الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بعد تسجيله في «اليونسكو».. ما أهمية الخطوة لدعم الخط العربي في سبيل الحفاظ على الهوية العربية؟

أعلنت منظمة «اليونيسكو» إدراج الخط العربي في قائمة «التراث الثقافي غير المادي»، وأشارت على موقعها الرسمي إلى أن الخط العربي هو الممارسة الفنية للكتابة العربية اليدوية بطريقة سلسة للتعبير عن التناسق والنغمة والجمال.

وأضافت المُنظمة أن الغرض من الخط العربي في الأصل هو جعل الكتابة واضحة ومقروءة، وأصبح تدريجياً فناً عربياً إسلامياً للأعمال التقليدية والحديثة، وأوضحت اليونيسكو أن الخط العربي ينتشر في الدول العربية وغير العربية ويكتبه الرجال والنساء من جميع الأعمار، ويتم نقل المهارات بشكل غير رسمي

وبحسب خبراء خطاطين تحدثت معهم «الرؤية» فإن تسجيل الخط العربي باليونسكو يُعد إنجازاً كبيراً، وخطوة فاعلة تجاه حفظ الهوية العربية، باعتبار أن الخط العربي إحدى أهم مفردات الحضارة العربية، ومعلم من معالمها ووسيلة فعالة للتعريف بها، وهو ما يُساهم في الحوار بين الثقافات العالمية.

واعتبروا أن تسجيله لدى «اليونيسكو» وسيلة فعالة لضمان عدم اندثاره خصوصاً في ظل العولمة والتكنولوجيا الحديثة، التي أفرزت ما يُسمى الكتابات الدخيلة على اللغة العربية كالفرنكو آراب.

حفظ الهوية

ويقول الدكتور محمد العربي الخطاط وأستاذ التربية بجامعة الأزهر، إن تسجيل الخط العربي لدى «اليونسكو» خطوة ممتازة في سبيل حفظ الهوية العربية.

ويشرح العربي «الخط العربي هو أحد وجهي العمُلة للغة العربية التي تنقسم لجزأين لغة مسموعة كالكلام والحروف والشعر وغيرها، والوجه الآخر هو اللغة المكتوبة بأشكال الخط المُختلفة، وعند طمس أي من وجهي العملة فإن اللغة كلها تُصبح مُهددة، وإذا تحدثنا عن التاريخ فإن الاستعمار عندما يدخل أي دولة يكون هدفه الأساسي ضرب لغتها، والخط العربي فهو نصف اللغة العربية، وتسجيله له دور كبير لكل العرب».

وتابع العربي «تم تسجيله كخط عربي وليس إسلامياً، فهو يؤكد عروبته، وتم رفض بعد الدول التي تقدمت لتسجيله لأنهم ليسوا عرباً، وكانت تريد تسجيله باسم الخط الإسلامي، وهو ما رفضته اليونسكو، لأنه عربي وليس إسلامياً».

وأكد العربي أن التكنولوجيا أثرت بشكل ما على الخط العربي، إلا أنه في الأعوام السابقة لإنجاز التسجيل أصبحت هناك طفرة في المُحاولات العربية للحفاظ على الخط العربي، وفتح مدارس الخط العربي ومؤسسات تعليمية مُختلفة.

ويُشير «التكنولوجيا أثرت بالسلب حيث لا توجد في مُقابلها منافذ موازية لدعم الخط العربي، كندوات وتعليم وورش تدريبية، وتنمية الوعي بأهمية تعليم الخط العربي للأطفال لدى الأسر لأن الأسرة هي المنفذ الأول لتعليم الأبناء أهمية الخط، واستخدام الورقة والقلم في الكتابة بديلاً عن التكنولوجيا».

فتح منافذ جديدة لمُحاربة التكنولوجيا

إسماعيل عبده الخطاط والفنان التشكيلي يقول لـ«الرؤية» إن الخط العربي تراث وتسجيله في اليونسكو يجعل هناك دعماً منها للحفاظ على الخط العربي، وبالنسبة لنا كعرب خطوة مُهمة فنحن أحق به.

وتابع «الخط العربي هو سفير العرب إلى العالم ووسيلة مهمة للحفاظ على الهوية، وننتظر الدعم اللوجيستي والمادي وتوثيق الخط العربي كتراث، وما يترتب عليه من زيادة منافذ لتعليم الخط العربي كمدارس الخط والمُسابقات».

ويلفت «هناك مُشكلة كبيرة تواجه الخط العربي بزيادة استخدام التكنولوجيا الحديثة والكتابة الحاسوبية دون الاعتماد على تعليم أطفال المدارس الخط العربي، والذي كان يتم تدريسه بشكل أساسي داخل المدارس، بواسطة مُعلم مُتخصص لذلك، ولكن هذا اختفى من المدارس الآن، لذا أتمنى أن تكون خطوة تسجيل الخط العربي باليونسكو خطوة نحو تفعيل تدريسه بمدارس التعليم العام، حيث يتم تدريسه في التعليم الأزهري في مصر».

وتابع «مشكلة كبرى بعدم تعليم الأطفال للخط العربي وستظهر توابعها مُستقبلاً، وهي من عواقب العولمة، فالدول ذات الحضارة لا تستغنى عن زيها الشعبي أو كتابتها أو لغتها، فالكتابة هي أساس قيام الحضارات، لكننا بدأنا ننساق وراء تيار لإلغاء الهوية التي هي أساسها الخط العربي ذو الخصوصية في جميع العالم، بخلاف كل الفنون كالنحت والرسم والتصوير وغيرها لا يمكن تمييزها».

ولفت عبده إلى الاهتمام بالخط العربي في عدد من الدول العربية كالسعودية والإمارات، والمُتمثل في مُلتقيات ومسابقات الخط العربي، خصوصاً مُلتقيات كتابة المصحف الشريف.

وثمن ما تقوم به الإمارات من دعم للخط العربي والهوية العربية كمُسابقة «البردة» التي تقدم جوائز ضخمة للفائزين، وإصدارها كذلك مجلة «حروف عربية» المُخصصة بالكامل للخط العربي.