الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

محمد النجار يصنع الجمال بمجسمات جبس متناهية الصغر

بين معالم عالمه الصغير يبدع الشاب الفلسطيني محمد النجار الذي تربطه حكاية عشق بينه وبين المجسمات الصغيرة التي لا تتعدى أحجامها بعض السنتميترات، مجسداً جماليات مظاهر وقلاع ومجسمات يراها الزوار لساعات ليكتشفوا جمال تفاصليها، ليحولها إلى مجسمات صغيرة نحتت في فن جمالي.

بدأت حكاية محمد في عام 2014 من تلك الفكرة العفوية التي تبلورت إثناء عمل صناع جبس داخل منزلهم، ليقوده الفضول على صناعة حصالة نقود من مادة الجبس، ونجحت فكرة التي كانت خارج توقعه، ما دفعه شغفه غي حب الفن إلى تجسيد رسومات أرياف فكتورية عبر مجسمات ملموسة باليد.

وقال الشاب محمد النجار 24 عاماً، أمارس الرسم منذ الصغر وأمتلك حب في التفاصيل الجميلة، ولكن صناعتي لتلك الحصالة جعلني أكتشف شيئاً داخلياً كان يحتاج إلى رؤية النور لأبدع في عالمه، والذي يتجسد في صناعة المجسمات الصغيرة في مادة الجبس وذلك ساعدني في تطوير مسار فني.

وحظيت معالم الأرياف الفكتورية في تجربته الفنية الأولي وكانت النتيجة رائعة لما تحمل من تفاصيل دقيقة، ودفعني ذلك إلى حب عالم المجسمات الصغيرة التي يتخللها إتقان متناهي الدقة في إبراز كافة التفاصيل الدقيقة داخل مجسم لا يتعدى السنتميترات.

ولم تتوقف أفكار محمد عند ذاك الحد في العمل بمادة الجبس، بل قام في خوض تجربة في إعداد مجسمات بذات الطريقة، مستخدماً الأخشاب، جاعلاً من أعماله باقة واسعة من الأفكار التي تتجسد من أفكار واقعية وأخرى خيالية.

ويرتكز محمد في خطواته على مبدأ التحدي للواقع والفن لا يعرف المستحيل، وذلك دفعه إلى إدخال العديد من التطويرات بعملة من خلال إدخال عوامل الإضاءة داخل مجسماته الصغيرة ليعكس واقعية العمل وتعايش المظهر الجمالي، وذلك بعد ساعات عمل متجمعة 18 ساعة في المجسم الواحد.

وأوضح الشاب محمد تمر مرحلة صناعة المجسمات في خطوات تحتاج إلى عناية، حيث تتكون الأدوات من معدات النحت والمشرط الذي يعد أداته الأكثر استخداماً للخروج بجماليات دقيقة، وتكون المرحلة الأخيرة متمثلة في تلوين المجسمات بعد عملية تجفيفها للحصول على ألوان مناسبة تدوم لفترات طويلة.