الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بيكاسو الجديد.. بريطانية تحوّل مخزن والدها لمرسم وتعرض في الأكاديمية الملكية

استطاعت المراهقة الويلزية ماكينزي أن تتغلب على قيود الحركة والخروج بسبب كوفيد-19 وتستكشف إمكاناتها كرسّامة موهوبة بعد أن حولت مخزن والدها المظلم المترب إلى مرسم كشف عن قدراتها الخارقة، وجعلها تعرض في الأكاديمية الملكية للفنون ويشبهها البعض ببيكاسو البريطاني المقبل.

وعندما تزايدت إجراءات عدم الخروج بسبب الوباء، لم تستسلم الفتاة المراهقة للملل، وقررت أن تعاين مخزن والدها الذي كان أشبه بأرض نفايات، مظلم لا توجد به كهرباء.

وبدأت المراهقة الصغيرة برمي النفايات وتنظيف المكان، وساعدها والدها بعد ذلك بإضاءته بعد أن رق لحالها ووجدها ترسم في الظلام أو على ضوء هاتفها المحمول.

ومن ظلام تلك السقيفة المتداعية أصبحت ماكينزي نجمة تواصل اجتماعي، وتعرض الآن لوحاتها في الأكاديمية الملكية للفنون المرموقة في بيكاديللي بلندن.

وكانت المراهقة الصغيرة ترسم في الغالب على ركبتيها أو على الأرض، لأن حجم اللوحة غير متناسب معها، ولأنها تعاني من ضعف الإبصار.

وبناءً على ترشيح أمها، اختارت في البداية أن ترسم جارها المزارع جون تاكر، بعد أن وجدت في تجاعيد وجهه توهجاً ومعاني رائعة تحت خطوط الزمن.

الآن أصبح ذلك المزارع البسيط نجماً على السوشيال ميديا بعد انتشار صور ولوحات ماكينزي وتحولها إلى «تريند» في فترة بسيطة.

واستطاعت ماكينزي أن ترسم صورة لجارها لا تعتمد فقط على نقل تفاصيل وجهه، بل جوهر شخصيته، وحركته وأحاسيسه وروحه الحقيقية بتنويع وتوزيع الظلال والأضواء.

ولا تكتفي الفنانة المراهقة بالرسم فقط بل تمارس هوايات متعددة مثل أختها الكبرى من بينها الهوكي وكرة القدم والكرة الطائرة.

ولكنها في فترة الوباء، وجدت أن لديها وقت فراغ كبيراً قررت أن تجرب فيه هواية جديدة هي الرسم.

وفتشت ماكينزي ووجدت بعض ألوان الأكريليك القديمة وحامل رسم لأمها مُخزن منذ زمن بعيد، وبدأت في تجربة مزج الألوان على طبق خزفي قديم لأنها لا تملك أدوات الرسم أو طبق الألوان «الباليتة».

وبدأت برسم صور أونلاين قبل أن ترسم بورتريه لجارها المزارع.

وساعدتها مدرسة الرسم بإرسال لوحتها للمشاركة في العرض الصيفي التابع للأكاديمية الملكية، للفنانين الهواة الذين تراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً.

ولدهشتها، تم اختيارها من بين 32 ألف لوحة مشاركة في المسابقة، ما جعل مدرستها تفخر بها وتغرد بلوحتها على تويتر وإنستغرام لتنتشر بسرعة رهيبة، ويشبهها البعض بـ"بيكاسو المقبل."

وتلقت الأسرة عروضاً لشراء اللوحة بمبالغ ضخمة، بعضها من هواة جمع اللوحات الذي يأملون أن تصل قيمتها يوماً ما إلى الملايين. لكن ماكينزي مصرة على أنها لن تبيعها.

الطريف أن ماكينزي لم تذهب من قبل إلى معرض فني أو متحف، رغم أن أمها مصممة الديكور ووالدها أستاذ الجراحة في أوكسفورد كانا قد وعداها بزيارة متحف تيت، قبل أن يحدث الإغلاق وتمنع الزيارات.

وتقول الأم إن أكثر ما يميز ابنتها هو الإصرار والنضج المبكر، منوهة بأنها أمضت نحو 20 ساعة، ولأكثر من 3 أسابيع، في رسم صورة المزارع جون، وكانت تستيقظ مبكراً للعمل على التفاصيل الدقيقة قبل أن تضطر إلى الركض إلى حافلة المدرسة.

من جانبه، يكشف الوالد أن ماكينزي ولدت قبل موعدها بثلاثة أشهر، وكانت هناك شكوك كبيرة في أن تظل على قيد الحياة، ولكن إرادتها كانت أقوى، واستردت عافيتها ونموها سريعاً.

ويضيف الأب الفخور: «أنها عنيدة تصر على إنجاز ما تريد مهما بلغت صعوبته، رغم أنها تعاني أيضاً من ضعف البصر، وعرفت الآن أشياءً مثل المنظور والعمق والألوان ومزجها».