الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مسؤولون: الإمارات منارة حضارية وثقافية في شهر القراءة

مسؤولون: الإمارات منارة حضارية وثقافية في شهر القراءة

تحتفي دولة الإمارات خلال شهر مارس من كل عام بشهر القراءة تحت شعار «الإمارات تقرأ» والذي يعتبر واحداً من أبرز الفعاليات التي أطلقتها الدولة بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف السامية التي تسعى في المقدمة إلى ترسيخ ثقافة القراءة وإعداد جيل مثقف واعٍ الأمر الذي من شأنه الارتقاء بمكانة المجتمع الإماراتي وتحقيق التنمية المستدامة.

وأكد عدد من المسؤولين لـ«وام» أن دولة الإمارات تعد منارة حضارية ومرجعا وطنيا خلال شهر القراءة.





وقال عبدالله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة يأتي اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بشهر القراءة في إطار الجهود التي تبذلها الدولة من أجل تأصيل ثقافة القراءة بين فئات المجتمع وتحفيزهم لتحويلها إلى ممارسة يومية كونها الأساس في ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة على طريق بناء الإنسان الواعي القادر على استكمال مسيرة التطور والتقدم وبناء اقتصاد قائم على المعرفة ومجتمع يحرص على التنمية المستدامة.

وأضاف ما يزيد شهر القراءة أهمية في الأرشيف والمكتبة الوطنية هذا العام أنه جاء بعد صدور القانون الاتحادي رقم 13 لعام 2021 والذي يقضي بضم المكتبة الوطنية والأرشيف الوطني تحت مظلة واحدة فالمكتبة الوطنية ثروة ثقافية فريدة من أوعية المعلومات الورقية والإلكترونية وهي واحة خلابة للقراءة وقد جاء شهر القراءة متزامناً مع مرحلة حافلة بالتخطيط لإنشائها لتكون منارة حضارية وثقافية للدولة ومرجعاً وطنياً ومركزاً ثقافياً ومعلوماتياً يحفظ تراث الإمارات ويبرز تطورها العلمي والحضاري على غرار كبرى المكتبات العالمية الحاضنة للتراث الإنساني وذلك حسب توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

وأشار إلى أن الروابط الوثيقة بين الأرشيف والمكتبة الوطنية والقراءة ليست وليدة اليوم وإنما هي موجودة منذ التأسيس حيث كانت ولادة مكتبة الإمارات مواكبة لنشأته ومنذ تأسيسه أخذ يصدر الكتب المتخصصة التي تحمل المعلومة التاريخية الموثقة عن الإمارات ومنطقة الخليج، وكما هو معروف فالكتاب أقدم وأقوى مصادر الثقافة، وهو الوعاء الثقافي الأكثر بقاء، والنافذة التي يكتسب منها أكبر عدد من القراء المعلومات والمعارف.

وحث على القراءة المجدية التي تكون سبيلاً لتطوير الإمكانيات واكتساب مزيد من المهارات ولتكون القراءة حسب اختصاصات الإنسان واهتماماته لكي يحقق المتعة والفائدة معاً.

وأكد أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يستقبل شهر القراءة ببرنامج ثري بالفعاليات الثقافية والنشاطات التي تهم جميع شرائح المجتمع، والتي سيتم تقديمها افتراضياً حرصاً على تطبيق الإجراءات الاحترازية والالتزام بالتدابير الوقائية لمواجهة انتشار كوفيد-19.

وأطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية برنامجه خلال شهر القراءة الذي يأتي هذا العام تحت شعار «الإمارات تقرأ» والذي يتضمن عدداً كبيراً من الفعاليات الثقافية والتي توعي بأهمية القراءة في بناء الإنسان والمؤسسة والمجتمع وتغطي هذه الفعاليات معظم أيام شهر مارس.. ويأتي هذا الاهتمام بشهر القراءة انسجاماً مع توجيهات القيادة الرشيدة التي تولي القراءة اهتماماً كبيراً إيماناً منها بأهمية تأصيل ثقافة القراءة الكفيلة باستدامة تقدم الإمارات وتطورها وازدهارها.

وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد صمم برنامجاً مكثفاً من المحاضرات والفعاليات الثقافية شبه اليومية وسيتيحها للجمهور الداخلي والخارجي وسيبدأ برنامج شهر القراءة بمحاضرة عنوانها: «شهر القراءة مسؤولية مجتمعية ومبادرة وطنية» تعرف بمكتبة الإمارات وبالفعاليات التي سيشهدها هذا الشهر ومحاضرة بعنوان: "العلاج بالقراءة".

وتتوالى الفعاليات في باقي أيام الشهر كالتالي: محاضرة «قراءة في كتاب المعتقدات الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة» ومحاضرة «مفهوم الضّبط البيبليوغرافي العالمي وأدواته» ومحاضرة «القراءة في الإمارات أسلوب حياة» وستعرّف مكتبة الإمارات في الأرشيف والمكتبة الوطني بمشروع «الكتب العربية النادرة على الخط المباشر، وكيفية أتاحتها للباحثين» و«قراءة في كتاب ذاكرتهم تاريخنا» ومحاضرة في «دور القراءة وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع»، ومحاضرة عن «المركز الإماراتي للترقيم المعياري للدوريات»، وتتحدث الكاتبة نجاة الفارس عن تجربتها مع القراءة، ويسلط الضوء على الكتاب الإلكتروني، و«تأثير وسائل التواصل الحديثة على عادات القراءة: شرح في تطبيق القراءات الجيدة»، و«أنواع القراءة»، و«مفهوم الضبط الاستنادي وأهميته في استرجاع المعلومات»، و«القراءة حياة»، و«دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في تعزيز ثقافة القراءة في قطاع التعليم»، و«المعرفة مسؤولية مجتمعية»، وورشة في «استخدام الفهرس الإلكتروني»، و«أهمية الفهارس الموحدة وبوابات الذاكرة في بناء النظام الوطني للمعلومات»، وستخصص مكتبة الإمارات أياما مفتوحة للتعريف بمرافقها.

وعلى صعيد آخر فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية وضمن مشروعه التعليمي «وطن يقرأ» سيقدم مجموعة من الفعاليات والأنشطة القرائية الوطنية التعليمية للطلبة؛ كالورش القرائية والفنية الوطنية، والمحاضرات الوطنية، ولعبة المسيرة، وجولات افتراضية، ومن أهم المحاضرات: «مشروع لجيل واعد»، و«الانتماء والولاء والهوية قيم وطنية عليا» و"الأفرو الإماراتي".

وستتخلل الفعاليات صور تاريخية عن اهتمام دولة الإمارات بالتعليم والقراءة، ونشرات تثقيفية عامة عن شهر القراءة واهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بها والجدير بالذكر أن جميع محاضرات وفعاليات الأرشيف والمكتبة الوطنية في شهر القراءة سيقدمها خبراء ومختصون وباحثون وكتاب وهذا ما يمثل إضافة مهمة لكل من يتابع هذه الفعاليات.





من جهته، أشار ضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات إلى أن اللغة العربية هي من أقدم اللغات وهي لغة القرآن وأحد أركان الهوية والثقافة لشعوب المنطقة العربية التي من خلالها تم نشر الثقافات والحضارة للأمم المختلفة ولذلك نرى اليوم أهمية تلك اللغة واهتمام قيادتنا الرشيدة بها من خلال المبادرات الاستثنائية لدعمها والمحافظة عليها.

وأضاف نرى اليوم جائزة محمد بن راشد للغة العربية أكبر مثال على ذلك ومقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»: بأن اللغة العربية تستحق قمماً كثيرة لأنها قمة في الجمال ووعاء للحضارة بكل أبعادها كذلك ما شهدناه في الحدث المهم إكسبو 2020 من إطلاق سموه «إعلان الإمارات للغة العربية» في جناح الدولة بحضور وزراء الثقافة العرب وشخصيات كبيرة، لافتا إلى أن الإمارات أكدت من هذا المكان أنها حاضنة للغة العربية وعلى أهميتها وملتزمة تجاهها لغة للهوية والثقافة والعلوم.



