الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

باحثون يناقشون قصص الحيوان في التراث العربي

ناقش باحثون من دول عدة، قصص الحيوان في التراث العربي، خلال جلسة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي؛ وبرزت موضوعات مختلفة متعلقة بالمنمنمات في الحضارة الإسلامية، والحيوان في سرديات مصر القديمة، وصورة الحيوان في حكايات الأطفال بتونس، ومعتقد تلبس القط للتوائم في صعيد مصر، بالإضافة إلى قصص الحيوان في الغرب الإسلامي (حي بن يقظان لابن طفيل نموذجاً).

الحيوان في مصر القديمة

وأشار الدكتور أحمد بهي الدين العساسي من مصر، إلى أن المصري القديم انشغل بالحياة الأبدية، معتبراً أن مصر أرض الخلود، ونهرها أحد أنهار الفردوس، ولهذا كل ما فيه يعتبر مقدساً، واستخدم الرموز من الحيوانات ليضعها في لغته القديمة التي استلهمها من عقائده وتقديسه لروح الإله في الحيوان.


وأوضح العساسي، خلال الجلسة، أن الحيوان متصل بكثير من السرد التقليدي في مصر القديمة، واستلهم القصص على لسان الحيوان في حكايات أراد أن ينقلها دون أن يوصم، بالإضافة إلى تفسير الظواهر التي يشاهدها في حياته، مشيراً إلى أن التراث يظل حياً بتناقله بين الأجيال، وهو ما فعله المصري القديم عند تدوينه هذه القصص على جدران المعابد، فالواقع مُرتبط بالماضي، ومن حسن الحظ أن كثيراً من حملة هذا الموروث ما زالوا بيننا، ولديهم الكثير من الحكايات.


الحيوان في قصص الأطفال التونسية

ومن جانبها، تناولت الدكتورة وفاء المزغني من تونس، صورة الحيوان في قصص الأطفال في تونس، وكيف كانت تبدأ الحكايات للأطفال، متخذة نماذج من التراث التونسي، مضيفة: في هذه القصص تساعد الحيوانات الطفل على التنفيس عن مشاعره، عندما يقوم بإسقاط تجاربه السلبية والإيجابية على الحيوان.

وقالت المزغني، إن القصص تثير خيال الأطفال، وتُنميه، وتغرس في نفسه القيم الإنسانية الإيجابية. مستعرضة قصص «أم سيسي»، و«خنفوسة النساء»، والقصة الأمازيغية (حمو أونامير)، و«معيزة معزونة»، و«عائشة بنت الحوات»، و«ولد الحطاب» و«ولد الحنش»، و«جريدة وعصفور»، و«عاصي الوالدين» التي تتحدث حول مجموعة من القيم.

رمزية الحيوان في المعتقد الشعبي

ومن تونس إلى صعيد مصر، تتحدث الدكتورة نهلة إمام، حول معتقد أن القط يتلبس التوائم، وهو ما يشيع في أقصى صعيد مصر، ويتصل ببعض الدول الأفريقية، مشيرة إلى أن الإنسان حمَّل الحيوان كثيراً من الإسقاطات النفسية لديه، مثل التفاؤل والتشاؤم.

وأوضحت إمام أن المعتقد يشير إلى أن أحد التوائم تتلبس روحه القط، ويخرج إلى القرية لأهداف عدة، أوجزها بعض الباحثين في: البحث عن الطعام، أو المغامرة، أو حب المعرفة، وهو معتقد يكثر في النوبة، ويمتد إلى الدول المجاورة كالسودان.

قصص الحيوان في الغرب الإسلامي

وناقش الدكتور عبدالرحمن الغانمي من المغرب، أحد النصوص السردية المهمة وهو «حي ابن يقظان» لابن طفيل، كإحدى قصص الحيوان في التراث العربي، والغرب الإسلامي، ويُقصد به المغرب والأندلس، مشيراً إلى أنه نص له طبيعة خاصة، كنموذج خاص للتراث السردي.

المنمنمات في الحضارة الإسلامية

ومن جانبه، تطرق الدكتور خير الدين شترة من الجزائر، إلى «المنمنمات في الحضارة الإسلامية.. موضوع الحيوان نموذجاً»، شارحاً أن فن المنمنمات الإسلامية هو ظاهرة فنية أبدع فيها المسلمون باختلاف أجناسهم، وهو أحد الفنون التقليدية في البلدان الإسلامية، وفي بعض البلدان الآسيوية.

وأضاف شترة أن المُنمنمة تُعطي النص المكتوب فهماً أكثر، وتحمل قيماً تعبيرية دقيقة جداً، وهذا ما يميزها لتجعل النص أكثر إفادة في الوصول إلى المعنى، باستخدام الصور التعبيرية المساعدة للنص المكتوب.

وأضاف شترة، خلال الجلسة، أن النموذج اعتمد على الحيوان في بناء عوالمه، بالإضافة إلى أثره البالغ في كثير من الأدب العالمي، مشدداً على أنه لا يمكن فهمه إلا في الإطار التراثي والحضاري له.