الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أحمد حوا يحارب الاكتئاب بـ«نثرات العطر الأسود»

الاكتئاب الذي يمكن أن يصيب الإنسان عقب صدمة هزت كيانه، وعصفت بحياته وغيرت مساره، والتأرجح بين الماضي والحاضر، والضياع بين الحب الحقيقي والمزيف، ومواجهة المصير والإصرار على تغييره، مشاعر يجسدها الكاتب السوري أحمد حوا في روايته «نثرات العطر الأسود».

عبر 89 صفحة نسج الكاتب الشاب أحداث روايته، ورسالتها الأساسية بأن خلف ستار الحياة يخبئ القدر للإنسان كثيراً من الأمور والصعاب، التي تختبر قدرته وصلابته. ومن يصمد ينجح في أن يدير دفته للنهاية ويغير هذا المصير.

وتؤكد فكرة الرواية أن النفوس البشرية تتنوع، فبعضها يسلك طرقاً سهلة حتى يتجنب الوقوع في المشاكل، وهناك آخرون يتمكنون من الصمود، ويجيدون إدارة حياتهم وينجحون في تخطي أزماتهم فيصلون إلى بر الأمان.

وعن روايته الجديدة، قال حوا لـ«الرؤية»: "حاولت أن أجعل من نثرات العطر الأسود سبيلي لدخول مجال الكتابة الأدبية، وأن تكون نافذتي التي أطل منها على عالم عشاق القراءة. ومن خلال سطورها سلطت الضوء على دواخل النفس البشرية التي تظل شاهدة على الصراع المستمر بين العقل وأوامره وقواعده وما يعكسه الواقع من مواقف صعبة وحديث الذكريات الذي يسيطر على الشخصيات التي تجسد أحداث الرواية".

وذكر حوا في مقدمة الكتاب أن الرواية تقصد كل قارئ ولكن كيف هذا، ولكل إنسان مشكلة؟ هذا هو سر الأدب الذي يحكي عن فرد، فيحكي عن الكثيرين، وعندما يستمر القارئ في القراءة يكتشف ما بينه وبين أبطال الرواية من سمات مشتركة.

تدور أحداث الرواية حول كاتب يعاني من الاكتئاب بعد صدمة تعرض لها، والمواقف التي تنسجها ذكريات الماضي وأفعال الحاضر. وفي هذه الأثناء يقع في قصة حب يكتشف من خلالها أن هناك فرقاً كبيراً بين الحب الحقيقي والمزيف.

وأكد حوا على فكرة أساسية في روايته هي أن الإنسان يحاول واهماً محاربة الأقدار دائماً من دون أن يعرف ما معنى القدر وحقيقته، «ولا يدرك أنه مسير بنيته ومخير بقضاء ربه ولكنه في أحيان كثيرة لا يعرف ذلك إلا بعد فوات الأوان».

وأضاف أنه يشبه روايته بالكرة الأرضية، ويشبه الأحداث بمحورها، «فعندما يكون المسار خاطئاً تحلق الأرض إلى النهاية والفناء وتعمل الأقدار على أن تعيد الأرض إلى مسارها الطبيعي ولذلك لا يحارب الإنسان القدر في حقيقة الأمر لأن محاربة القدر والمصير وهم».