الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

شباب إماراتيون: نبحر مع الثقافة الكورية الجنوبية لتعزيز اقتصادنا المعرفي

أرجع شباب إقبالهم على التعرف على الثقافة الكورية الجنوبية، إلى أن الثقافة تعزز العلاقات العميقة على مستوى الدول، وتمد جسوراً من المعرفة، مستشهدين بالمهرجان الإماراتي الكوري الذي يقدم تجربة ملهمة في تلاقي الثقافات، الأمر الذي يعزز الاقتصاد المعرفي عبر دخول مجالات إبداعية وعلمية واقتصادية جديدة.

وأكد شباب إماراتيون منتسبون لورش المركز الثقافي الكوري في أبوظبي لـ«الرؤية» رغبتهم في الاستفادة من خبرات كوريا العلمية والحياتية والصحية العديدة، مشيرين إلى أن عادات وتقاليد وقيم الشعب الكوري تتشابه في الكثير منها مع تلك العربية والخليجية.

ولفتوا إلى أهمية التعرف على الثقافة الكورية، مؤكدين أنهم يسعون إلى التعرف على الثقافة الكورية حتى يكونوا سفراء للثقافة الإماراتية في كوريا، حيث يرغبون في تعريف الكوريين إلى الثقافة المحلية.

ويتيح المركز الثقافي الكوري في أبوظبي للمواطنين والمقيمين ورشاً ودورات علمية واقعية وافتراضية لاكتساب مهارات التخاطب باللغة الكورية، وللتعرف على طرق طهي المأكولات والوجبات الأكثر شهرة لدى الشعب الكوري، فضلاً عن اطلاعهم على الفنون والحرف اليدوية التقليدية في كوريا.

سفير الثقافة



تعرف الشاب الإماراتي محمد العلي، على الثقافة الكورية في عام 2010، عندما جذبته موسيقى وأغاني الـ«كي-بوب»، ومن ثم قرر الاطلاع على المزيد منها بتشجيع من زوجته، فتوجه إلى حضور ورش تعلم مهارات طهي أشهى المأكولات وأطيب الأطباق المعروفة في ثقافتهم، وأساسيات اللغة الكورية.

وأكد أنه اكتسب من الدورات التي ينظمها المركز الثقافي الكوري في أبوظبي طريقة إعداد «البينغسو» أي المثلجات الكورية وهي عبارة عن طبق من الحلويات التي تحتوي على الفاكهة المقطعة والحليب المكثف المثلج المبشور وشراب الفاكهة، وتزين بالفاصوليا الحمراء وكعكة الأرز، مشيراً إلى أنه يركز في الفترة الحالية على تطوير مهاراته اللغوية.

ولفت إلى أهمية التعرف على الثقافة الكورية في ظل العلاقات المتنامية بين البلدين، منوهاً بأنه يأمل أن يكون سفيراً للثقافة الإماراتية في كوريا، حيث يرغب في تعريف الكوريين إلى الثقافة المحلية، مشيراً إلى أن التعرف على الثقافة الكورية وغيرها يساهم في تعزيز اقتصاد المعرفة عبر الدخول في مجالات إبداعية وعلمية واقتصادية جديدة.

جسور المعرفة



تسعى الشابة الإماراتية نورة العامري، إلى تعلم اللغة الكورية وطرق إعداد المأكولات المميزة لديهم، لذا تحرص على حضور الورش التدريبية التي يشارك في تقديمها عدد من الطهاة الكوريين المقيمين في الإمارات.



ولفتت إلى أنها لاحظت خلال الورش اهتمام الطهاة الكوريين باستخدام «الثوم» في معظم مأكولاتهم، فيما اكتسبت من إحدى الدورات، مهارات إعداد الأطباق الجانبية والطبق الرئيسي المعروف بـ«الداك كالبي» وهو طبق كوري شهير يعد من قطع الدجاج المتبل والتي تطبخ في صلصة غوتشوجانغ (معجون الفلفل الحار) مع البطاطا الحلوة والملفوف والبصل الأخضر وكعكة الأرز ومكونات أخرى.

وقالت "إن السفارة الكورية والمركز الثقافي الكوري بالإمارات يحرصان على تنظيم الفعاليات الثقافية الواقعية والافتراضية على مدار العام، لمنح شباب الدولة الفرصة للاطلاع على خبراتهم في مختلف المجالات، ومنها مجال الطهي وللتعرف على الفنون الأكثر شهرة لديهم، فضلاً عن تقديم دورات متخصصة في تعلم واتقان اللغة الكورية."

ودعت إلى تنظيم أكثر من مهرجان على غرار المهرجان الإماراتي الكوري الذي يحتفي بالحوار الثقافي بين كوريا الجنوبية والإمارات، الأمر الذي يقدم تجربة ملهمة في تلاقي الثقافات، منوهة بأن الثقافة تعزز العلاقات العميقة على مستوى الدول، وتمد جسوراً من المعرفة.

فوائد صحية

تعتقد الشابة الإماراتية العاملة في القطاع الصحي، مها العلوي، أن الثقافة الكورية تحمل الكثير من التفاصيل الصحية، مشيرة إلى أن أطباقهم تتمتع بالعديد من الفوائد الغذائية، وأبرزها الـ«كيمتشي» وهي الوجبة الوطنية التي تمثل المطبخ الكوري وتعتبر من الأكلات الغنية بمضادات الأكسدة والبروبيوتيك، فيما تعتمد على «ملفوف نابا» المنقوع بالمياه المالحة مع الفجل الأبيض والثوم ورقائق الفلفل الأحمر.

وتابعت: «سافرت من قبل إلى كوريا الجنوبية ويتملكني شغف زيارتها واعتبرها بمثابة (بيتي الثاني)، علماً بأنني تعرفت أثناء سفري على تفاصيل من مبادئ وأخلاقيات الحياة الأسرية وقيم احترام كبار العمر ودخول المنازل والمطاعم لديهم، وأطمح إلى أن أحظى بفرصة دراسية أو عملية في كوريا لزيارتها مجدداً».

أطباق شعبية



وأعربت الشيف الكورية ميجونغ هونغ عن سعادتها بالإقامة في الإمارات منذ عام 2007، فيما أشارت إلى أنها عملت لدى عدد من المطاعم المحلية في الدولة، حيث قدمت من خلالها أشهر الأطباق الرئيسية والجانبية الكورية.

وتابعت: «تعرفت من خلال إقامتي في الإمارات على الكثير من الأطباق الشعبية المحلية وأبرزها اللقيمات التي نالت إعجابي وبشدة، وأحاول من خلال تواجدي في الدولة أن أشارك خبراتي في مجال الطهي مع الشباب الإماراتيين والمقيمين أيضاً».

وأضافت: ساهمت في تعريف العديدين منهم من خلال الورش التي ينظمها المركز الثقافي الكوري بأبوظبي على طرق إعداد «البينغسو» و«كيمتشي» و«بيبيمباب» و«الداك كالبي»، علماً بأن الكيمتشي يعتبر من المخللات التي تحمل العديد من الفوائد الصحية، كما كان سبباً في مواجهة فيروس «السارس» الذي انتشر بالعالم في السابق.