية الخاصة.

معايشة تجارب

وأوضحت الفنانة الإماراتية أمينة الجرمن، أن فنون الفيديو وتوظيفها في الفن الحديث والمعاصر نوع جديد من الإبداع يحتاج لوقت حتى يتقبله الجمهور، لافتةً إلى أن الفن تغير على مر العصور والحضارات القديمة، فبدأ بالرسم الأبيض والأسود، ثم انتقل للألوان، ثم النحت ثلاثي الأبعاد. واليوم ما نشهده هو صورة مستحدثة للفن باستخدام تقنيات الفيديو، إلى جانب تقنية الواقع المعزز (VR) التي تجعل الجمهور جزءاً من العمل الفني يعايش التجربة بمعظم حواسه.

وقالت الجرمن: «اعتاد الناس رؤية الفنون التقليدية كالرسم واللوحات الزيتية والنحت وغيرها، في حين تغيرت ذائقتهم تجاه رؤية الصورة المتحركة، والتي يمكنها عرض مواضيع الثقافة والعادات والتقاليد بصورة تفاعلية عبر فيديو يسترجع تفاصيل الماضي للحاضر».

مدارك جديدة

وقال الفنان الإماراتي حمدان الشامسي إن حضور وسائل التكنولوجيا في الفن صار أمراً واقعاً مواكبة للغة العصر التقني الذي نعيشه، والتي منحت الفنانين مداخل ومدارك أخرى للفن من خلال التصوير الرقمي والفيديو، والتي يمكن تنفيذها بالهواتف الذكية التي تعد ميزة إضافية للفنان الذي يواكب لغة العصر، «كما أنها ولدت لدينا مواهب شابة جديدة أصبحت تنافس أعمال كبار الفنانين، وهذا التطور بلا شك لا يلغي قيمة الفنون التقليدية الذي اعتدنا عليها بالألوان والطين وخلافه».

ولفت الشامسي إلى أنه في ظل خوضه لتجارب فنية عديدة بين القص واللصق اليدوي وكذلك الرقمي، اكتشف أن الأعمال الفنية القائمة على استخدام الفنون الرقمية والتكنولوجيا الحديثة لا تحمل نفس الروح التي تحملها الأعمال الفنية التقليدية، إلا أنها تؤدي إلى نفس الغاية من العمل الفني وهي إيصال رسالة وفكرة معينة من الفنان إلى المتلقي.

فئة محددة

ومن جهتها قالت علياء فتوح، من «جاليري أثر» بجدة إن فنون الفيديو بدأت في السعودية في التسعينيات من القرن الماضي، مع ظهور كاميرا الفيديو ثم كاميرا الهاتف، ما جعل الفيديو وسطاً فنياً متاحاً أكثر مما قبل، ولكن يبقى فن الفيديو من الوسائط الفنية التي يصعب اقتناؤها، حيث لا يتم تعليقها على الحائط كسائر الأعمال الفنية التي يتم اقتناؤها. وأضافت: «نعيش الآن بهوية بصرية جديدة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة جزءاً من حياتنا اليومية، كما أنني أعتقد أن فنون الفيديو مرغوبة ومطلوبة أكثر من قبل المؤسسات والمتاحف الخاصة التي ترغب في شد انتباه الزوار ومنحهم عملاً فنياً يتفاعلون فيه بالصوت والصورة».