الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

«الشارقة للكتاب» تفتح أبواباً جديدة للتعاون مع الحراك الثقافي الروسي

«الشارقة للكتاب» تفتح أبواباً جديدة للتعاون مع الحراك الثقافي الروسي

فتحت هيئة الشارقة للكتاب أبواباً جديدة لتعزيز العلاقات الثقافية التي تجمع إمارة الشارقة مع المدن الروسية، حيث شاركت في المؤتمر العالمي الـ37 للمجلس الدولي لكتب اليافعين الذي عقد في العاصمة الروسية موسكو، ونظمت جلستين حواريتين بين الكتّاب والفنانين الإماراتيين والروس، وبحثت خلال مشاركتها في المؤتمر سبل التعاون والعمل المشترك مع كبرى المؤسسات الثقافية الروسية.

وجاءت هذه الجهود في إطار استراتيجية الهيئة لتعميق علاقتها مع المؤسسات الثقافية الكبرى في العالم، وتعزيز الروابط التي تجمع مشروع الشارقة الحضاري والثقافي مع غيره من ثقافات العالم، بالاستناد إلى قوة الكتاب وتأثير الأدب والفن على فهم المجتمعات والكشف عن المشترك بينها.



وقال رئيس الهيئة أحمد بن ركاض العامري: «تمضي هيئة الشارقة للكتاب في كافة الجهود التي تبذلها على المستوى المحلي أو الدولي انطلاقاً من رؤية مركزية وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كشف خلالها قيمة الكتاب في تحقيق نهضة المجتمعات، وتأثيره على تمتين العلاقات وفتح قنوات الحوار مع ثقافات العالم، وهذا ما نعمل عليه من خلال مشاركتنا في حدث بحجم المؤتمر العالمي للمجلس الدولي لكتب اليافعين، أو في لقائنا لمؤسسات ثقافية روسية كبيرة ولها تاريخها الطويل».

وأضاف العامري: «إن المشاريع الحضارية الناجحة المدركة لخصوصيتها والمتمسكة بملامح هويتها الأصيلة، لا يمكن أن تحقق نقلات نوعية في تجربتها من دون التواصل الواعي مع المشاريع المقابلة والتجارب الحضارية الكبرى، لهذا تأتي هذه المشاركة واللقاءات استكمالاً لجهود متواصلة نقودها لخدمة المشروع الحضاري لإمارة الشارقة، خاصة وأن العلاقات الثقافية العربية الروسية متجذرة وعميقة وكان لها انعكاس واضح على الأدب والفن والفكر لدى الجانبين».

استكشاف جهود المستعربين



والتقى وفد هيئة الشارقة للكتاب، برئاسة أحمد بن ركاض العامري، وحضور خولة المجيني، مدير المعارض والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتاب، بالبروفيسور فيتالي نعومكين، رئيس معهد الاستشراق التابع للأكاديمية الروسية، واستعرض الجانبان الفرص الممكنة لتنظيم عدد من الفعاليات الثقافية المشتركة، وتوسيع مجالات التعاون لتقديم المشروع الثقافي الإماراتي والعربي إلى المشهد الثقافي الروسي، والتعرف على الجهود الروسية المعاصرة من المستعربين الذين يبحثون في التراث الأدبي والمعرفي العربي ويحققون مقاربات بينه وبين نظيره العالمي.

وأشاد البروفيسور نعومكين بالجهود الثقافية التي يقودها صاحب السمو حاكم الشارقة على مستوى المنطقة العربية والعالم، مشيراً إلى معهد الدراسات العربية والإسلامية التابع لجامعة إكستر البريطانية والذي كان قد تكفل سموه وبشكل كامل بإنشائه عام 2001، وتكرمه بدعم برامج الدراسات العربية والإسلامية فيه، وقال: «نحن متابعون لجهود حاكم الشارقة وندرك حجم اهتمام الشارقة بالكتاب والاستناد عليه في توسيع أفق الحوار مع حضارات وثقافات العالم».

تبادل النتاج الأدبي والمعرفي



ومن جانب آخر اجتمع وفد الهيئة بفاديم دادا، مدير عام مكتبة روسيا الوطنية، بحضور مصلح عايض الأحبابي القائم بأعمال سفارة الدولة في جمهورية روسيا الاتحادية، ونعيمة سهيل المشرخ، رئيسة قسم الشؤون الإعلامية والثقافية في سفارة دولة الإمارات بموسكو، وناتالي سامويلينكا، نائب مدير عام مكتبة روسيا الوطنية المكلف بالعلاقات الخارجية والمعارض.

وبحث الجانبان الجهود الثقافية المشتركة التي يشكل التعاون فيها فرصة لتعزيز العلاقات الثقافية بين المكتبات الروسية ونظيرتها في الشارقة، خاصة على مستوى تسهيل الوصول لمصادر المعرفة لكافة الأفراد في المجتمعات، وتوسيع حجم قواعد البيانات لدى الجانبين لدعم مسيرة العمل البحثي والإنتاج العلمي.



وناقش الجانبان حجم مشاركة المكتبات الروسية في مؤتمر المكتبات الدولي الذي تنظمه إمارة الشارقة خلال شهر نوفمبر المقبل، وبحثا المجالات الممكنة لتنسيق جهود مشتركة تدعم تبادل الإصدارات العربية والإماراتية من جهة والمؤلفات والإصدارات الروسية من جهة أخرى، كما استعرضا آليات إنشاء ركن خاص في مكتبات الشارقة العامة للكتب الروسية باللغتين العربية والروسية والعكس في مكتبات موسكو العامة.

وشهد اللقاء تنظيم جولة لوفد هيئة الشارقة للكتاب في أروقة المكتبة، حيث اطلع الوفد على مجموعة من المخطوطات والكتب القديمة والنادرة باللغة العربية والتي يعود تاريخ بعضها إلى العام 1100 ميلادي، واختتمت الجولة بإهداء أحمد العامري المؤلفات المسرحية المترجمة للروسية لصاحب السمو حاكم الشارقة للمكتبة الروسية الوطنية لتضاف إلى مصادرها ومراجعها بجانب أمهات الكتب العربية التي تجمعها المكتبة.