السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

علي الجنيبي: «شددت بك أزري» يصدح بإبداعات أبطال «متلازمة داون»

يسخّر الكاتب الإماراتي الشاب، علي الجنيبي، جانباً كبيراً من جهوده ومهاراته الحياتية وخبراته الأدبية والعلمية من أجل خدمة أصحاب الهمم، ونتيجة لإيمانه بدورهم المجتمعي، قرر أن يطرح إصداره الأول تحت عنوان «شددت بك أزري» ليصدح بصوت وإبداعات ومهارات تلك الفئة المميزة بالمجتمع الإماراتي.

وقبل أعوام، ساهم علي الجنيبي في تأسيس فريق تطوعي يدعى «مكاني» عام 2014، فيما يُعنى بالتثقيف المجتمعي حول أبطال متلازمة داون وأسرهم، بما يسهم في دمجهم بالأنشطة المجتمعية والحياتية.

ويحمل الكاتب الإماراتي الشاب، البالغ من العمر 27 عاماً، درجة البكالوريوس في القانون ودرجة الدبلوم في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وكذلك الدبلوم في التربية الخاصة.

وأفاد الكاتب علي الجنيبي «الرؤية»: "أسّخر 60% من اھتماماتي الیومیة لخدمة أصحاب الھمم، كما أشاركهم ليتمكنوا من تحقيق أھدافھم ويومیاتھم، كما أشعر أن تواجدهم حولي وفي يومي يصنع فارقاً كبیراً في حياتي ويعزز من سعادتي، لذا قررت أن أؤلف كتاب يتميز ببساطة أسلوبه وكلماته وعباراته وذو رسالة توعوية هادفة ليصل إلى كافة شرائح وأفراد المجتمع ولأسر أصحاب الھمم على وجه الخصوص."

وأوضح "أن تلك المشاعر الأولى وأحاسيس المسؤولية تجاههم راودتني منذ اللحظة الأولى التي جاء فيها أخي عبدالله إلى الدنيا وهو من أبطال متلازمة داون، حيث أقدم علينا وعلى الدنيا بالسعادة والبركات."

وأكد الكاتب الشاب أن «شددت بك أزري» يركز على الصفات والسمات الإيجابية التي يتمتع بها أصحاب الهمم، ويكشف عن أدوارهم المجتمعية وجهودهم الذاتية، كما يجسد الكتاب الصفات الواحد والعشرين لأبطال متلازمة داون، بما فيها الصبر والإيجابية والذكاء العاطفي والاجتماعي والحس بالمسؤولية وغيرها الكثير.

وتابع «أجد بين صفحات إصداري الأول وميضاً من الإيجابية وشعاع أمل في درب أصحاب الهمم، ولكنني أعلم أنني لم أوفي لأبطالنا من فئة متلازمة داون حقهم بصورة كافية، ولكن العائد المعنوي كان مبهراً لي ولهم ولأسرهم."

ونوه الجنيبي بأن كتاب «شددت بك أزري» صدر خلال العام الماضي، بالتعاون مع إخصائية التوحد والاضطرابات الإنمائية، الكاتبة أثير فهد الجفان، التي تسعى إلى نشر أكبر قدر من التوعية المجتمعية حول «الإعاقة»، كما تحرص على أن تكون صوتاً لهم ولأسرهم ويداً مساندة لهم ليتغلبوا على كافة العقبات ويتمكنوا من تحقيق احتياجاتهم ومتطلباتهم التعليمية والنفسية.

وتابع الجنيبي "سعدت كثيراً بوصول إصداري الأول إلى المجتمع الإماراتي وإلى أبطالنا من أصحاب الھمم، إذ شعرت بالمسؤولیة وبأهمية إيصال صوتھم وإبراز خبراتهم وقدراتھم ومهاراتهم وتسليط الضوء على عالمهم النقي على نطاق مجتمعي واسع."

من جانب آخر، قال علي الجنيبي «أطبق قاعدة في الحیاة تشير إلى ضرورة أن يحدد الشخص وجهته وأهدافه حتى تضح له طموحاته ويتمكن من تحقيقها على أكمل وجه، وهذا ما أفعله حقاً، إذ طرحت على نفسي سؤالاً، مفاده كیف أستطيع أن أساعد وأخدم أصحاب الهمم وإلى أي وجهة أسلك ومن هم الأشخاص الذين سيتمكنون من تحقيق ذلك الهدف معي؟ فكانت دعوات أمي وأبي سبباً في تحفيزي على تجاوز أي عقبات حتى تمكنت من تحقيق جانبًا من أهدافي وطموحاتي في خدمة تلك الفئة المميزة مجتمعياً."

وعن خططه المستقبلية، تطرق إلى رغبته في إصدار كتاب آخر خلال الفترة المقبلة، ولكن سيكون موضوعه وفكرته الرئيسية بعيدة نوعاً ما عن «أصحاب الهمم»، مشيراً إلى أنه يطمح إلى تسليط الضوء على مخاطر انجراف الشباب نحو الطرق المجهولة في أعماله الأدبية المقبلة.

وعن توقعاته عن مستقبل معارض الكتب، أكد علي الجنيبي أن معارض الكتب ستستمر في الازدهار والتقدم، وستضيء درب المبدعين، كما ستظل تؤدي دورها في الكشف عن الأقلام الشابة المتألقة وفي تسليط الضوء على المبدعين حقاً.

من جهة أخرى، شدد علي الجنيبي حرصه على القراءة باستمرار من أجل تعزيز خبراته الأدبية، لذا يقرأ بمعدل 5 صفحات يومياً في مختلف الإصدارات الأدبية.

وعن أبرز الصعوبات التي واجهته ككاتب شاب، أشار علي الجنيبي أن الكتاب الصاعدين والجدد منهم، عادةً ما تواجههم صعوبة الوصول إلى دار نشر متخصصة في المجالات التي يرغبون في النشر عنها، ذلك بالاضافة إلى الكلفة العالية التي تفرضها العديد من الدور لنشر وتوزيع الإصدارات الشبابية.