السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

محمد صبحي: حاكم الشارقة يعي أهمية الثقافة في بناء الشعوب والإنسان

أكد الفنان المصري محمد صبحي، أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرجل والإنسان والأديب المثقف والكاتب، يعي منذ زمن بعيد أهمية الثقافة والفنّ كونهما من أبرز الروافد لبناء الشعوب والإنسان، وقلّما نجد حاكماً منشغلاً بهذا المجال بشكل واسع، وله باع طويل فيه على مرّ السنين، وأياديه بيضاء وممتدة ليس فقط على مستوى الشارقة ودولة الإمارات فحسب، إنما على صعيد الوطن العربي والإسلامي عموماً.

جاء ذلك خلال استضافته في ندوة ثقافية، أدارتها الإعلامية ندى الشيباني، تحت عنوان «الفنّ وبناء الإنسان»، ضمن فعاليات الدورة الـ40 من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، حيث وجّه الفنان محمد صبحي تحية تقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على جهوده المتواصلة في بناء الإنسان عبر الثقافة والفن، لافتاً إلى أن أثرها ملموس وكبير ويراه المتابع في المكانة العالمية التي وصل إليها معرض الشارقة الدولي للكتاب.



منظومة متكاملة



وأكد الفنان المصري أن أهم الروافد التي تساهم في بناء الإنسان، وبالتالي بناء المجتمعات، تتمثل في منظومة متكاملة، تجمع بين التعليم، والثقافة والفنّ، والإعلام، والأسرة، لافتاً إلى أن الفن والثقافة تعدّ تماماً كالمعول، الذي يمكنه بناء بيتٍ أو هدمه، فالفن بإمكانه بناء أمةٍ أو هدمها، وإن بناء الإنسان منذ الطفولة عبر هذه المنظومة يعد أمراً في غاية الأهمية، لما له من تأثير بعد سنوات طويلة على مساهمته الفاعلة من عدمها، في بناء مجتمعه وأمته.

وأوضح صبحي أن بناء الإنسان ينطلق أساساً من التعليم، وأضاف: «بإمكاني أن أهدم أعظم تعليم أو تربية عبر مسرحية أو مسلسل أو فيلم، وهناك أعمالٌ توصف على أنها فنيّة، هدمت ودمرت بالفعل أجيالاً. لذلك، لا بُدَّ من الاهتمام الكبير بالتعليم، وتحديداً تعليم الأسرة نفسها، عبر التنمية البشرية للوالدين أولاً، ليسهموا فيما بعد بتربية جيل واعٍ ومثقف، فالمجتمعات التي تنهار، أو المعرضة للانهيار، هي تلك التي تغلب فيها السلبية، على حساب القيمة المضافة، فالسلبية تهدم كل الإنجازات والنجاحات».

علاج بالفن



وتطرّق الفنان محمد صبحي إلى تجربته في مسلسله الشهير «يوميات ونيس»، قائلاً: «فكرة المسلسل جاءت عندما شعرت أنّ الأسرة المصرية والعربية بشكل عام فيها بعض التجاوزات والهفوات، فانطلقت لمعالجة هذه الهفوات عبر الفنّ، ولكن عند النظر إلى جيل اليوم فإنّ مسلسل ونيس أصبح يعدّ من المثاليات أمام ما وصلت إليه الأسر والأجيال الجديدة، وهذا السبب منعني من الاستمرار في تقديم هذا المسلسل في أيامنا الحالية، لأنّ الأجيال الجديدة لا يمكنها استيعاب ما بُنيت عليه قواعد هذا المسلسل، والجديّة في الطرح آنذاك».

وقال: «نعم هناك صيحة كبيرة في عالم اختراعات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، لكن المهم كيف نتعامل معها نحن، وكيف نوظفها في حياتنا بإيجابية، فإن لم نتقن ذلك، فحينها يتفشى الجهل ويتصدر، وإذا ترافق الجهل مع الفقر فإن الجريمة تحضر، وإذا ترافق مع المال فسيبرز الفساد، بينما إذا ترافق مع الحرية فحينها ستظهر الفوضى، أما إن ترافق الجهل مع السلطة فإن النتيجة هي الاستبداد، وإن ترافق مع الدين فهذا ما يصنع الإرهاب، فالجهل هو أول ما يجب أن يُهدم عندما نتصدر لبناء الإنسان، وهذا ما يجب أن يبنى عليه الفن الهادف، بعيداً عن الإسفاف والتجاوزات».

واختتم الفنان محمد صبحي الندوة بالقول: «لبناء إنسان يجب أن يكون منهجك هو الإيمان بالله، والانتماء للوطن أولاً، ثمّ الانتماء للأسرة، فهي 3 معايير مجتمعة، لا يمكن أن تنفصل عن بعضها، وإن الفنّ هو أعظم نعمة تقود الإنسان للإبداع، ولكن لا بُدَّ لهذا الفن أن يحقق المتعة البصرية والسمعية والذهنية والوجدانية، ويحدث الدهشة في ذات الوقت».