الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

ريشة نورة زيد تفتتح «خريف تشكيل» وتوثق نبض شوارع القاهرة

ريشة نورة زيد تفتتح «خريف تشكيل» وتوثق نبض شوارع القاهرة

دونت الرسامة المصرية نورة زيد، المقيمة في الإمارات، التراث الحديث والمعاصر لعدد من شوارع ومناطق مصر الجديدة، عبر قصة مصورة بعنوان «القاهرة في صور: حكاوي من هليوبوليس»، تستعرض صفحاتها في معرضها الانفرادي الأول، الذي انطلق أمس الأول الثلاثاء، وافتتح موسم خريف تشكيل بدبي ويستمر حتى 23 أكتوبر المقبل.

حياة الناس



وتتناول القصة المصورة، لقطات من حياة الناس، على شكل رسوم توضيحية مرسومة يدوياً ورقمياً باللونين الأبيض والأسود، والتي تمثل منظومة فنية زاخرة بتفاصيل ثرية لا يلتفت إليها كثيرون، مستوحاة من أنحاء متفرقة من العاصمة المصرية، مسقط رأس الفنانة.

ويتضمن المعرض الذي يدعو الزوار لقراءة قصة مصورة بحجم كبير في غرفتين، بينما يدعوهم للوقوف أمام مشهد متحرك صامت، مأخوذ من أحد شوارع مصر الجديدة، مصوراً حياة الناس وحركة سير السيارات والناس والباعة.





ويمنح هذا المشهد الزائر مساحةً لتخيل طبيعة الأصوات التي قد يحملها هذا المشهد، في الوقت نفسه تأمل نورة إضافة عنصر صوتي في الأعمال القادمة، لمنح العمل روحاً حقيقية محاكية للواقع.

ويمثل المعرض المحصِّلة العامة الـ13 لخريجي برنامج الممارسة النقدية في «تشكيل» منذ انطلاقه في عام 2014، والذي تخرجت منه الفنانة نورة زيد، والذي اعتبرته إضافة مميزة في رصيد مسيرتها الفنية.

وقالت الفنانة المصرية: "تمكنت من كسر خوفي وبقائي بمنطقة الراحة ودفعني مرشدات البرنامج للتوجه لرسم أحجام أكبر، والتفكير بأبعاد أخرى مختلفة، بعد جلسات بحثية عميقة."

طرق ووسائل



وأوضحت نورة في حديثها مع «الرؤية» أن عملية إخراج هذه القصة المصورة للنور، قد استغرقت مدة أسبوعين تقريباً، فالتصوير استغرق مدة يوم، والرسم لمدة أسبوع وعملية الأنيميشن والتحريك لمدة أسبوع آخر، لافتةً إلى أنها اعتمدت أيضاً على الالتقاء بالناس والاستماع لذكرياتهم مع الأماكن التي زارتها.



وحول ما يلهمها في قصص الناس، قالت: "أحب تصور الأمور، فعند رواية الناس لقصصهم أبدأ في تخيل المكان وأرسم مساحات من وحي كلامهم، وأشعر أن تراثنا الإنساني مزيج من العناصر المادية والمعنوية، وليس بالضرورة أن تكون العناصر المادية ضخمة وكبيرة ومشهورة، فالأسواق الشعبية والمحلات أيضاً مهمة، ومهما اختفت الأماكن فستبقى الذكريات موجودة، لذلك أعتبر هذه الرسومات وسيلة ترسخ ذكريات الناس."



بدايات استشفائية



نورة خريجة تصميم غرافيك ورسم من الجامعة الأمريكية بالشارقة، تنقلت في حياتها بين أكثر من بلد، فكان الرسم بالنسبة إليها نوعاً من الاستشفاء وبمثابة ملجأ من الحياة اليومية، حيث اعتادت الرسم بشكل يومي منذ سن الـ13 عاماً.

وتؤكد نورة أنها لم تكن قادرة على تكوين صداقات بشكل دائم بحكم التنقل من مكان لآخر، لذلك أصبح الرسم مع الوقت وسيلة للتعبير عن نفسها، في حين أصبح الرسم بعد دراستها الجامعة مجال مسيرتها المهنية الذي تعمل فيه.

طموحات



تطمح نورة إلى جمع ذكريات الناس وعلاقتهم بالتراث الحديث والمعاصر، وعمل قصص مصورة أكثر حتى تصل لعمل سلسلة روايات مصورة عن أكثر من حي بالقاهرة، كالزمالك مثلاً.

وأوضحت بأنها تأمل جمع ذكريات عدد من الناس المواطنين والمقيمين بالإمارات، خاصةً وأنه بمثابة وطنها الثاني، كونها قد عاشت في الإمارات لمدة تزيد على 15 عاماً من عمرها، للحديث عن دبي بتجددها وتطورها السريع، أو أي إمارة أخرى بالإمارات.