خارطة الثقافة الإماراتية

من جهتها، قالت مريم الغفلي مدير مؤسسة بحر الثقافة إن شهر القراءة حدث سنوي ثقافي هام ترك أثرا جميلا طوال الأعوام الماضية على خارطة الثقافة الإماراتية وبما أن دولة الإمارات هي الحاضنة لهذا الحدث أصبح عبر الأعوام مرسى جميلاً تجتمع به مواكب المعرفة والثقافة وتنطلق من خلالها المبادرات التي تخدم الكتاب والكاتب والقارئ كي تنير العقول بأنوار المعارف وها هو يعود هذا العام والعالم يتعافى من سبات كورونا ويعود لأوجه الحياة بهمة ونشاط.

وأضافت أن مؤسسة بحر الثقافة كمؤسسة وطنية تسعى دائماً لمواكبة كل ما يصب بمصلحة الثقافة والمثقف على المستوى المحلي والإقليمي، مشيرة إلى أن نشاط المؤسسة مستمر طوال العام ولم يتوقف ولا حتى في أصعب الظروف.

وتابعت ننطلق ونحتفي بشهر القراءة ببرامج مميزة ومبادرات حافلة ما بين ورش تفاعلية للكتابة والقراءة وندوات مميزة ولقاءات مع مثقفين وكتاب ومبدعين وغيره من البرامج المخطط لها لكل فئات المجتمع. ولفتت إلى أن الحدث الأهم هو إطلاق «بيت السرد» بالمؤسسة وهو بمثابة الحضن الدافئ للكتاب والمثقفين والموهوبين والهدف ترسيخ القراءة كجزء أصيل من شخصية وأسلوب حياة الإنسان، ويهدف إلى احتواء المواهب والعبور بها نحو ما تستحق وتأمل ونسعى لوضع يدنا بيد كل من هو مهتم بالفكر والمعرفة والتعاون لما فيه خير ورفاه هذا الوطن المعطاء في ظل قيادة أعطت وتعطي في سبيل رفعة وطننا الغالي.

وأوضحت أن شهر القراءة يعكس حرص القيادة الرشيدة للدولة على ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة واستكمال سلسلة المشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية التي أطلقتها الدولة منذ نشأتها.

ومن أهم المستهدفات الوطنية لهذه المبادرة أن تصبح القراءة سلوكاً راسخاً لدى 50 في المائة من الإماراتيين البالغين بحلول عام 2026 ولدى 80 في المائة من طلبة المدارس وأن يقرأ الطالب 20 كتابا في المتوسط سنويا بصورة اختيارية وتستهدف الاستراتيجية كذلك ألا تقل نسبة الآباء المواطنين الذين يقرؤون لأطفالهم عن 50 في المائة.

واختارت وزارة الثقافة والشباب شعار «الإمارات تقرأ» لشهر القراءة للعام الحالي 2022 بهدف دعم وتعزيز دور الآباء في غرس حب القراءة لدى الأبناء وإبراز أهميتها ودورها الكبير في تنمية الطفولة المبكرة وترسيخها ثقافة وعادة مجتمعية دائمة بين أفراد المجتمع وتعزيز دورها محركاً ومؤشراً رئيسياً للتماسك والترابط الأسري والتركيز عليها لغرض المتعة والاستكشاف والإلهام لدى الأطفال في مجتمع دولة الإمارات.

وتتنوع الفعاليات خلال شهر القراءة 2022 بمشاركة المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة أو المؤسسات التعليمية والثقافية من خلال إطلاق مبادراتها القرائية عام 2022 وبرامجها والتي تسهم في بناء مجتمع قارئ متسلح بالعلم والمعرفة قادر على قيادة مسيرة التنمية في الدولة وتشجيع عادات القراءة المبكرة الإيجابية.