الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

هبة الشمري تدخل عالم الرواية من «أمام أحد القبور»

لا أفهم لماذا لا يزال لدي الكثير من الأسئلة التي لم أحصل على إجابة لها، رغم محاولتي للبحث عن الجواب، لكن دون جدوى؟ كيف لي أن أنسى اسمي؟ لا أريد أن أنسى ملامحي وهل العتب على الدهر أم على الذاكرة أم علي أنا؟

تساؤلات وجودية تطرحها الكاتبة الكويتية الشابة هبة الشمري في باكورة أعمالها الأدبية رواية «من أمام أحد القبور»، عن دار وجد للنشر والتوزيع، والتي ترصد المشاعر الإنسانية التي يسيطر عليها ألم الفقد ووجع الفراق.

وعن الرواية، قالت هبة الشمري لـ«الرؤية»: «هذه الرواية هي خطوتي الأولى في مسيرتي الأدبية، ولذلك اعتمدت فيها على لغة المخاطبة الذاتية، لتكون سطورها بمثابة حلقة نقاش تجمع بين صوت عقلي وقلبي. حيث أؤمن أنه أحياناً ما يندلع داخل الإنسان حوار عميق بينهما، يكون قادراً على غزل نسيج رواية كاملة الأحداث والتفاصيل».

وتقدم رواية «من أمام أحد القبور» مجموعة من المشاعر الصعبة التي تضم رسائل لا تنتهي، حاملة معها أوجاع الفقد وألم الغياب وجرح البعاد الذي يمكن أن يعصف بحياة الإنسان من دون رحمة.

وأضافت الشمري أن كل كلمة في عملها الأدبي كانت بمثابة مرآة تعكس حالات الاكتئاب واليأس التي كانت تتملكها، باحثة عن إجابة واحدة لسؤال صعب: كيف يمكن أن تكون الحياة هي الجريمة التي ارتكبها إنسان في حق نفسه، فجاءت السطور واقعية، تحمل معها الكثير من القصص المتداخلة المتكومةِ، "كتجمع ثياب على مسمار صدئ حفر مئة ثقب بظهر الحائط قبل ارتكازه بمكانه الأصلي”.

مشاعر متداخلة قدمتها الشمري في سطور روايتها فكان كل حدث منها بمثابة صدمة قوية للقارئ، تستفز مشاعره الإنسانية وعواطفه المكنونة،كما اعتمدت الكاتبة الشابة في سرد أحداث الرواية على التناقضات بين الشخصيات، التي جعلت كل تفاصيلها تعبرُ بوابةَ قلب القارئ، «رغم بساطة التفاصيل التي ترتكز عليها ملامح كل شخصية، محاولة أن تحافظ على خط أدبي واضح يمزج بين اللونين الاجتماعي والدرامي اللذين يجسدان كل شعورٍ لا يستطيع الإنسان أن يبوح بهِ».

وأضافت الشمري أنها بدأت عشقها لعالم الكتابة الأدبية والاطلاع على الكتب منذ سنوات عمرها الأولى، وكانت مكتبة المدرسة المكان الأقرب إلى قلبها، مستثمرة مراحلها الدراسية التي مرت بها للمشاركة في الأنشطة المدرسية التي كانت بمثابة نقطة انطلاقها إلى عالم المعرفة والقراءة.

شاركت الشمري في العديد من الأنشطة الثقافية، ومنها معرض الكويت للكتاب في دورته الافتراضية العام الماضي الذي تم إطلاقه في ظل الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كوفيد_19 على العالم.