يدين الفنان البريطاني فين داك من كورك في أيرلندا بشهرته ونجاحه إلى الشارع بعد أن أصبح أبرز فناني جيله في بريطانيا، وخليفة الفنان الشهير بانكسي بجدارياته التي تزين كبرى الشوارع والميادين العالمية، ومن بينها لوحات يتوقع بيعها بأكثر من 1.5 مليون دولار في معرضه بلندن الذي افتتح الأحد 24 أكتوبر ويستمر حتى 31 أكتوبر الجاري.
وذكرت صحيفة ديلي ميل أن الاسم الحقيقي للفنان هو فينبار نوتي، وأنه بدأ رسم الجداريات منذ 14 عاماً وهو في سن الأربعين، بعد أن مر بعلاقة حب فاشلة، كانت سبباً في تفجر مواهبه.
تلك العلاقة أجبرته على أن يترك الاستوديو وينطلق إلى الشارع ويعانق الجدران ويزينها بلوحاته لكي ينسى جراح قلبه.
من جانبها، أكدت الناقدة الفنية والمنسقة الفنية ياشا يونغ أن فين داك كان «موهبة رائعة من جيله وأعماله تستحق المشاهدة، سواء بورتريهاته المعاصرة أو جدارياته».
ويعرض الفنان في معرضه بلندن نسخة مصغرة من جدارية
200 قدم لفريدا كاهلو التي رسمها على جانب مبنى في غرب المكسيك، مشيراً إلى أن فريدا «ذروة ما أحاول الوصول إليه في عملي».
وكان داك قد استقال من وظيفته كمهندس ورسام ليتفرغ لحياته وإبداعاته في شوارع العالم ويصنع جداريات ملونة موحية متفردة في بلدان عديدة من لوس أنجلوس إلى البندقية ومن مدريد إلى باريس، ومن المكسيك إلى كلكوتا.
ورغم أنه يعاني من الدوار، إلا أن فين داك لا يتوقف عن الرسم وإبداع أعمال أكبر، من بينها جدارية أسماها ليدي كينوكو رسمها على جانبي طريق بورتوبيللو في عام 2017.
ويعد معرض لندن الذي يحمل اسماً مزدوجاً هو افترجلو/اندرتو، أول معرض فردي يقيمه الفنان منذ 6 سنوات، وكان آخرها في فينيس بيتش بكاليفورنيا في عام 2015.
ومنذ بداياته الفنية، ركز داك على رسومات وفناني عصر النهضة والبورتريه الهولندي، ولكنه بدلاً من مجرد رسم شخص ما، يصمم شخصية حول هذا الإنسان ويرسم الشخصية كما لو كانت حقيقية.
ويحاول أن يضفي على أفكاره بعض الخصائص واللمسات التي تميزه، ولا تتكرر مرة أخرى في أعماله، محاولاً رسم بورتريهات من دون وجوه أو من دون أسماء، أو يضع قناعاً على عينيها، مع البحث عن قصص إنسانية وراء كل عارضة أو موديل يرسمها.
وهو يعترف أنه لا يهتم بالقضايا الاجتماعية أو السياسية، ولكن شغله الشاغل هو تجميل المشهد الحضري.
في سياق متصل، يرى داك أن «الجدران هي قماش اللوحة ومدن العالم هي الاستوديوهات»، يرسم أعمالاً فنية ملونة تصور نساء آسيويات أو أوراسيات بشكل أساسي، مشيراً إلى أنه يريد إعادة كتابة أو صياغة الصور النمطية للمرأة والشعوب الآسيوية.
ويعرض الفنان الأيرلندي في لندن نسخة أصغر من جدارية فريدا كاهلو العملاقة التي استغرق 11 يوماً في رسمها، إلى جانب أكثر من 75 لوحة تراوح قيمتها بين 1200 دولار و1.5 مليون دولار.