الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

رفيعة غباش: «للإبداع بيت» مظلة لفناني الإمارات.. ونواة لمتحف في المستقبل

تملك الدكتورة رفيعة غباش رغبة وإرادة وشغفاً كبيراً بتوثيق التاريخ الإماراتي، وتخليد الفنون، فبعد تأسيسها متحف المرأة بدبي، على الرغم من عدم امتلاكها مقتنيات آنذاك، اتجهت إلى مشروع ثقافي آخر، فريد من نوعه، يجمع المبدعين والفنانين الإماراتيين تحت سقف واحد، في بيت جمعت فيه أجمل الذكريات واللحظات منذ أواخر عقد الستينيات، من القرن الماضي يقع بمنطقة الحمرية بدبي، وحولته اليوم إلى «للإبداع بيت».

بمجرد دخول هذا البيت، من بابه الخشبي المنقوش سيجذبك كل شيء إلى الماضي العريق.. لون الأرضيات المغطاة بأحجار الماربيل القديمة، وتلك الأشجار الصغيرة الموزعة بالساحة الخارجية لفناء البيت، والمشرفيات التي تعلو النوافذ، كلها تفاصيل تشعرك بحميمية البيت الإماراتي الشعبي القديم، بما فيه من ذكريات الأفراح والأتراح، وإن لم تلمس تلك الحميمية قلبك، فالبناء نفسه وألوان اللوحات الموزعة على جدرانه كفيلة بإدخال طاقة الحب والفرح إلى قلب كل من يدخله.

تقول الدكتورة رفيعة لـ«الرؤية» عن فكرة المشروع واهتمامها الدائم بالفن التشكيلي: «أنا مغرمة بالفن التشكيلي ومثلما يبحث الناس عن مقاهٍ ووجهات لزيارتها، أبحث عن كل الأماكن التي تحتضن الفنون وأسعى لزيارتها، لذلك ارتأيت إنشاء مكان يجمع الفنانين الإماراتيين يرتاده كل من يريد التعرف على إبداع هؤلاء الفنانين الإماراتيين».

وتابعت: «أمضيت 8 سنوات وأنا آخذ بآراء واستشارات من حولي، وكانوا يخبرونني بأن المكان لا يصلح لمثل هذا المشروع، ولكن اليوم قد تبدو الموافقة على فكرة المشروع من الجهات المعنية، إشارة لإعادة إحياء هذه المنطقة وجعلها إحدى الوجهات الرائدة بدبي التي ستظهر قريباً».

أهداف ومحاور

وأكدت غباش أن مشروع «للإبداع بيت» سيحتضن أربعة محاور رئيسية وهي: الفن التشكيلي، والخط، والنحت، والعمارة، ويهدف لتحقيق أهداف كثيرة، منها: الحفاظ على تاريخ الإبداع الفني، وتوثيق الحركة الفنية بالإمارات، ومد جسور التواصل والتعارف مع الثقافات الأخرى، كما أن البيت سيشهد عقد مجموعة من الأنشطة المصاحبة، كتنظيم اللقاءات والحوارات والمنتديات المتخصصة، والعروض السينمائية الصغيرة، وبعض الأنشطة الفنية المجتمعية.

تفاعل الفنانين

حرصت غباش على إشراك الفنانين في المشروع وأهدافه وأجندته، لافتة إلى أن الفكرة نالت إعجاب الفنانين، وقالت: «سعدت بتجاوب الفنانين مع المكان، حيث أهدى الكثيرون منهم للبيت من أعمالهم والقليل منهم اشتريت منهم لوحات وأعمالاً فنية. كما شهد البيت عدداً من المحاضرات واللقاءات مع الفنانين حتى الآن، اكتشفت من خلالها عدداً من الفنانين الإماراتيين من الشباب وكذلك الكبار غير المشهورين، منهم علي بن سالم بن ثاني وهو فنان إماراتي أصيب بجلطة وتمكن من التعافي منها من خلال عمله بالفنون والرسم، إلى جانب أهم الفنانين الإماراتيين مثل: د. نجاة مكي وعبدالرحيم سالم وعبيد سرور وعبدالقادر الريس».

تفاصيل خالدة

وأشارت غباش إلى أن المشروع قد يكون نواة لمتحف لاحقاً، لذلك حرصت على اختيار أجود أنواع الأثاث الأنتيك من مصر ومن مزادات عالمية، وسجاد قديم ببيت العائلة، كما أنها اعتنت بتخليد جزء من ذكريات البيت كعرضها لأول جهاز كمبيوتر استعملته في تحضير رسالة الدكتوراه عام 1985 وهو هدية من أخيها محمد غباش الذي كان أول وكيل لشركة ماكنتوش بدبي آنذاك، وأول تلفون اشترته والدتها لها، مشيرةً إلى أن تطور التكنولوجيا سيكون أحد الجوانب التي يسلط عليها البيت.

طاقة حنين

يتكون البيت من 6 غرف و3 قاعات، وإحدى هذه القاعات تتميز بارتفاع سقفها، ووجود سلم رخامي مرتفع بطابق واحد، كل منها مخصص لأحد أنواع الفنون أو أحد الفنانين، وهنالك غرفة مخصصة للخط، وغرفة أخرى مخصصة للفنانة نجاة مكي، وغرفة مستوحاة من شهرزاد للفنانة أسماء الغرير. ومن الجدير بالذكر أن الغرف جميعها مليئة بالأعمال، عدا غرفة الدكتورة رفيعة وغرفة والدتها اللتين ما زالتا قيد العمل.

وقالت غباش: «كل من دخل المكان لمس بأنه مليء بطاقة حنين للماضي، لما شهده من ذكريات، فاحتفظ بطاقة تشبه تلك الأحداث الجميلة التي عشتها مع أسرتي، ولا أحد يصدق بأن هذا البيت تم بناؤه في عام 1969 وسكناه في 1970، ولا يزال محتفظاً بشكله الجيد وتفاصيله المميزة».