الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ما أسباب غياب الإصدارات الاقتصادية عن «القاهرة للكتاب»؟

انتهت الاثنين الماضي، الدورة 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وسط غياب لافت لكتب الاقتصاد السياسي، أو الاقتصاد العام، بل وغياب الندوات التي تناقش قضايا الاقتصاد.

ويعد الكتاب الوحيد الجديد اللافت بالمعرض في هذا المجال، «التقدم مربكات ومسارات» للدكتور محمود محيي الدين، أستاذ الاقتصاد وممثل مصر والمجموعة العربية، في صندوق النقد الدولي، ويمكن أيضاً أن نضيف كتاب الزميل رائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج "من يجرؤ على الحلم: كيف حول محمد بن راشد أحلام دبي إلى حقيقة"، رغم أنه أقرب للسيرة الذاتية.

وعن هذا الغياب، يقول الكاتب الصحفي محمد نجم مدير عام التحرير في دار المعارف، إن الجائحة وضعت الاقتصاديين في حالة ترقب، حيث الضبابية سيدة الموقف حتى الآن، لكنها منحت للمبدعين، الفرصة، ولذا تصدرت كتب الشعر والتاريخ والمذكرات والرواية الاهتمام في المعرض، ويؤكد نجم أن دار المعارف، أقدم دار نشر في الوطن العربي، والتي استضافت حفل توقيع كتاب من يجرؤ على الحلم، ستطبع منه طبعة شعبية ليتاح للجمهور العريض، وذلك بمبادرة من سعيد عبده، رئيس مجلس الإدارة ورئيس اتحاد الناشرين المصريين.

ومن جولة لـ«الرؤية» في المعرض، كان أوضح مظهر لحضور الأرقام والملفات الاقتصادية المصرية هو مشاركة جهاز التعبئة والإحصاء، بجناح كبير وقد لاحظنا إقبالاً قوياً عليه، ربما لأنه يقدم كل بضاعته مجاناً، وفورياً على سي دي، حسب الطلب.

وقالت مسؤولة العلاقات العامة بالإحصاء إن الجهاز يشترك في معرض الكتاب للعام الـ14 على التوالي بهدف نشر الوعى الإحصائي وهو يصدر أكتر من 200 إصدار سنوي منها إصدارات الإحصاءات السكانية وإصدارات الإحصاءات الاقتصادية التي تساعد متخذي القرار، مشيرة إلى أن الإصدارات العامة للجهاز تلقى قبولاً لدى قطاعات من الجمهور مثل نشرة التجارة الخارجية، والتجارة الداخلية، وحركة البضائع، لافتة إلى أن أهم دوافع الاشتراك بالمعرض أيضاً تعريف الجمهور بأن دور الجهاز لا يقتصر على التعداد السكاني أو الاقتصادي، فهو يقدم بيانات أخرى مهمة، مثل نشرة الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين التي يشتق منها معدل التضخم، ونشرة القوى العاملة التي ينبثق منها معدل البطالة.

بجوار جناح الإحصاء، مباشرة يقع جناح معهد التخطيط القومي، وهو الوحيد ربما في المعرض كله الذي يعنى بقضايا الاقتصاد الحقيقي والتنمية، ليس في مصر فحسب بل وفي المنطقة العربية، وبرر إيهاب رمضان مسؤول الجناح ضعف إقبال الجمهور الواضح عليه بالقول، إن إتاحة معظم إنتاج المعهد، على بوابته الإلكترونية، مجاناً، ربما كان سبب قلة الإقبال، مشيراً إلى أن الباحثين الذين يفضلون نسخاً ورقية أو شراء الإصدارات الخاصة للمعهد، وبخصم، هم الذين يترددون على الجناح.

ويرى الروائي والمحرر الاقتصادي مصطفى عبيد، أن حضور الاقتصاد أو بمعنى آخر غيابه، مثير للانتباه فعلاً، فثمة كتاب وحيد للدكتور محمود محيي الدين، ويمكن أن نضيف إليه، كتاب عمر طاهر، أسطوات مصر، الجزء الثاني، فهو يتحدث عن مبادرات مهمة في عالم الأعمال في القطاعين العام والخاص، لكن يمكن أن نفسر الأمر بأن كون جمهور المعرض من الشباب، وهم قليلو الاهتمام بالاقتصاد عادة، يجعل الناشرين يكتفون بعرض كتب الاقتصاد في المكتبات حيث يذهب إليها جمهوره، وهم عادة من دارسي الاقتصاد، أو المعنيين بشؤونه.

من جانبها قالت الدكتورة هدى الرميلة أستاذ مساعد الاقتصاد، إن غياب القضايا الاقتصادية عن ندوات المعرض تقصير ينبغي تداركه، فالعالم مشغول إلى أبعد حد بقضايا التضخم والطاقة وأسعار السلع الأولية وسلاسل الإمداد والبطالة وتأثير الرقمنة على سوق العمل، إلى غير ذلك، مؤكدة أن ركود الإنتاج المعرفي في قضايا الاقتصاد يؤكد أنه لا بد من محفز قوي من أجل تحقيق ازدهار الفكر الاقتصادي والتنافس بين مدارسه المختلفة خدمة للوطن وللمواطنين.