الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«كنز الجزيرة» باللوفر أبوظبي.. 2800 قطعة نقدية تضيء على تاريخ التجارة

كشف متحف اللوفر أبوظبي عن كنز نادر من العملات الفضية الإسلامية، وهو «كنز الجزيرة»، الذي سيكون محور مشروع بارز يطلقه المتحف ويمتد لعامين.



وسيعرض المتحف كنزاً نادراً يعود تاريخه إلى الفترة الممتدة من عهد الملك شابور الثاني (309-379 م) إلى عهد الخليفة العباسي المأمون (813-833 م) ويشمل عدداً كبيراً من العملات الإسلامية في العصور الوسطى.



وهذا الكنز مكون من 2861 قطعة نقدية فضية مصنوعة في قارة أوراسيا، إلى جانب 67 قطعة نقدية فردية من الذهب أو سبائك الذهب أُنتجت في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط وأوراسيا على امتداد نحو 1000 عام ما بين القرنين السادس والسادس عشر. وتسلط هذه العملات الضوء على التاريخ الإقليمي والمحلي، لتبيّن التغيرات السياسية وصراعات القوى وقيمة المعادن الثمينة المتغيّرة طوال تلك الفترة.





وأشار أمين المتحف الرئيسي في متحف اللوفر أبوظبي الدكتور غيلهم أندريه إلى أن «عرض هذا الكنز سيتناول التاريخ النقدي العالمي. حيث يسلط الضوء على التجارة والتبادلات الثقافية والآليات السياسية التي تكشف عن اقتصاد عالمي مترابط بين المناطق البعيدة. إذ يشهد هذا الكنز على نشأة العملات الإسلامية وتطورها، وهو سيبيّن كيف يمكن لعملة بسيطة أن توضح علاقات القوة والتنافس بين الإمبراطوريات المتنافسة والمتنامية، مثل ظهور كبرى مراكز التجارة. وتشمل هذه العملات الدراخما الساسانية والدرهم الأموي والعملات الفضية العباسية، إلى جانب العملة الذهبية البيزنطية القديمة (السوليدوس) والعملات الذهبية من جنوة وفينيسيا، وغيرها».



من جهته، شرح رئيس وحدة ورش عمل الترميم في المتحف ثيوفانيس كارافوتياس، بالتفصيل كيفية عمل فريق المتحف على الحفاظ على هذه القطع النقدية قبل عرضها للزوار، قائلًا: «لم نعمل فقط على الحفاظ على القطع النقدية في المتحف، بل حرصنا على توثيقها ورقمنتها إتاحة لدراستها بشكل أعمق. كما توجب علينا أن نقرر كيفية العمل على كل عملة معدنية من بين آلاف العملات؛ سواء أكان ذلك عبر استخدام مواد كيميائية أو بالحمام بالموجات فوق الصوتية أو عبر استخدام الماء المقطر، مع الأخذ بعين الاعتبار طريقة العلاج الفُضلى والتي

تشمل أقل قدر من التدخل للكشف عن وجه كل عملة».



يُذكر أن عرض هذه القطع المعدنية الجديدة سيركز على المراكز المالية التي ظهرت في العصور الوسطى وعلى أنظمتها النقدية. فقد أدى انتشار بعض العملات الذهبية والفضية إلى جانب تجارة المعادن الثمينة، إلى تهيئة الظروف لاقتصاد العالم الحديث، الأمر الذي كان له تأثير كبير في وقت لاحق على الاقتصاد العالمي. فهذه العملات المعدنية ستسلط الضوء على تجارة الذهب والفضة عبر القارات، إذ إن تطور أسلوب سكها يُعتبر مؤشراً لقيمها المتطورة وفق الحقبة التاريخية والمنطقة الجغرافية.