الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

روان اخزيق.. نحاتة تسخّر فنها للحفاظ على التراث

نظرات بريئة تضع جل تركيزها صوب لوحة فنية، ترافقها حركات دقيقة تمضي برقة على مجسم ينحت بأنامل النحاتة روان اخزيق، لتعكس واقع حكاياتها مع عالم النحت الذي تعيش معه تفاصيل مختلفة عن حياتها اليومية مع الآخرين من البشر.



تجد الفنانة روان نفسها مع فن النحت، تربطهما علاقة وطيدة، لا تستطيع الابتعاد عنه، ما يجعلها تمضي العشرات من الساعات لتستمر العمل لأيام حتى تخرج في منحوتة واحدة، تعكس من خلالها عناصر جمالية تهدف إلى عكس الواقع التراثي والعادات والتقاليد الفلسطينية.



قالت النحاتة روان 21 عاماً، خلال لقائها مع «الرؤية»، إن عالم النحت واسع ومتعدد الأدوات، ولكن ذلك لم يرق لي، ما دفعني للبحث عن مادة خام تتسم بصفة الصلابة وعدم الكسر للحفاظ على اللوحة الفنية، وذلك جعلني أقوم بتجارب لأجد من عجينة الورق والغراء وبعض الإضافات الأخرى مادة خام بذات المواصفات التي أطمح إليها.





دفعت تجربة روان إلى العمل في عجينة الورق رغم صعوبة التعامل معها في بداية المطاف إلى أنها تغلبت على خشونتها وصعوبة التشكيل بها، لتمارس اليوم فنها بتلك العجين الصلبة والتي تتسم بقدرتها على إبراز التفاصيل بشكل جمالي دقيق، على الرغم من استغراق مدة طويلة تتجاوز الشهر لإنتاج لوحة فنية واحدة.





وتستغل النحاتة روان بعض الخامات من البيئة في أعمالها الفنية، وذلك يأتي ضمن رؤيتها الفنية أن الفن ليس لوحة وفرشاة بل يشمل كل شيء يخدم الفكرة العامة للفنان، وتدمج بين الصور الحقيقة وأفكاره الخيالية بما يخدم الفكرة العامة.





وقالت النحاتة روان: «لدي حب للحياة بنظرة جمالية، لأجد من العرس الفلسطيني يروي حكايا جمال الواقع الحياتي الجميل، وهذا يدفعني لترسيخ ملامح العرس حتى يبقى في ذاكرة الجميع، وفي وقت يشدني التراث والعادات والتقاليد إلى صوبها ما يدفعني إلى ترسيخها في منحوتاتي».

وتقوم على إنتاج لوحتها الأخيرة التي تعكس واقع البطالة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني في غزة، والتي زادت حدتها بالتزامن مع انتشار وباء كورونا الذي جعل الأوضاع الاقتصادية والحياتية أكثر تعقيداً، ما دفعني إلى تجسيد واقعهم عبر عمل فني.