الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أيمن الحصري.. فنان يحارب التشوه البصري بجداريات لفن كاليغراف

أيمن الحصري.. فنان يحارب التشوه البصري بجداريات لفن كاليغراف

أيمن الحصري

طاقة إيجابية تنبعث من جدران تحمل ملامح جمالية وسط مدينة غزة، جاعلة من المارة يحطون أنظارهم صوبها معالجين همومهم والضغوطات النفسية التي يعيشونها، بتلك الجداريات الفنية التي رسمت وسط لعب ألوان، لتعكس ملامح واقع مجتمعي بمنظور إيجابي، يعالج الحزن والتعب الذي يشعر به كافة المواطنين في تفاصيل حكاياتهم اليومية.





وبتأمل معالم تلك الجداريات التي رسمت باحترافية لعبة الألوان لتخرج لوحة فنية تصبح محط زيارة الباحثين عن الأمل في الحياة، نجد الفنان أيمن الحصري 32 عاماً، بطاقته الإيجابية التي يعكسها على جداريات رسمت بفن كاليغجرافي مدمجة مع فن الشارع مخرجاً لوحة فنية بنمط جديد.



وقال الفنان أيمن الذي ورث الفن عن والدته، اعتنت والدتي بي منذ الصغر في تنمية قدراتي الفنية مستغلة موهبتي في الخط، لتكون تجربتي في خوض مسابقة أثناء المرحلة الدراسية، برسم لوحة وطنية من وحي الخيال، حاصلاً على الترتيب الأول، ما منحني حضور مهرجان طلائع العرب في جمهورية مصر العربية آنذاك، راسماً لي نقلة نوعية في حياتي الفنية.



وواجه أيمن عقبات كادت أن تبعده عن شغفه أثناء بحثه عن تخصص جامعي يدخر منه مصدر رزق، ما جعله يلتحق بكلية التجارة، ولكن ضميره لم يطاوعه، ليجد نفسه تصارعه رافضة قتل موهبته، تاركاً المكان ليلتحق بكلية الفنون، ما دفعه إلى البدء في وضع ملامح قواعد مسيرته الفنية متخذاً من مقولة «الفن فكر أكثر من كونه إتقاناً».



شغفه دفعه إلى خوض العديد من التجارب الفنية وممارسة بعض الفنون، ليجد نفسه وسط عالم فن الجداريات، وذلك كونه فناً يربط بين العلاقة الثقافية والأعمال الفلسفية ما دفعه إلى تكوين أفكار تقود نحو الاحتراف، من خلال الاستغلال الصحيح للألوان بما يخدم الفكرة العامة للجدارية، وجعلها تعج بالطاقة الإيجابية والجمال.

ويمارس الفنان أيمن نوعين من فنون الجداريات فن جداريات الشارع وفن كاليغرافي وهو فن الخط العربي، الذي يمارسه بحرية ومساحة أكبر على الجداريات جاعلاً من لوحاته تعج بالتغذية البصرية المدمجة في الطابع الخاص، وفلسفة العمل الفني ما يجعل من المحتوى الداخلي لتفاصيل اللوحة متعدد المضامين.



وتصيب الإعلانات والعبارات العشوائية المكتوبة على الجدران الفنان أيمن بتشويش بصري عند رؤيتها، ما يدفعه إلى البدء في خوض لعبة جديدة بحكاية جديدة مع الألوان، محولاً تلك الجداريات إلى لوحات فنية تنطق بالجمال والمنظور الإيجابي.