منحوتات فنية جسدت معالمها على تفاصيل لوحات فنية نحتت باستخدام مزيج من مواد الإسمنت والشمع والحديد، عاكسة بذلك رسالة فنية رسمها الفنان الفلسطيني خالد حسين، بما يحاكي واقع الأشخاص الذين بترت أقدامهم خلال الأوضاع التي يعيشونها داخل قطاع غزة.
ويقول الفنان خالد 46 عاماً خلال لقائه مع «الرؤية»: «درست مجال الرسم خلال المرحلة الجامعية لأجد من عالم النحت جزءاً يلامسني، وفي المقابل لم يمنعني ممارسة العديد من الفنون المعاصرة الأخرى، ماضياً بمسيرتي حيث شاركت في العديد من المعارض الفنية العربية والفلسطينية».
لم تكن الطريق ممهداً أمام الفنان خالد، حيث تمكنت الظروف الحياتية خطفه من حقل الفن لبعض من الأعوام، ولكن بقي حبه وشغفه ينمو بداخله مؤسساً في عام 2015 مرسماً فنياً برفقة فنانين آخرين، ليكن المكان الخاص لإنتاج لوحاتهم الفنية، ولكن لم يطول الأمر ليغلق بعد مرور 3 أعوام.
ويفضّل الفنان خالد بأعماله الفنية المنحوتة الطين، لما يعطيه من ايحاء يريد الرسام ايصاله، وذلك لما يملكه الطين من روح أثناء العمل، ويمتاز بسهولة تشكيله وإظهار التفاصيل الدقيقة للمنحوتة، ويستطيع الفنان بعد الانتهاء من إنشاء القالب الطيني صب المنحوتة بالمعدن.
ويوضح الفنان خالد أن المعرض الخاص المقام حالياً، تبلورت فكرته من حقيقة الواقع الذي نعيشه في قطاع غزة من استمرار الحروب المتكررة التي تخلف بعدها أشخاصاً مبتورة أقدامهم، ما دفعني إلى إطلاق مشروع فني «أفتقدك بشدة»، مستخدماً فن النحت المعاصر جاعلاً من مواد الإسمنت والحديد والشمع العناصر الرئيسية في تشكيل اللوحات الفنية.
وقام بتوظيف الأدوات المستخدمة للتعبير عن آثار الوضع النفسي على المبتورة أقدامهم وبناء علاقة مفاهيمية بين الإنسان والجسد، حيث تمتاز مادة الإسمنت بأنها صلبة مدللاً على القوة، والشمع مادة ضعيفة مدللاً على الضعف لدى الإنسان، وتضم المجموعة الفنية 7 أعمال، وتحمل صورة تعبيريه عن الآثار النفسية، التي كانت خلاصة جلسات مع أشخاص مبتورة أقدامهم وحاول من خلالها التعبير عن كافة همومهم وأفكارهم، من خلال الأعمال الفنية.