الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فهد المعمري: حفظ التراث مهمة وطنية.. والقراءة إدمان حلال

فهد المعمري: حفظ التراث مهمة وطنية.. والقراءة إدمان حلال
«قال الروائي الأرجنتيني الأشهر بورخيس: أنشئ مكتبة ولو من 3 كتب، وستقاوم جزءاً من قبح هذا العالم، فكل مكتبة هي صفعة في وجه العالم الجاهل، وترفع عنه أميته وخفته... وتصور بورخيس أن الجنة ستكون علي هيئة مكتبة».. حتماً ستتجسد هذه المقولة أمام من يزور الكاتب الإماراتي فهد المعمري في مكتبته التي تحوي 15 ألف كتاب، وستشعر بأنه يطبق مقولات بورخيس حول المكتبة التي حولها إلى فردوس صغير في البيت.



غذاء الروح


ويرى المعمري أن القراءة هي الإدمان الحلال الذي يغذي الروح ويمنح النفس المتعة الدائمة القادرة على إضافة حيوات متعددة إلى حياة الإنسان، يعايشها المرء في كل دقيقة ومع كل سطر.



ويقول الكاتب والباحث الإماراتي لـ«الرؤية»، إن مكتبته المنزلية هي حصاد سنوات من عمره في البحث والقراءة تتجاوز 30 عاماً أمضاها في التجول بين المكتبات الكبيرة والكثيرة الموجودة في الإمارات والعالم العربي، مشيراً إلى أن هناك الكثير من هذه المكتبات انتهت ولا يوجد لها وجود على أرض الواقع حالياً، ولكن ذكراها باقية في مكتبته.

وأضاف المعمري أن مكتبته تضم كتباً في مختلف الآداب وعلوم اللغة والشعر والتاريخ والتراث الإسلامي، والتراث الشعبي الإماراتي، ومختلف فنون الأدب، منها المئات من الكتب النادرة في الأدب، من النسخ أصلية، ومن بينها كتاب «سرح العيون شرح رسالة ابن زيدون» من تأليف الأوحد جمال الدين محمد بن محمد بن محمد المصري، التي طبعت بالمطبعة الأميرية ببولاق سنه 1278 هـ، 1861 ميلادياً، وكتاب زرع الخصائص في الأدب والحكمة والأخلاق الفاضلة تأليف الأديب أبي إسحاق برهان الدين سنة 1918 ميلادياً.



خير جليس

يعشق المعمري الكتب لأنها تحتوي على معارف كثيرة ويؤكد أنها «خير جليس وصديق يقدم للقارئ الكنوز التي لا تنضب أبداً، وتضيف للإنسان معلومات وفوائد كثيرة تساعده على فهم الحياة جيداً، ومن خلال مسيرتي مع الكتاب وخاصة في التراث الشعبي الإماراتي والبحث الميداني استطعت إصدار 8 كتب تعنى بالتراث الشعبي الإماراتي».

وعن سر اهتمامه بالتراث الإماراتي، قال إنه كان يهوى منذ الصغر قراءة الكتب المتعلقة بالتراث الشعبي؛ لأنه إرث الآباء والأجداد، وهو دليل الهوية العربية والهوية الإماراتية التي تمثل شعب الإمارات، حيث يجب علينا المحافظة عليها، وأن ننقلها للأجيال الجديدة، لذا سعيت لتوثيق هذا التراث وتدوينه وحفظه من خلال مؤلفاتي.



شغف القراءة


وأكد المعمري أن الكتاب الورقي لن ينتهي وسيظل باقياً علي الرغم من انتشار وسائل القراءة الحديثة على المواقع الافتراضية، مشيراً إلى أنه لطالما بقي الشغف بالقراءة فلن يموت الكتاب، منوهاً بأن هذا ما أكدته مبادرته وإقبال الشباب عليها، واهتمامهم بالقراءة والثقافة، لافتاً إلى أن هذا الأمر أسعده كثيراً وجعله على يقين بأن القراءة لا تزال في مقدمة اهتمامات شبابنا.