الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حامد الهنداوي.. عدسة تنضح بخبرة 6 عقود

حامد الهنداوي.. عدسة تنضح بخبرة 6 عقود

المصور المسن حامد الهنداوي (الرؤية)

بحب وشغف يوازي سنوات عمره التي تجاوزت الثمانين، يحتضن حامد الهنداوي -أقدم مصور فوتوغرافي في قطاع غزة- كاميرته التي اشتراها من تحويشة أيام وكد وتعب للحصول على 60 قرشاً مصرياً لاقتنائها.





ويروي الهنداوي لـ«الرؤية» حكايته مع معشوقته السمراء التي رافقته طوال 6 عقود من الزمن التقط بها آلاف الصور في كل المراحل والبلدان التي تنقل فيها.



كان الهنداوي فتى صغيراً لا يتجاوز الـ15 عاماً حينما استهوته مهنة التصوير الفوتوغرافي، إلا أن ضيق الحال الذي كانت تعاني منه الأسر الفلسطينية في ذلك الوقت كان المانع الأساسي لأن يمتلك كاميرا يرضي بها شغفه.



وعند بداية الحديث معه عن كاميراته التي رافقته سنوات عمره نظر إليها نظرة حنان وكأنها قطة من قلبه أو أحد أبنائه، فهي رفيقة دربه في حله وترحاله ليس في غزة فقط بل جالت معه عدداً من الدول العربية، حيث التقط العديد من الوجوه بمختلف الجنسيات، وكانت حاضرة معه في مناسبات كثيرة، كالأفراح التي كان أصحابها يحجزونه لها في ليالي الجمع في غزة.



وبحصوله على كاميرته الأولى وامتلاكه لها شعر الهنداوي أنه امتلك الدنيا، وبدأت معها رحلته الطويلة في عالم التصوير كمصور محترف، حيث بدأ سنوات حياته الأولى متجولاً، قبل أن يسافر إلى عدة دول عربية ليعمل في معامل التصوير.





يقلب صوره التي يحتفظ بها من 60 عاماً فتلمح عيناه إحداها فيقول: «هذه الصورة في المملكة العربية السعودية سافرت هناك سنة 1959، وعملت مصوراً لدى استوديوهات تصوير في منطقتي الطائف والرياض».



وبلسان ثقيل «بسبب جلطة ألمت به من قبل» وكلمات تأبى إلا أن تخرج يستذكر لحظات قضاها بين سعادة الناس أثناء تصويره للأفراح والمناسبات فيقول «كنت أصور حفلات الزفاف القديمة التي كانت في البيوت، ومباريات كرة القدم، والمناظر الطبيعية، حيث كنت أجول قطاع غزة مشيا على الأقدام لتلتقط عدستي كل شيء مبهج ومميز».



تراجع عمل الهنداوي فين نهاية عقد ثمانينات القرن الماضي، لكن سرعان ما عاد لهوايته التي يعتبر أن من يريد ممارستها عليه «بالصبر والاحتراف ويكون ذا ذوقٍ فني».



الهنداوي الذي امتلك كاميرا للتصوير الفوري، والتي حسنت وضعه المادي وجعلت التصوير مصدر دخله لإعالة أسرته وتعليم أبنائه في الجامعات يستذكر اليوم أيام حياته التي قضاها مع من أحب، ويرويها وكأنها قصة في كتاب ألف ليلة وليلة، قصة أبطالها حقيقيون وأحداثها واقعية، قصته التي بدأت بـ(1.2.3 تشك تشك).