الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«421» يدافع عن الهوية الأنثوية ويستلهم جمال العمران في معرضين

يحاكي معرضا «وبينما ننظر إليها» و«فريدة جداً، جذابة جداً» ، اللذان دشنهما معرض 421، الهوية الأنثوية ومظاهر استغلال المرأة وطرق وفلسفة تمكينها، كما يستعرضان المظاهر الجمالية في التنمية العمرانية.



وتعبّر الأعمال الفنية لمعرض «فريدة جداً، جذابة جداً»، الذي يشارك فيه 11 فناناً، بحس فكاهي عن المظاهر الجمالية والصور البديعية والطقوس الخاصة بصناعة العقارات في المنطقة، كما تكشف الأعمال النقاب عن المنطق الخارج عن المألوف في عملية التسويق العقاري.



ويكشف محتوى المعرض عن بعض البنى التحتية التي تشكل مساحات وخطوطاً وإيقاعات العمران الخليجي، وتكشف عن الأشكال والشبكات المتضمنة في الحياة الخليجية.

صوت جماعي



وتحمل أعمال 24 فنانة إماراتية ومقيمة بالإضافة إلى فنان عبر «وبينما ننظر إليها»، في مجملها هدفاً واحداً وهو استعراض الهوية الأنثوية ومظاهر استغلال المرأة في بعض المجتمعات وطرق وفلسفة تمكينها عبر أعمال تجمع بين النحت والرسم واللوحات التعبيرية ومقاطع الفيديو والأعمال التركيبية.



ويحاول «وبينما ننظر إليها» توسيع نطاق مفهوم «المرأة» المقيد غالباً بانعدام الأمن الاجتماعي والثقافي والوجودي.



فيما تعبّر أعمال الفنانين المشاركين في المعرض عن رأي جماعي قوي، يطالب بالعمل على تمكين المرأة في كل المجتمعات، حيث تلقي استكشافاتهم الإبداعية الضوء على الفئات التي تواجه قضايا التمييز والاستغلال.

5 فصول



وأفادت «الرؤية» القيمة الأولى لمعرض «وبينما ننظر إليها»، الفنانة الإماراتية سارة بن صفوان، بأن المعرض يضم 5 فصول رئيسية تدور حول الهوية الأنثوية والتحديات التي تحيط بها، وتحمل الفصول بالترتيب عناوين: «تخريب النظرة»، «التنكر»، «صون الجسد»، «الاختلاف باعتباره عدم تكامل»، «القصور الوظيفي».



وسارة بن صفوان إحدى المساهمات في المشهد الفني والثقافي في الإمارات، وتعمل كقيّمة على المستويين المؤسسي والشعبي، كما تحمل درجة البكالوريوس في الثقافة والنقد والتقييم الفني من كلية سنترال سانت مارتينز للفنون، لندن لعام 2015.



كما تعمل حالياً، قيّمة فنية في متحف جوجنهايم أبوظبي، وشاركت في تأسيس «Banat Collective» وهي منصة إلكترونية تركز على المناقشات النقدية بشأن مواضيع النسوية التقاطعية ومكانة المرأة في إطار السياق الإقليمي لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا عبر عروض الفن المعاصر والكتابات الإبداعية.

المساحة النسوية



أما القيمة الثانية لـ«وبينما ننظر إليها»، الفنانة الإماراتية سارة العقروبي، فأشارت إلى أن الفنانين يستعرضون من خلال فصول المعرض النظرة الذكورية إلى المرأة في بعض المجتمعات، وكيفية التفريق بين الأنوثة الحقيقية والتنكر بمستحضرات التجميل من أجل مقاومة السلطة الذكورية.



وتابعت: «كما تثير بعض الأعمال الفنية في أحد الفصول تساؤلات بشأن المساحة النسوية وما هو مسموح به في الإطار الأنثوي، ما يحطم حدود ما تم تحديده تقليدياً وبشكل حصري في مواجهة الرجل».



وتعمل العقروبي، وهي قيّمة مساعدة في «Banat Collective»، معلّمة متعددة التخصصات، وتحمل درجة الماجستير في الرسم من الكلية الملكية للفنون في لندن، وتحرص على استكشاف مفاهيم الثقافة والهوية في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء عبر السياق الإقصائي الذي يتضمّن مفهوميّ «التبييض» و"والآخر».

احتياطات



ومن الأعمال الفنية المميزة، عمل يدمج بين مقاطع الفيديو والألوان بعنوان «احتياطات» قدمته الفنانة الإماراتية ميثاء حمدان، فيما تعرض من خلاله محاكاة ساخرة لانهيار الأخلاق لدى بعض الرجال.

كما تسلط الضوء على مثال بسيط وهو تناول المثلجات، مستخدمة الوسائط المتعددة، حيث جاء مقطع الفيديو في إطار ثابت ولقطة واحدة، تعرض النصف العلوي من جسد الفنانة التي تلتهم بنهم مخروط الآيس كريم وهي ترتدي النقاب.



كما توظف الفنانة المثلجات كإشارة رمزية لإعادة توزيع أدوار الرجل والمرأة، وتكرر استخدامها ومعالجتها في العمل بوصفها أداءً راديكالياً وساخراً وتصويرياً.

فيما قدمت الفنانة صبا عسكري، قطعة فنية عبارة عن مناديل إزالة مستحضرات التجميل وخيوط وأعمدة ألومنيوم، وفيه تولت الفنانة تجميع بقايا هذه المناديل حيث تتلاعب بها لتعطيها رموزاً، من أجل أن تبرز مدى الجهد المضنى الذي تبذله المرأة من أجل التنكر عبر وضع المستحضرات وإزالتها.